Saturday, October 26, 2019

الفرق بين (ذي القربى ) في سورة البقرة و(بذي القربى ) في سورة النساء

ما الفرق بين (ذي القربى ) في سورة البقرة 
و(بذي القربى ) في سورة النساء ؟

🎈(ذي القربى ) : جاءت في حق اليهود .

﴿وَإِذ أَخَذنا ميثاقَ بَني إِسرائيلَ لا تَعبُدونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَقولوا لِلنّاسِ حُسنًا وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيتُم إِلّا قَليلًا مِنكُم وَأَنتُم مُعرِضونَ﴾
[البقرة: ٨٣]

🎈(بذي القربى): جاءت في حق المسلمين.

﴿وَاعبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَبِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَالجارِ ذِي القُربى وَالجارِ الجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالجَنبِ وَابنِ السَّبيلِ وَما مَلَكَت أَيمانُكُم إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ مُختالًا فَخورًا﴾
[النساء: ٣٦]

🌹وهناك قاعدة في اللغة :
زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى .
فرب العالمين بهذه الباء يرسم ماهو مستقبل 
القربى عند اليهود وماهو مستقبل القربى عند المسلمين ، أي الترابط الأسري .
ومن المعلوم أن الترابط الأسري عند المسلمين أقوى بكثير من الترابط الأسري عند اليهود 
لذلك جاءت زيادة (الباء) في حق المسلمين.

Wednesday, January 30, 2019

الإعجاز العددي ... في سورة الكوثر


الإعجاز العددي ... في سورة الكوثر
-الكوثر هي أقصر سور القرآن وعدد كلمات هذه السورة 10 كلمات !
-
الآية الأولى من الكوثر تضّمنت من الحروف الهجائية 10 أحرف !!!
- الآية الثانية من الكوثر تضّمنت من الحروف الهجائية 10 أحرف !!!
- الآية الثالثة من الكوثر تضّمنت من الحروف الهجائية 10 أحرف !!!
-أكثر الحروف تكرارا في السورة هو الألف وتكّرر فيها 10 مّرات !!!
- الحروف التي ورد كل منها مّرة واحدة في سورة الكوثر عددها 10
جميع آيات السورة ختمت بحرف الراء ، وترتيبه الهجائي رقم 10
- سور القرآن التي تنتهي بحرف الّراء عددها 10 سور آخرها الكوثر
- ماهي حقيقة الرقم 10 داخل السورة إنه اليوم العاشر
من ذي الحجة فقوله تعالى " فصل لربك وانحر !!! "
وهو يوم النحر
- سبحان الله كل هذا في أقصر سورة في القرأن الكريم مكونة من سطر فما بالكم بالسور الأكبر ؟؟؟
-وصدق الله إذ يقول ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا
فأتوا بسورة من مثله ... )

أثر الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ


 أثر الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ :
جاء في صحيح البخاري ومسلم: عن حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»،
قَالَ أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: «يَا أَبَا مَالِكٍ مَا «أَسْوَدُ مُرْبَادًّا»؟» قَالَ: «شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ».
قَالَ: قُلْتُ: «فَمَا «الْكُوزُ مُجَخِّيًا»؟» قَالَ: «مَنْكُوسًا».
إضاءات:
1- ما أبدع هذه البلاغة النبوية في وصف تأثير الفتن والشهوات على القلوب حتى تشوِّه صفاءَها وتسوِّد نقاءَها وتؤدِّيَ إلى انتكاسها.
2
- الفتن سواء كانت شبهات فكرية ، أو ظلمات إلحادية أو شهوات بهيمية : فإنها تنسلُّ إلى القلب متتابعةً واحدةً بعد الأخرى كما ينسج الحصير عودًا عوداً
3
- فأمَّا قلب المؤمن العامر بحبِّ الله ورسوله والذي رسخت فيه حقائق الإيمان واليقين فإنه كالصفا أي: كالحجر الأملس في صلابته وتماسُكه ونقاوته وعدم علوق شيءٍ به، فلا تضرُّه فتنةٌ ولا تستهويه معصيةٌ ولا يرضى بديلًا عمَّا ظفر به من حلاوة الإيمان في قلبه.
4
-وأمَّا غيره ممَّن لم يتمكَّن حبُّ الله ورسوله في قلوبهم ولم تتمكن فيها معاني الإيمان : فإنَّ سهام الفتن وشهواتِ الدنيا تؤثِّر تدريجيًّا في ذلك القلب وتشوِّه صفاءَه حتى يكون «مُرْبَادًّا» وهو بياضٌ يسيرٌ مع السواد، فإذا انساق العبد أكثرَ فأكثر وراء أهوائه اختفى أثرُ البياض الباقي واسودَّ القلب وأظلم.
5
- وهناك وصفٌ آخر لهذا القلب المفتون وهو الكوز المُجَخِّي أي: المائل المنكوس، وهذا الميل كان في بدايته قليلًا بحسَب ما تسرَّب إليه من الفتن، ثمَّ ازداد ميلًا حتى انقلب وانتكس، ولا يخفى أنَّ الكوز كلَّما مال عن استقامته انسكب منه ما كان فيه بمقدار الميل، حتى إذا انتكس انسكب كلُّ ما فيه ولا يُنتفع منه بشيءٍ، فهو كالعدم وإن كان موجودًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلَّا ما أُشرب من هواه!!
وهذا شرُّ القلوب وأخبثُها فإنه يعتقد الباطلَ حقًّا والحقَّ باطلًا.

الألفاظ الاهتزازية في القرآن الكريم


 الألفاظ الاهتزازية في القرآن الكريم:
- {إذا زلزلت الأرض زلزالها}
فتأمل لفظة
-- (
زل زل ) فهي تكرار حرفين ، فتأمل!
- وعندما يغضب الله تعالى على قوم صالح الذين عصوا أمر الله ورسوله وعقروا الناقة تأتي لفظة
-- {
فدم دم عليهم ربهم } فتأمل !
- وعندما تنكشف الحقيقة وبقوة عن ظلامة يوسف الصديق لعشر سنوات يقبع فيها في السجن ظلما" من قبل زليخا تأتي لفظة
-- {
الآن حص حص الحق } فتأمل!
- وعندما يتحدث القرآن عن حدث مهم تقشعر له الأبدان يوم القيامة تأتي لفظة
-- {
إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا }
- وعندما يتحدث القرآن عما أعد ﻷهل الجنة من نعيم تأتي لفظة
-- {
متكئين على رف رف خضر وعبقري حسان } فتأمل !
- وعندما يتحدث عن شدة ظلمة الليل تأتي لفظة
-- {
والليل إذا عس عس }
فتتجلى الروعة القرآنية من هذه الكلمات المؤثرة
---
هذا يسمى روائع بلاغة القرآن الكريم.
( الألفاظ الاهتزازية )
وهي ألفاظ تشعرك بشدتها وقوتها واهتزازها
من خلال تكرار حرفين متتاليين أو تكرار كلمة كاملة قوية اهتزازية
ﻷحداث في غاية الأهمية
- زل زل، دم دم ، حص حص ، دكا دكا ، صفا صفا ، رف رف ، عس عس .
-- ( سبحانك مولانا ما قدرناك حق قدرك )

دقة لغوية القرآن أكد أن عيسى عليه السلام ليس له قوم


من بلاغة القران الكريم ،
القرآن أكد أن عيسى عليه السلام ليس له قوم !
يا لها من دقة لغوية متميّزة تتجلى في كتاب الله تعالى:
في قصص الأنبياء نجد أن كثيراً من الأنبياء خاطبوا قومهم بكلمة ياقومِ.
يقول نوح عليه السلام:
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ) [الأعراف: 59].
وهود عليه السلام يقول لقومه:
(وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ) [هود: 50].
وكذلك صالح عليه السلام يقول لقومه:
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ)[هود:61]
ولوط عليه السلام كذلك:
(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ) [الأعراف:80]
وهكذا حال الأنبياء.وموسى عليه السلام ينادي قومه في كثير من الآيات بقوله:
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) [البقرة: 54].
يقصد بني إسرائيل
وكما نعلم أن موسى عليه السلام أُرسل لبني إسرائيل..
ولكن ماذا عن عيسى عليه السلام وقد أُرسل إلى بني إسرائيل أيضاً؟
الحال يختلف مع سيدنا عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
فلا توجد أي آية في القرآن تجمع كلمة (عيسى) أو (المسيح) مع كلمة (قوم).. فكان يخاطبهم بقوله:
يا بني إسرائيل دائماً من دون أي ذكر للقوم.
يقول المسيح عليه السلام:
(
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) [المائدة: 72].
ويقول أيضاً:
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ) [الصف: 6]...
وهكذا في كل القرآن لا نجد ذكراً لقوم عيسى عليه السلام!
والآية الوحيدة التي ذكر فيها سيدنا عيسى عليه السلام مع كلمة (قوم) هي:
(
وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) [الزخرف: 57].
وكلمة (قَوْمُكَ)
هنا لاتدل على قوم عيسى عليه السلام، بل قوم محمد صلى الله عليه واله وسلم لأن الخطاب في هذه الآية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم!!!
أي أن عيسى عليه السلام ليس له قوم! ماهو السرّ؟
حتى عندما تحدث القرآن عن السيدة مريم عليها السلام أم المسيح عليه السلام نسبها إلى قومها..
قال تعالى:
(
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [مريم: 27]
ولكن المسيح عليه السلام لم يُنسب لأي قوم في القرآن.
ولكن لماذا سيدنا عيسى عليه السلام ليس له قوم مثل بقية المرسلين؟؟
نسبة الإنسان تكون دائماً لأبيه، فالأب ينتمي لقبيلة أو قوم أو بلد..
وكذلك فإن الابن ينتمي لنفس القبيلة أو القوم أو البلد.
فسيدنا نوح عليه السلام ينتمي لأب من قومه ولذلك نُسب إليهم، وسيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام ينتمي لأبيه آزر من قومه فنُسب إلى قومه.وهكذا.وهنا نتساءل:
لمن ينتمي سيدنا المسيح عليه السلام؟
طبعاً لا ينتمي لأي قوم لأنه وُلد بمعجزة وجاء إلى الدنيا من غير أب!!
ولذلك من الخطأ أن يقول المسيح عليه السلام لبني إسرائيل: ياقوم!!
وكان لابد أن يناديهم بقوله:
يا بني إسرائيل..
وهذا ما فعله القرآن.
ولا توجد ولا آية واحدة تشذّ عن هذه القاعدة.
لو تحدثنا بنفس المنطق وطرحنا السؤال التالي:
ماذا عن آدم عليه السلام ونحن نعلم أنه جاء من غير أب ولا أم بل خلقه الله من تراب، هل ذكر القرآن قوم آدم؟
بالتأكيد لا يوجد أي ذكر لقوم آدم عليه السلام، فلو بحثنا في القرآن كله لا نجد أي آية تتحدث عن قوم آدم عليه السلام، بل الآيات تتحدث عن بني آدم وهذا من دقة القرآن الكريم وإحكامه.
إذاً جميع البشر لهم قوم باستثناء نبيين كريمين:
آدم عليه السلام وعيسى عليه السلام.
وسؤال جديد:
هل أغفل القرآن هذه الحقيقة:
حقيقة عيسى عليه السلام وآدم عليه السلام؟
أكيد لم يغفل،
فقد ذكر القرآن هذه الحقيقة في آية كريمة يقول تعالى فيها:
(
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]
هذه هي الآية الوحيدة في القرآن التي يجتمع فيها اسمي آدم عليه السلام وعيسى عليه السلام معاً.
فانظروا إلى دقة هذا الكتاب العظيم.
سبحان الله وهذه من معجزات القرآن الكريم
.
ولذا يجب التدبر والتفكر في آياته..

Monday, January 21, 2019

الفرق بين( ما زال) و( لا زال)

الفرق بين( ما زال) و( لا زال):
يقع الكثيرون في الخلط بين ما زال و لا زال في الكلام ظانين أنهما بمعنى واحد،
 لذلك تجدهم يضعون كلا منهما مكان الآخر، 
مع أن لكل منهما استعماله حسب معناه، وحسب ما يريد المتكلم تبليغه. 
و "زال "هنا كلمة تدل على النفي، فإذا سبقتها أداة نفي دلت الجملة على الإثبات؛ لأن نفي النفي إثبات، أو سلب السالب إثبات كما هو متعارف عليه عند أهل المنطق والنحو والبلاغة. 
ولهذا يرى ابن الأنباري في كتابه (الإنصاف) عند حديثه عن ما زال: 
أن (ما) هنا حرف نفي، بدليل أنا لو قدرنا زوال النفي عنها لما كان الكلام إيجابا. 
و (زال) هنا مع أداة النفي التي قبلها هي التي تعد من النواسخ ولا بد من ذكر معموليها معا لتفيد الاستمرار مع الديمومة كقولنا: (ما زال النهر جاريا) و (ما زال الجو باردا ) 
وكل جملة مع (ما زال) هي جملة خبرية بدأ حدوثها في الماضي.
 أما إذا قلنا مثلا: (لا زال حالك ميسورا) و (لا زالت صحتك جيدة) و (لا زالت كلمتك مسموعة)، 
فكل جملة من هذه الجمل هي جملة طلبية تفيد الدعاء أي: أدعو لك بأن تستمر صحتك جيدة وحالك ميسورا.. الخ. 
ولا زال فيها دعائية. فإذا أردنا الإخبار قلنا (مازال).
مما تقدم يتضح لنا أن الجملة المسبوقة بـ (ما زال) هي جملة اسمية خبرية تحتمل الصدق والكذب. 
فلو قلت لك: 
(ما زال الجو حارا) فيمكن أن تصدقني أو أن تكذبني، 
أما الجملة المسبوقة ب (لا زال ) فهي جملة فعلية إنشائية تفيد الدعاء ولا تحتمل لا صدقا ولا كذبا،
 فلو قلت لك: (لا زال عيشك كريما)، 
فلا يصح أن تقول لي: 
صدقت أو كذبت، لأنني لا أخبر بل أدعو.

الجناس المتماثل بين حرفين

الجناس المتماثل بين حرفين:
من أمثلة الجناس المماثل بين (حرفين)، نحو قولك: 
(فلان يعيش بالقلم الحر الجري‌ء فتفتح له أبواب النجاح به). فالباء في (بالقلم) هي الداخلة على آلة الفعل فتفيد معنى الاستعانة، أي أنه يستعين بالقلم على العيش، 
و الباء في (به) هي باء السببية، 
بمعنى أن أبواب النجاح تفتح له بسبب قلمه الحر الجري‌ء.
 ففي البائين جناس لتماثلهما لفظا و اختلافهما معنى.
و مثل قولك: (قد ينزل المطر شتاء و قد ينزل صيفا) 
فلفظة (قد) الأولى للتكثير و الأخرى للتقليل، لأن المطر يكثر نزوله شتاء و يقل صيفا.
و نحو قولك أيضا: (من الناس من يعمل من شروق الشمس إلى ما بعد غروبها بساعات)
 فلفظة من في (من الناس) تفيد معنى التبعيض، أي بعض الناس، 
و لفظة من في (من شروق الشمس) تفيد معنى الابتداء أي ابتداء من شروق الشمس، 
فبين الحرفين كما ترى جناس لتماثلهما لفظا و اختلافهما معنى.

فن الإشارة

فن الإشارة :
في قوله تعالى :
(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ )(58) من سورة الأنفال ، 
فن يقال له : (فن الإشارة) ، 
وبعضهم يدرجه في باب الإيجاز لأنه متفرع عنه ، 
ولكن( قدامة) فرعه من ائتلاف اللفظ مع المعنى ،
 وشرحه فقال: هو أن يكون اللفظ القليل دالا على المعنى الكثير حتى تكون دلالة اللفظ على المعنى كالإشارة باليد فإنها تشير بحركة واحدة إلى أشياء كثيرة لو عبّر عنها بأسمائها احتاجت الى عبارة طويلة وألفاظ كثيرة. 
والفرق بينه وبين الإيجاز:
 أن الإيجاز بألفاظ المعنى الموضوعة له ، 
وألفاظ الإشارة لمحة دالة ، 
فدلالة اللفظ على الإيجاز دلالة مطابقة ،
ودلالة اللفظ في الإشارة إما دلالة تضمين أو دلالة التزام ، 
فقوله تعالى : (فانبذ إليهم على سواء) 
تشير إلى الأمر بالمقاتلة بنبذ العهد كما نبذوا عهدك ، 
مع ما يدل عليه الأمر بالمساواة في الفعل من العدل ،
 فإذا أضفت إلى ذلك ما تشير إليه كلمة خيانة من وجود معاهدة سابقة ، تبين لك ما انطوت عليه هذه الإشارات الخفية من دلالات كأنها أخذة السحر.
فن الإشارة في الشعر :
أما فن الإشارة في الشعر فهو شائع في شعرنا العربي كثيرا ومن أطرفه قول بهاء الدين زهير :
عفا الله عنكم أين ذاك التودّد؟
وأين جميل منكم كنت أعهد؟
بما بيننا لا تنقضوا العهد بيننا
فيسمع واش أو يقول مفند
فقد أشار( بما )إلى ما لا يحصى من دواعي الهوى ، ونوازع الشوق .