Wednesday, March 11, 2015

عمل النساء والمرأة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم

عمل النساء والمرأة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم:

نظرة الإسلام للمرأة نظرة راقية وذات أدب عال ونظرة عادلة ومراعية لما هي عليها.

وقد بيَّن الإسلام في أحكامه والرسول محمد عليه الصلاة والسلام في سيرته وتعامله مع النساء عدل المعاملة وجمال المعاشرة ونبل الأخلاق وسمو الصفات.
والناظر في رياض الإسلام وحدائق سيرة الرسول يجد هذا التعامل واضحاً بيّنا.

دع عنك أقوال المفترين من الغربيين وأذنابهم من المنتسبين للعرب والإسلام فهؤلاء بكذبهم وتدليسهم منطلقين من التعصب ومحاربة الإسلام إذ نشروا الشبهات والأكاذيب ليشوهوا صورة الإسلام ونصاعة أحكامه ونقاء تعاليمه، ويسخروا من رسول الله ويستهزؤوا به، فلا تصدق أقوالهم ولا تمش في ركبهم ولا تسر على طريقهم فكلنا سيموت وسيحاسبه الله، فتنبه.

لقد كان عمل النساء في العهد النبوي شائعاً معروفاً, ولكنه كان منضبطاً بضوابط الشرع.

ويمكن تقسيم العمل الذي كان النساء يمارسنه في ذلك العهد إلى أربعة أقسام :

الأولعملهن في تطبيب الجرحى, والقيام على المرضى في جيوش المسلمين:
روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول  الله  صلى  الله  عليه وسلم يغزو بأم سليم  ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى.
وعن أم عطية رضي الله عنها قال : ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام, وأداوي الجرحى, وأقوم على المرضى ) رواه مسلم.
ولاشك أن خروجهن في الغزو كان مع أزواجهن أو محارمهن كما لا يخفى.

الثانيعملهن في الزراعة:
روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك, ولا شيء غير ناضح وغير فرسه, فكنت أعلف فرسه, واستقي الماء وأخرز غربه وأعجن, وكنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي, وهي مني على ثلثي فرسخ.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : طلقت خالتي, فأرادت أن تجد نخلها فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي صلى الله عليه وسلم, فقال :(بلى فجدي نخلك, فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفاً)رواه مسلم.
ومعنى تجدي نخلك : تقطعي ثمره.

الثالثاشتغالهن بالأعمال اليدوية:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً،فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً, قالت : فكانت أطولهن يداً زينب رضي الله عنها, لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق وإنها كانت امرأة قصيرة, ولم تكن أطولنا ) أخرجه مسلم.
وكانت رائطة امرأة ابن مسعود رضي الله عنهما امرأة صناع اليد, فكانت تنفق  عليه  وعلى ولد من صنعتها .. رواه أحمد.

الرابعاشتغالهن بالتعليم والفتوى:
وهذا مشهور بين أزواجه صلى الله عليه وسلم, بل نص العلماء على أن من الحِكَم من تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم أن يطلع الناس على سيرته في تعامله معهن ليكون قدوة للأزواج في تعاملهم مع أهليهم وكان أشهرهن عائشة وأم سلمة رضي  الله  عنهما.

الخامس: تبادل التحية بين الرجال و النساء:
عن أم هانئ ابنة أبي طالب قالت : ذهبت إلي رسول الله عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه.... ( رواه البخاري ومسلم ).
عن أبي حازم عن سهل قال : كنا نفرح يوم الجمعة, قلت لسهل ولما؟ قال : كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في قدر وتكركر حبات من شعير, فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح من أجله, وما كنا نقيل ولا نتغذى إلا بعد الجمعة. ( رواه البخاري).
بضاعة : اسم موضع بستان.
تكركر: تطحن.
عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله ذات ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا الجوع يا رسول الله , قال... قوموا,فقاموا معه حتى أتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت : مرحبا وأهلا ...

قال النووي :
في الحديث استحباب إكرام الضيف بهذا القول وشبهه وإظهار السرور بقدومه.
وفيه جواز سماع كلام الأجنبية ومراجعتها الكلام للحاجة ,
وجواز إذن المرأة في دخول منزل زوجها لمن علمت علما محققا أنه لا يكرهه , بحيث لا يخلو بها الخلوة المحرمة.

عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : خرجت مع عمر بن الخطاب إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابة فقالت يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغار...فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال مرحبا بنسب قريب... ( رواه البخاري). 

السادس:حديث المرأة مع الرجل للحاجة وفي الأمور والمصالح العامة بجدية وأدب ووقار مشروع غير محظور:
حديث : كان رسول الله يمر بنساء فيسلم عليهن.(رواه أحمد).
عن أسماء بنت يزيد قالت: "مر علينا النبي صلي الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا".(رواه أبو داود).

فهذه هي أهم الأعمال التي كان النساء يقمن بها ضمن حدود الشريعة وضوابطها.
ولاشك أنه ستظل هناك مجالات بحاجة إلى أن تعمل فيها المرأة ضمن ضوابط الشريعة وحدودها  كتعليم البنات وعلاج النساء والرجال في بعض الظروف, كحالات الحروب الشاملة والأوبئة العامة والكوارث وغيرها.

قال الشاعر:
فَخْرِيْ بِأَنِّيْ مُسْلِمٌ لا بِاْلْعُرُوْبَةِ وَاْلْنَّسبْ
وَبِأَنَّ فِيْ قَلْبِيْ هُدَىْ اْلْتَّوْحِيْدِ لاْ شِرْكَ اْلْعَطَبْ
وَبِإَنَّ لِيْ ذَاْكَ اْلْنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ عَاْلِيْ اْلأَدَبْ
صَلَّىْ عَلِيْهِ اْللهُ مَاْ ظَهَرَ اْلْسَّحَاْبُ وِمَاْ اْنْسَحَبْ
وَبِأَن دِيْنَ اْللهِ يَأْمُرُ بِاْلْصَّلاْةِ فَأَقْتَرِبْ
وَبِأَنَّ فِيْ شَهْرِ اْلْصِّيَاْمُ تُقَىً وَفِيْ اْلْصَّوْمِ اْلْرُّتَبْ
وَبِأَنَّ فِيْ اْلْمَاْلِ اْلْزَّكَاْةُ لَطُهْرَةٌ وَبِهِ اْلْقُرَبْ

وَبِأَنَّ حَجَّ اْلْبَيْتِ أَمْرٌ لاْ يُؤَجَّلُ يَاْ عَرَبْ
هَذِي اْلْمَفَاْخِرُ فَاْعْمَلُوْاْ بِعَقِيْدَةٍ لا تَضْطَرِبْ

No comments :

Post a Comment