Thursday, December 31, 2015

مبادئ الحرب (القتال ) التي طبقها النبي محمد صلى الله عليه وسلم -2-



مبادئ الحرب (القتال ) التي طبقها النبي محمد صلى الله عليه وسلم -2-:
ثمة مبادئ في الحرب ناجحة وتسير بالجيش للنصر إن التزمها، وهي مبادئ على قدر كبير من الأهمية ، قد طبقها النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأخذت بها النظم العسكرية الحربية الحديثة لما فيها من مفاتيح النصر ودروب الانتصار.
وقد سبق الكلام عن بعضها في تدوينة سابقة، وباقي المبادئ نتحدث عنها في هذه التدوينة:
من هذه المبادئ هي:
6.الإدارة :
ان الإدارة الناجحة المبنية على التخطيط السليم هي أساس نجاح أي عمل مهما كان ، وتزداد أهميه إدارة الموارد في المعركة وذلك بسبب الظروف الطارئة التي تنشأ أثناء القتال،فالإدارة في المعركة تتطلب حسن التصرف بالإمكانيات الموجودة واستخدامها بأفضل طريقة.
 ويدخل في إطار الإدارة كل ما يتوفر في الدولة من إمكانيات مادية ومعنوية بهدف تسخيرها لخدمه الأعمال العسكرية؛وهذا يتطلب تهيئة الاقتصاد القومي وحشد كل الإمكانيات المتوفرة لخدمه المهمة.
وقد طبق المسلمون ما يسمى بمفهوم (الحرب الاجماعية)والتي تعني إعداد الشعب كله ماديا ومعنويا  للمعركة وتسخير اقتصاديات البلاد للحرب وهو ما يسمى بعصرنا الحالي (التعبئة العامة ) أو النفير العام ، وهذا الأمر لا ينجح بدون إدارة ذكية وواعية ومبنية على أسس علميه صحيح.
وهذا المبدأ طبقه الرسول النبي محمد صلى الله عليه وسلم طيلة حياته لأنها كانت كلها جهاد وتضحية ودفاع عن الدين وعن المسلمين،فالإعداد للحرب كان مستمرا ومتصلا تنفيذا لأمر الله عز وجل "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ".
 وفي مجال  الإعداد والتهيئة يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:" من جهز غازيا فقد غزا ، ومن خلف غازيا في سبيل الله فقد غزا " رواه الترمذي والبخاري  ومسلم.
ويدخل في إطار الإدارة الناجحة تهيئة الأرزاق والمياه والطبابة والذخيرة للمقاتلين وفق خطط مدروسة ومحكمه،و كان الصحابة عليهم رضوان الله يتعاونون ويتسابقون لتوفير كل مستلزمات الحرب من طعام وشراب وسلاح وأموال حتى إن بعضهم قد تبرع بكل ما يملك ولم يبق لأهله شيء مؤمنين بان ما عند الله هو خير وأبقى.
وهذا حصل في غزو تبوك عندما تبرع أبي بكر الصديق بكل ماله، وتبرع عمر الفاروق بنصف ماله، وجهز عثمان بن عفان الجيش من رجال وخيل ، وأنفق اللآلاف من أمواله لتجهيز هذا الجيش حتى تعجب الرسول النبي محمد صلى الله عليه وسلم من إنفاقه ويقول: ما ضرَّ ثمان ما فعل بعد اليوم.
رضي الله عنهم أجمعين.

7.المعنويات:
تحدثنا في تدوينة سابقة عن أهمية المعنويات في النصر في المعركة.
والمعنويات في الجيوش تنبع من مصادر مختلفة تهيأت وتوفرت للمسلمين كان أهمها: الثقة بالنفس والسلاح  والقيادة الفذة العبقرية ، والإيمان بالهدف ، عدالة القضية التي يدافع عنها ،تحرر النفس من الخوف من الموت أو الرزق والإيمان المطلق بأن كل ذلك بيد الله عز وجل.
ولا شك أن جند الإسلام قد تحلُّوا بالمعنويات العالية التي كانوا يستلهمونها من قائدهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يقدم على القتال بروح معنوية عالية واندفاع كبير وكان من الشجاعة بحيث يلوذ به المقاتلون إذا حمي الوطيس واشتد القتال واحمرت الحدق ". 
ومواقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رفع المعنويات كثيرة  وأساليبه متنوعة،وان استعراضا بسيطا لبعض الغزوات والمعارك يظهر لنا الأساليب والوسائل التي كان النبي النبي محمد صلى الله عليه وسلم يستخدمها لرفع معنويات جنده.
 ففي معركة بدر وفتح مكة وتبوك كلها تحطيم لمعنويات العدو ورفع لمعنويات جند الإسلام.
وقد تنبهت الجيوش الحديثة لأهمية المعنويات فأولَتْها كل الاهتمام والرعاية والعناية وأنشأت لها الادارت المختصة التي تقوم ببث وغرس المعنوية في نفوس الجند .
8. التعاون :
   في الجيوش يصعب النجاح والانتصار في المعركة بدون تعاون كافه الصنوف والقطاعات المتواجدة في أرض المعركة مع بعضها البعض،والتعاون بين القوات المقاتلة والقوات الاحتياطية والخلفية ، وكذلك التعاون بين كافه قطاعات وأجهزة الدولة مدنية وعسكرية وصولا إلى التعبئة العامة أو النفير العام الذي يلعب دورا كبيرا في تحقيق الأهداف والغايات.
 ولعل استعراضا بسيطا للأساليب التعبوية التي كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يطبقها في غزواته ومعاركه تنبئنا بما لا يدع مجالا للشك بأن التعاون كان جليا بين صنوف المقاتلين من فرسان ورماة ومشاة وتمريض وطبابة وإمداد وتزويد.
 وللتدليل على أهميه التعاون بين المقاتلين في المعركة هو ما قام به الرماة في غزوة أحد من مخالفة لأوامر الرسول النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعدم تعاونهم في إنجاح المهمة ، كيف كان السبب الرئيسي في صعوبة تحقيق النصر التام في معركة احد .
بينما كانت باقي الغزوات والمعارك تثمر نجاحا وتحقق انتصارات بسبب التعاون والتكاتف والاتحاد والتكامل مع بعضهم البعض.
9.التعرض :
هو مبدأ من مبادئ الحرب الهامة التي تُمَكِّن من السيطرة على العدو ، وذلك من خلال عدم السماح بضياع أو تفويت أي فرصة دون إحكام الهيمنة والسيطرة على العدو وإيقاع اكبر قدر من الخسائر به.
 والتعرض وسيلة هامة تُمَكِّن من سحق العدو والقضاء عليه وليس هناك من وسيلة غير التعرض تُمَكِّن من تحقيق النصر على العدو.
وقد طبق النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ في كل غزواته تقريبا حيث كانت الروح القتالية هي الحاضرة .
وهناك مبدأ عسكري حديث يقول ان خير وسيله للدفاع هي الهجوم ،لأن الدفاع وحده لا يحقق النصر وهذا ما سار عليه الرسول (ص) في معاركه وغزواته .
10 .اختيار القصد :
  إن الخطط العسكرية لا تبنى بشكل عشوائي فلا بد من تحديد الأهداف والغايات لها ليعرف المقاتلون ما هي وجهتهم ومن هو عدوهم وما هو الهدف من قتالهم .
وفي الغالب فإن مقصد القتال هو تحقيق النصر من خلال تدمير قوة العدو وسحقه. والقائد الحاذق هو الذي يختار هدفه بعناية فائقة وفق إمكانياته وإمكانيات جنوده وبما يتلائم مع الإمكانيات المادية والمعنوية المتوفرة لديه.
فان كان الوضع يسمح له بالقتال والاشتباك أقدم عليه ،وإن عجز عن ذلك - لأسباب هو أعلم بها- لجأ إلى أسلوب آخر قد يكون الهدنة أو الصلح أو المعاهدة ... .
وقد طبق الرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ بشكل متقن ودقيق حيث كان لكل حركة من تحركاته في السلم أو الحرب مقصد وغاية.
 ومن أمثلة ذلك ما فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديبية حيث كان مقصده منها هو التأثير على معنويات قريش بدون أن يقاتلها وبقي مُصِرَّاً على مقصده رغم اقتراب قوات قريش من قواته وتهيئها لقتاله،إلا أنه لم يرد قتالها ،والدليل على ذلك هو أنه أطلق سراح المشركين الذين هاجموا معسكر المسلمين دون أن يلحق بهم الأذى ، وبقي النبي محمد صلى الله عليه وسلم مصمم على هدفه حتى تحقق له وهو عقد الصلح  وليس القتال . 
هذه بعض مبادئ الحرب التي طبقها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته العسكرية والتي كانت دروسا لكل من احترف العسكرية وأرادها مهنة شريفة يحقق من خلالها الأهداف العليا السامية لبلاده وأمته ووطنه دون أن يؤذي الآخرين أو ينتهك أعراضهم أو حرماتهم أو يدمر منازلهم ـو يمثل بقتلاهم ـو يحرق حضارتهم .
وهذه المبادئ هي رسالة لكل من سلك درب القتال ليتعلم أن الإسلام كان رحيما خلوقا شريفا طاهرا حتى في أحلك اللحظات وأصعبها وهي لحظات القتال  والتي يباح فيها- ومن وجهه نظر الحروب الحديثة التي نراها اليوم – كل الممنوعات .
 إن مبادئ الحرب النبوية مدرسة عسكرية مثالية أخلاقية تصلح أن تكون قدوة ونبراسا يهتدي به واضعوا نظم الحرب والقتال في هذا الزمان.
المصادر والمراجع:
- محمود شيت خطاب ، الرسول القائد، منشورات مكتبة دار الحياة ،بيروت ، ط2، 1960.
- أحمد بن عثمان المزيد ، هدي محمد (صلى الله عليه وسلم ) في عباداته ومعاملاته وأخلاقه ،دار الوطن للنشر ،الرياض ، 2006.
- سعيد حوى ، الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ج1 ، 1971.
- محمد جمال الدين محفوظ ، المدخل إلى العقيدة والاستراتيجية ألعسكريه الإسلامية ، الدار ألمصريه للكتاب ، القاهرة ، 1976.
- فهمي القدومي ، تنظيم القيادة في عهد الرسول ، مجله الاقصى ، العدد 773، تاريخ 1/12/1986.

Wednesday, December 30, 2015

مبادئ الحرب (القتال ) التي طبقها النبي محمد صلى الله عليه وسلم -1-



مبادئ الحرب (القتال ) التي طبقها النبي محمد صلى الله عليه وسلم -1-:

لاشك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان قائدا عسكريا وإداريا فذا ،والشواهد على ذلك كثيرة وواضحة للعيان ، ولعل  ما سردناه من حقائق في التدوينات السابقة يبين جزءا من عبقرية القيادة التي كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتمتع بها .

ولا شك أيضا ان للقتال فنون وأساليب ومبادئ وطرائق ، فالعسكري الذي مارس القيادة العسكرية  يعرف هذة الحقيقة.

إن القتال يحتاج إلى الذكاء والفطنة والنباهة ورجاحة العقل والإدراك وبعد النظر والفهم العملي والعلمي للوقائع والإمكانيات الموجودة إضافة إلى معرفة الرجال والمكان والزمان معرفة مفصلة تؤدي إلى تحقيق الأهداف والنجاح في العمليات المنوي تحقيقها .

أما مبادئ الحرب فهي حقائق أساسية تؤثر على كيفية تنفيذ القتال وهي: مجموعة من الآراء والأفكار المنطقية والتي جاءت كنتيجة لتجارب القادة الفعلية في الحروب والمعارك التي خاضوها؛ وهي مترابطة ومتشابكة مع بعضها البعض؛ وتشكل مجتمعة الأسس التي تبنى عليها العمليات القتالية.

وقد عرفها اللواء الركن محمود شيت خطاب بأنها :" الجوهر الذي ينشئ في القائد السجية الصحيحة في تصرفاته في الحرب،وهي العنصر الذي يتكون منه مسلك القائد في أعماله بصورة طبيعية وغير متكلفه ".

 و قد استخدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم مبادئاً في حروبه ومعاركه درسها القادة المحدثون في هذا العصر، وعرفوا قيمتها وأدركوا أهميتها؛ بل إنهم سعوا إلى تطبيقها في حروبهم ومعاركهم واقتدوا بها لإدراكهم انها طريق النصر وتحقيق الأهداف.

ومن أعظم المبادئ التي طبقها النبي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحرب ما يلي:

1.القيادة المثالية :

لاشك أن القائد هو أساس المعركة وهو السبب  الأول في النجاح او الخسارة ،وقد رأينا فيما سبق  في التدوينات كيف مارس النبي محمد صلى الله عليه وسلم القيادة بأبهى صورها.

فقد تجلت قيادته بكل مقومات النجاح المطلوبة إذ تراوحت مابين الحزم والقوة وبعد النظر والشورى والعطف والرحمة و بين احترام الرأي الآخر و بين الشجاعة والإقدام والنظام والضبط والمعنويات العالية و بين العقيدة الراسخة والثقة المطلقة بالله وبجنده، والصبر وبعد النظر والمحبة المتبادلة بين القائد والجنود .....إلى غيرها من مقومات القيادة المثالية التي لم يسجل عليها نقطه سوداء واحدة في حياتها، حتى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يلقب بالصادق الأمين من قومه الذين حاربوه قبل وبعد بعثته ودعوته للإسلام.

ويكفي أن يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء،فها هو (وليام مايور ) يقول عنه :

" .. ينسب إلى محمد في شبابه  من سيرة التواضع والاحتشام وطهارة الخلق على صورة نادرة بين المكيين ،.... لم يولع محمد بالثراء أبدا ، كانت حياته لا سيما في فجرها المبكر تتميز بالحنو والعطف على اليتيم والفقير والأرامل والبائس والضعيف والرقيق ولم يذق الخمر أبدا ولم يلعب الميسر .....".

 بل يكفي في النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مدح الله له وثناؤه عليه في قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم ".

إن قيادةً بهذه الخصائص وهذه الصفات لهي جديرة بالثقة والاحترام من قبل المرؤوسين والأتباع،وهذا ما كان؛حيث كان جند الإسلام يُفدُونَ قائدهم وإمامهم بالمهج والأرواح ويتبعونه الى حيث يريد ولسان حالهم يردد: "امض والله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك..." .

2.المفاجأة :

إنها من اكبر العوامل الهامة والمؤثرة في الحرب وأكثر ما يتجلى تأثيرها على المعنويات لأنها تسبب إرباك والدهشة للعدو.

والمفاجأة قد تكون بالزمان أو المكان أو التكتيك أو السلاح ....الى غيرها من أناوع المفاجآت الذي تستخدمها القوات.

ان نتائج المفاجأة الناجحة ستكون عظيمة على العدو لأنها تفقده توازنه وتشتت قواته وجهده.

 وقد طبقها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة ؛منها:

-استخدامه المنجنيق والدبابة في حصار الطائف.

المنجنيق هو :"عربه ذات عجلتين في رأسها حلقة او بكرة يمر بها حبل متين في طرفه الأعلى شبكه في هيئه كيس توضع في الشبكة حجارة او مواد محترقة ثم تحرك بواسطة العامود والحبل فيندفع ما وضع بالشبكة من قذائف ويطير إلى الأعلى فيحرق ويدمر ما يسقط عليه " .

أما الدبابة فهي : " آلة من الخشب الثخين المغلف بالجلود تركب على عجلات مستديرة يستطيع المشاة الاحتماء بها من النبال والسهام "

 -وكذلك فان استخدام الرسول(صلى الله عليه وسلم) أسلوب الصف في بدر ،إذ كانت تعبئة جديدة ساعدت على السيطرة وضبط القوات والاحتفاظ باحتياط للطوارئ وفاجأت العدو.

- وكذلك فقد كان حفر الخندق مفاجأة ما بعدها مفاجأة ؛إذ هو أسلوب جديد دخل في أساليب العرب الحربية لأول مرة،وقد كان فكرة من صحابي جليل هو سلمان الفارسي رضي الله عنه ،الذي اعتبرة الرسول النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أهل البيت تكريما وتقديرا وتشجيعا لفكره وإبداعه،حيث قال فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم:" سلمان منا أهل البيت"،وفي هذة المقولة الشريفة دروس كثيرة تدل على عظمه هذه الرسالة وهذا الرسول يستنبطها من كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد.

- وكذلك فإن مسير الاقتراب ليلا الذي طبقه المسلمون  في مسيرهم إلى خيبر ووصولهم ليلا إليها دون أن يتمكن اليهود من معرفه وصولهم كان مثلا عظيما على المفاجأة التي حققت أفضل النتائج والانتصارات.

 ان الامثله على المفاجأة في العسكرية الاسلاميه كثيرة ومواقفها عديدة ولكن ذكرنا بعضا منها لنبين كيف طبقها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما هي ثمراتها.

3.حشد القوة (الجهد) :

إن تجميع القوات الكافية والمناسبة في الزمان والمكان المناسبين هو سبب كاف من أسباب التغلب والانتصار على العدو،وقد طبقه المسلمون في كل معاركهم وغزواتهم تقريبا.

- فقد طبقه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في فتح مكة عندما جمع حشدا كبيرا من العرب الذين شكلوا أساس الدولة الإسلامية المتينة حيث تشكلت قوة المسلمين من المهاجرين والأنصار وقبيلة سليم ومزينه وتميم وأسد وغفار وجهينة وقيس  وغطفان وعدد كبير من قبائل العرب زاد عددهم على عشرة ألاف مقاتل،ولقد كان للاستخدام المناسب لهذه القوات أكبر الأثر في تحقيق النصر العظيم بفتح مكة بكل كبرياء وعظمه وعزة واستسلمت قريش وهي صاغرة لهذه القوة العظيمة ودخل الناس في دين الله أفواجا .

4.الاقتصاد بالجهد:

إن ظروف الحرب أحيانا تفرض على القائد استخدام القوة والموارد المتوفرة لديه بحذر وبعناية فائقة واستخدامها في الزمان والمكان المناسبين ،لأن الإسراف والتبذير يؤديان الى تشتيت وبعثرة الجهود وبالتالي الخسارة المادية والمعنوية .

وقد نبذ الإسلام الإسراف والتبذير ودعا إلى الاقتصاد في كل شيء حيث يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:" ما عال-افتقر- من اقتصد " ، وكذلك يقول:"الاقتصاد نصف المعيشة " ،وأيضا :"كلوا واشربوا في غير إسراف ولا مخيلة ".

وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يستخدم ما يتوفر له من قوة ماديه ومعنوية – خاصة في الحرب – بكل تدبير وحكمه واقتصاد.

كما فعل في حفر الخندق وغزوة بدر وفتح مكة وغزوة تبوك.

5.الأمن :

اعتمد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كثيرا على هذا المبدأ وذلك لأهميته في إخفاء القصد والنية عن العدو مما يحقق المباغتة والمفاجأة ويشتت القوات المعادية ويبعثر جهودها مهما بلغت من القوة.

ويعتبر الأمن العمود الفقري لمبادئ الاستراتيجية العسكرية الحربية النبوية،وقد اهتمت الجيوش الحديثة بهذا المبدأ كثيرا حيث جعلت للاستخبارات والاستطلاع إدارات مستقلة مدعومة بأفضل الإمكانيات المادية والمعنوية والطاقات البشرية الكفؤة والمؤهلة.

ولعل مسير جيش الإسلام الفاتح العرمرم الى مكة ووصوله الى ضواحيها دون ان يشعر به أهل مكة لهو خير دليل على حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجنده على الأمن وإخفاء القصد والنية.

 وقد استخدم المسلمون ما يسمى بدوريات الاستطلاع من أجل الحصول على المعلومات عن العدو والتي كان لها أكبر الأثر في تحقيق النصر في معارك كثيرة ولعل معركة بدر خير مثال على ذلك، إذ أرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم رجالا يحصون عدد الجيش وعدتهم، وكذلك فعل في غزوات أخرى.

المصادر والمراجع:
- محمود شيت خطاب ، الرسول القائد، منشورات مكتبة دار الحياة ،بيروت ، ط2، 1960.
- أحمد بن عثمان المزيد ، هدي محمد (صلى الله عليه وسلم ) في عباداته ومعاملاته وأخلاقه ،دار الوطن للنشر ،الرياض ، 2006.
- سعيد حوى ، الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ج1 ، 1971.
- محمد جمال الدين محفوظ ، المدخل إلى العقيدة والاستراتيجية ألعسكريه الإسلامية ، الدار ألمصريه للكتاب ، القاهرة ، 1976.
- فهمي القدومي ، تنظيم القيادة في عهد الرسول ، مجله الاقصى ، العدد 773، تاريخ 1/12/1986.

Tuesday, December 29, 2015

أخلاقيات الحرب والقتال في الإسلام ج2



أخلاقيات الحرب والقتال في الإسلام ج2 :

نتابع الحديث عن أخلاقيات الحرب في الإسلام وكيف أن هذه الأخلاق كان لها أثر كبير في انتشار الإسلام وفي ترسيخه في قلوب المسلمين.

فمن أخلاقيات الحرب في الإسلام :

6.صيانة الأعراض والأموال :

  إن الحرب في الإسلام لا تشن للعدوان والبغي والانتقام بل إنها لتوطيد أركان السلام وتصون الأرواح وتحفظ الأعراض والأموال.

 وقد كانت أخلاقيات الحرب في الإسلام سببا رئيسيا لدخول كثير من الناس إلى هذا الدين أفواجا وجماعات لقناعتهم بأنه دين الرحمة والسلام .

يقول (مونتغمري) عن أخلاقيات الحرب في الإسلام :"كان المسلمين يُستَقْبَلون في كل مكان يَصِلون إليه كمحررين للشعوب من العبودية وذلك لما اتصفوا به من التسامح والانسانيه والحضارة ،مما زاد من إيمان الشعوب بهم علاوة على تميزهم بالشجاعة والصلابة في القتال وقد اأدى هذا الى اعتناق معظم الشعوب التي انتصر عليها العرب الدين الإسلامي " .

هذه شهادة الأعداء وليس الأصدقاء لذا فهي بريئة من التحيز والتزلف .

  وهل هناك أعظم من وصايا الرسول الكريم لجنده عند خروجهم للقتال ،فها هو يوصيهم فيقول :" اغزوا باسم الله ،لا تمثلوا ولا تقتلوا الوليد ولا أصحاب الصوامع ".

 وقد نهى النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن قتل الضعفاء والنساء والأطفال .

 وقد بلغت إنسانية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لدرجه أنه نهى أصحابه أن يدخلوا بيوت اليهود إلا بإذنه ومنعهم أن يضربوا نساء اليهود أو أن يعتدوا على ثمارهم في عزوة خيبر.

فقد حافظ على أعراض أعدائه اليهود ولم يرد لأصحابه ان ينتهكوا حرمات البيوت أو يطلعوا على أستارها حتى ولو كانت لأعدائه.

وقد سار على نهجه الشريف خلفائه من بعده:

 فها هو أبو بكر الصديق يوصي قائد جيشه الخارج للقتال فيقول له :"....وإذا انتصرتم فلا تقتلوا شيخا ولا امرأة ولا طفلا ، ولا تحرقوا زرعا ولا تقطعوا شجرا ، ولا تذبحوا بهيمة إلا ما يلزمكم للأكل ولا تغدروا إذا هادنتم ولا تنقضوا اذا صالحتم ...." .

 وكذلك فعل عمر بن الخطاب حين أوصى سعد بن أبي وقاص قائلا:"..... واعلموا ان عليكم في سيركم حفظه من الله ، يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وانتم في سبيل الله ..." .

وهنا النهي عن ارتكاب المحرمات والاعتداء على الحرمات لأن الله رقيب على عباده يعلم خائنه الأعين وما تخفي الصدور .

7.عدم الاعتداء على المتعبدين:

   لقد كان من قواعد الحرب في  الإسلام احترام المتعبدين في صوامعهم حتى ولو كانوا على غير دين الإسلام، وهذا يدل على سماحه وعدل الإسلام وبأنه لا يجبر أحدا على ترك دينه والتحول الى الإسلام لأن قاعدته هي " لا اكراة في الدين" .

ونعود نتذاكر معا وصية الرسول الكريم الى قائد جيشه حين قال له :" ....اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الوليد ولا أصحاب الصوامع"،أي المتعبدين في صوامعهم ودور العبادة  الخاصة بهم.

وروى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"لا تقتلوا أصحاب الصوامع " أي الرهبان والمتعبدين .

يقول ارنولد توينبي : عن انتشار الإسلام بين مسيحيي مصر من الاقباط :

" ليس هناك شاهد من الشواهد يدل على ان دخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعا الى اضطهاد او ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم الحديثين ، بل لقد تحول كثير من القبط الى الإسلام قبل ان يتم الفتح حين كانت الاسكندريه حاضرة مصر وقتئذ لا تزال تقاوم الفاتحين "

وقد بلغ من كرم الإسلام ورحمته أن اسقط الجزية عن الرهبان والمنقطعين للعبادة ، فأي إنسانيه أعظم من ذلك ؟ .

فهو لم يأمر بإبادة المدن عن بكرة أبيها ومسحها عن وجه الأرض كما فعل كثير من القادة العسكريين أثناء حروبهم فها هو هتلر يقول لجنوده في الحرب العالمية الثانية :" يجب محو موسكو ولينينغراد من على الأرض" .

ولينين القائد الشيوعي يقتل أكثر من 5 مليون مسلم في روسيا ، ويقوم ستالين بقتل أكثر من 10 ملايين مسلم في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي سابقا، وكلا الاثنين قاما بمحو قرى ومدن وحرقها وقتل أهلها، ولم يفرقوا بين كبير ولا صغير، متعبد أو عالم ، امرأة شيخا أوعجوزة.

ولا ننسى ما فعلته أمريكا بمحو "هيروشيما وناغازاغي عن الوجود برمي قنبلتين ذريتين على كل منهما.

ويأتي مثقفي وعلماء هذه الدول للاستهزاء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والسخرية منه؟!!!

 وكذلك فعل القائد الروماني (ماريوس) عندما غزا بلاد اليونان حيث قال لجنده:" لا تدعوا على ظهرها إنسانا حيا إلا قتلتموه ولا زرعا الا أحرقتموه ليعرف الناس إنكم الرومان" .

إنه تناقض رهيب بين مبادئ الإسلام السمحة القائمة على الرحمة والتسامح والفضيلة والأخلاق الكريمة وبين من يدعوا إلى القتل والابادة والدمار والهلاك.

 ان هذا وغيره من الأدلة الكثيرة دليل على أن حرب الإسلام هي حرب أخلاقية مثالية سمحة.

8.عدم هدم البيوت وتخريب العمران :

بما أن الحرب في الإسلام غايتها بعيدة كل البعد عن الحقد والانتقام ، ولم يخرج لها المسلمون إلا مجبرين.

ورغم تمتعهم بالقوة والتفوق على أعدائهم .

كل ذلك لم يجعلهم متغطرسين حاقدين .

بل إنهم لم يتخلوا عن أعظم القيم السامية والمثل الاخلاقيه الطيبة في أحلك الظروف.

ورغم قدومهم إلى  بلاد هي غريبة بالنسبة لهم ،ومن عادة الجيوش القادمة للحرب أن تدمر وتخرب وتسعى الى ما يسمى (بسياسة الأرض المحروقة) من أجل تحطيم معنويات العدو والتأثير على قوته ،لكن ذلك لم يحصل ولا في معركة من معارك الإسلام،  وان وصايا الرسول الكريم إلى أصحابه وجندة المتوجهين الى القتال لهي خير شاهد على ذلك، فها هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوصي جيشه الخارج إلى مؤته بأن  :"لا يقتلوا النساء ولا الأطفال ولا المكفوفين ولا يهدموا المنازل ولا يقطعوا الشجر...".

9.احترام السفراء والرسل:

تبادل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام السفراء مع الدول المجاورة له وبعث الرسل إلى الملوك والأمراء والزعماء يدعوهم الى الدين الجديد أو لإجراء المفاوضات حول أمر ما سواء كان امرا حربيا أم سلميا،فكانت تأتيه الرسل للرد على رسائله أو لتبين له موقف بلادهم ورأيها في الدين الجديد أو في القضية المتفاوض حولها .

وقد كان لهؤلاء الرسل عند نبينا الكريم كل الاحترام والتقدير وتوفير الحماية لهم  ومنع التعرض أو الاعتداء عليهم بأي شكل من الأشكال،لان أخلاقيات الإسلام العظيم ومكارم الأخلاق النبوية تأبى ذلك.

لذا فإن الرسل في الإسلام آمنون لا يقتلون ولا يُعتَدى عليهم ولهم حق الجوار والعهد ما داموا داخل ديار الإسلام.

ومن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الخصوص أنه قال لرسولَي مُسيلَمَه عندما سمع منهما كلاماً جارحا :"لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما " .

 وقد كان لهذه السُّنة الكريمة اثر كبير في بيان أخلاق الإسلام للشعوب الأخرى مما دفع بالكثير من الرسل وملوكهم وشعوبهم إلى الدخول في الإسلام أفواجا وجماعات .

وقصة أبي رافع رسول قريش تؤكد صحة ذلك،حيث قدم أبو رافع رسولا لقريش للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال له :"يا رسول الله إني لن ارجع إليهم ابدا "،فقال له الرسول الكريم:" إما إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد ولكن ارجع فان كان في قلبك الذي في قلبك فارجع " قال: فرجعت ، ثم أقبلت إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وأسلمت ".

هذة هي الأخلاق النبوية التي كانت القدوة الحسنه والحافز والدافع لكثير من أمم الأرض للدخول في هذا الدين والانضمام تحت لواءه وذلك لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول عن نفسه:" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" .

 ولقد استقت القوانين الدولية من هذه السُّنة الكثير الكثير حيث منعت الاعتداء على البعثات الدبلوماسية والقنصلية واعتبرت ذلك من الأمور الخطيرة التي يؤدي إلى توتر العلاقات الدولية وقد تؤدي الى حروب طاحنة ،ولعل تاريخ العلاقات الدولية يحفل بالكثير من القضايا في هذا الخصوص.

10.العفو والصفح :

  إن الله بعث محمد عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين وذلك مصداقا لقوله تعالى :" وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين ".

فقد كانت رحمته في كل وقت وحين فهي في الحرب كما هي في السلم والنماذج من ذلك كثيرة .

يقول سعيد حوى في كتابه (الرسول محمد صلى الله عليه وسلم):

"والناس الذين يخوضون المعارك ويسوسون البشر تقسو قلوبهم وتجف دموعهم ، ونادرا ما تجد الموغل في ذلك متصفا بصفه الرحمة ، ولكن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ومن اقتدى به ليسوا من هذا الطراز ، فمهما شئت عندهم من شجاعة وقوة وشدة وصبر وجدت ،ولكنها صفات لا تطغى على خلق الرحمة أبدا ، بل كما ان هذة الصفات في كمالها فكذلك خلق الرحمة عندة صلى الله عليه وسلم في كماله".

وقد سجل التاريخ مواقف كثيرة من سيرة الفتوحات التي قام بها جند الإسلام تدل على الرحمة والتسامح والعفو والصفح مما ترك أثارا عميقة في نفوس سكان الديار المفتوحة فكان دافعا لهم يدخلوا في دين الإسلام عن رغبه ومحبه.

فقد كتب المسيحيون في بلاد الشام إلى أبي عبيدة  عندما نزل في طبقه فحل أثناء فتح الشام يقولون له :"يا معشر المسلمين انتم أحب إلينا من الروم وإن كانوا على ديننا وأنتم أوفى لنا وارأف بنا وأكف عن ظلمنا وأحسن ولاة علينا ..." .

هذه شهادة أهل البلاد المفتوحة في المسلمين ،ومثل حال هولاء القوم الكثير كالفرس الذين لم يقاوموا المسلمين الفاتحين لبلادهم لأن حكامهم قد استبدوا وظلموا .

وكذلك الحال في أسبانيا عندما دخلها المسلمون فوجدوا  سكانها يتعرضون للمذلة والإهانة على يد القوط فرحب السكان بهم وفتحوا بسهوله ويسر.

 يقول الكونت (هنري دي كاستري) :

" ان المسلمين امتازوا بالمسالمة وحرية الأفكار في المعاملات ومحاسنه المخالفين ..".

شهادات وشواهد كثيرة تدل على رحمه الرسول الكريم في أشد المواقف وأعسرها وفي أحلك ساعات القتال بل وهو في أوج قوته.

 ويكفي ان نتذكر هنا موقفه من الناس الذين أذوه وضربوه وطردوه من بلده التي ولد فيها، فعندما جاءها  فاتحا وهو في عز قوته فقال لهم :"اذهبوا فأنتم الطلقاء".

 إنها رحمة إنسانية ليس بعدها رحمة،حتى أنها طالت الحيوان قبل الإنسان ، فها هو يأمر جنده الذين أفزعوا الطيور من أعشاشها فيقول لهم :"من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها "،أي رحمه وأية رأفة هذه التي يتصف بها محمد عليه الصلاة والسلام .

وهذا بيان واضح مدعم بالأدلة القوية للجاحدين المنكرين  لأن يعلموا أن محمداً لم يكن إرهابيا قاتلا ولم يكن دمويا مخربا بل كان رحمة مهداة ونعمة مسداة لكل العالمين .

11.عقد الصلح والمعاهدات:

أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يرضى بالصلح وان يقبل دعوة السلم إذا ما دعي إليها حيث قال تعالى :"وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع البصير "الأنفال 61 .

والهدنة هي اتفاق بين الطرفين المتحاربين على وقف القتال لمدة يتفق عليها الطرفان وهي أنواع :

"فهي إما عامة او جزئية (محلية) ،

فالهدنة العامة: يسري وقف إطلاق النار فيها على كل القوات المتحاربة وعلى كل جبهات القتال.

 و الهدنة الجزئية :هي التي يقتصر وقف إطلاق النار فيها على جزء من القوات المتحاربة وليس كلها،

وشروط الصلح في الإسلام أن يكون فيه مصلحة عامة وأن لا يكون فيه إباحة لما حرمته الشريعة أو تحريم لما أباحته الشريعة مصداقا لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:"الصلح جائز بين المسلمين الا صلحا احل حراما او حرم حلالا ".



المصادر والمراجع:
- محمود شيت خطاب ، الرسول القائد، منشورات مكتبة دار الحياة ،بيروت ، ط2، 1960.
- أحمد بن عثمان المزيد ، هدي محمد (صلى الله عليه وسلم ) في عباداته ومعاملاته وأخلاقه ،دار الوطن للنشر ،الرياض ، 2006.
- سعيد حوى ، الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ج1 ، 1971.
- محمد جمال الدين محفوظ ، المدخل إلى العقيدة والاستراتيجية ألعسكريه الإسلامية ، الدار ألمصريه للكتاب ، القاهرة ، 1976.
- فهمي القدومي ، تنظيم القيادة في عهد الرسول ، مجله الاقصى ، العدد 773، تاريخ 1/12/1986.