Monday, September 29, 2014

(ولا تـمنن تستكثر) أدب وفقه وعلم العطاء والانفاق



(ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر):

المنّ بالعطاء وبالانفاق أمر لا يقوم به المؤمن الصادق ولا يفعله المسلم المخلص لأن ذلك المنّ يحبط العمل ويحعله هباءا منثورا.
المنّ بمساعدة الآخرين وتذكيرهم بهذه المساعدة دائما والحديث عنها في كل مكان هو تعبير عن نقص وشعور بالضعة النفسية والخلل الايماني.

ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر:
ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر، فيتحول عملك إلى رماد ويستحيل فعلك إلى غبار تذروه الرياح.
ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر، فتكون من الذين يريدون أن يَعلوا على أكتاف الآخرين بمساعدتهم واستغلالهم فيما بعد.
ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر، فتستغل مساعدتك للآخرين بأن تُلقي على نفسك الضوءَ وتجذب الآخرين إليك لتحصل على شهرة أو ذِكْر حسن أو منصب، وبذلك يذهب عملك سدى وتلقاه في القبر قد تحول لك عذابا.
ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر، إذ المنّ مَنٌّ فتصبح مثل (الْمَنّ) (وهو صغار الحشرات يتغذى على الأشجار والنباتات فيذهب رونقها ويميتها بأخذ غذائها).
 ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر، لتجلب لنفسك ما لا يحل لك، ولتحضر لنفسك ما يبعدك عن دينك وقرآنك وشريعتك.
ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر، فتقع في مستنقعات التكبر، وتخوض في أوحال العجب بالنفس، وتتوه في متاهات الغرور.

ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر:
ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر، لا تعط وتطلب أكثر مما أعطيت فتكون من المنافقين وذوي المصالح المالكين للقلوب العفنة والنفوس المريضة والعقول السقيمة.
ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر، هو الرجل يعطي صديقه أو قريبه ليكثر ماله لا يريد به وجه الله، فيطلب ممن أعطاه مالا أن يرده عليه مضاعفا،ويستغله ليتعامل معه فقط.
ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر، هو الرجل يلتزق بالرجل فيخدمه ويسافر معه فيجعل ربح ماله لالتماس عونه لا لوجه الله تعالى فلا يربو عند الله لأنه لم يرد بعمله وجه الله.

ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر :
-لا تعط شيئا لمجازاة الدنيا أعط لله وأَرِدْ به وجه الله.
-لا تمنن على الله بعملك فتستكثره، ولا يكثرن عملك في عينك فإنه مما أنعم الله به عليك وأعطاك.
-لا تمنن على أصحابك بما تعلمهم من أمر الدين وتبلغهم به و تعوهم  إليه كالمستكثر بذلك عليهم، فهو واجب عليك وفرض عليك، فلا تغتر بنفسك ولا يدخلها رياء.
- لا تمنن بعملك على ربك تستكثره، فإن الله هو الذي هداك للعبادة ويسر لك الطاعة،فلا تمنن عليه بل يجب عليك حمد الله وشكره.
- لا تعط عطاء مهما كان كثيرا وأنت تقدر في نفسك أنه كثير، بل اعتقد أنه قليل، وأعط عطاء من لا يخاف الفقر بحال.

ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر :
فيه إشارة للبذل والانفاق بلا رياء أو مصلحة شخصية.
وفيه تلويح بمزيد فضل الله لمن يعطي وينفق من ماله وعلمه وجاهه بمساعدة الفقير والمسكين والمضطر والمحتاج.
وفيه إيماء بأن العاطي الحقيقي هو الله والمنفق هو الله فلا يخطر ببالك أنك تعطي لأنك تملك بل تفضلا من الله، فكن متواضعا ومخلصا وصادقا.
وفيه تلميح للتخلق بخلق الجود والإحسان تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلقا بأخلاق الله وتحقيقا لاسم الله (الجواد-المفُضِل- الوهاب).
وفيه إرشاد لترك الأخلاق السيئة المتعلقة بالعطاء والانفاق فيبتعد المسلم عن المَنّ والعجب بالنفس والتكبر على الآخرين والتعجرف والغطرسة.
وفيه تسليط ضوء على نشر المحبة بين الناس وتوثيق العلاقات مع الآخرين بالإحسان إليهم ومساعدتهم لوجه الله من غير رياء ولا افتخار.
وفيه إفصاح بأن يكون العمل خاليا من الرياء وبواعثه، خاليا من طلب الشهرة وكوامنها، خاليا من النفاق وأغراضه، ليغدو العمل قنطرة تأخذك للجنة وتبعدك من النار.
وفيه تَبْيِّن أهمية الإخلاص في الأعمال والأفعال، وأهمية الصدق في مساعدة الناس والمضطرين والمحتاجين.

ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِر :
سر النهي أن يكون العطاء خالياً عن انتظار العوض تعففاً وكمالاً
وسر النهي أن يكون المسلم خاليا عن الرياء المحبط لعمل والكذب القاطع للمجتمع.
وسر النهي أن يكون المسلم منارة حب وتفاهم ،وموضع تعاون وتآلف...
وسر النهي أن يقترب المسلم من ربه بأعماله الخالصة، وأن يتقرب المؤمن لربه بأفعاله النقية من شوائب حظوظ النفس والأهواء.

فأعط دون طلب امتنان ، وأنفق لوجه الله خالصا دون رياء أو حب شهرة أو ابتغاء سمعة.
وأخلص العمل لوجه الله وكن صادقا في أفعالك وأعمالك حتى يتقبل الله منك.

No comments :

Post a Comment