Monday, January 21, 2019

فن الإشارة

فن الإشارة :
في قوله تعالى :
(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ )(58) من سورة الأنفال ، 
فن يقال له : (فن الإشارة) ، 
وبعضهم يدرجه في باب الإيجاز لأنه متفرع عنه ، 
ولكن( قدامة) فرعه من ائتلاف اللفظ مع المعنى ،
 وشرحه فقال: هو أن يكون اللفظ القليل دالا على المعنى الكثير حتى تكون دلالة اللفظ على المعنى كالإشارة باليد فإنها تشير بحركة واحدة إلى أشياء كثيرة لو عبّر عنها بأسمائها احتاجت الى عبارة طويلة وألفاظ كثيرة. 
والفرق بينه وبين الإيجاز:
 أن الإيجاز بألفاظ المعنى الموضوعة له ، 
وألفاظ الإشارة لمحة دالة ، 
فدلالة اللفظ على الإيجاز دلالة مطابقة ،
ودلالة اللفظ في الإشارة إما دلالة تضمين أو دلالة التزام ، 
فقوله تعالى : (فانبذ إليهم على سواء) 
تشير إلى الأمر بالمقاتلة بنبذ العهد كما نبذوا عهدك ، 
مع ما يدل عليه الأمر بالمساواة في الفعل من العدل ،
 فإذا أضفت إلى ذلك ما تشير إليه كلمة خيانة من وجود معاهدة سابقة ، تبين لك ما انطوت عليه هذه الإشارات الخفية من دلالات كأنها أخذة السحر.
فن الإشارة في الشعر :
أما فن الإشارة في الشعر فهو شائع في شعرنا العربي كثيرا ومن أطرفه قول بهاء الدين زهير :
عفا الله عنكم أين ذاك التودّد؟
وأين جميل منكم كنت أعهد؟
بما بيننا لا تنقضوا العهد بيننا
فيسمع واش أو يقول مفند
فقد أشار( بما )إلى ما لا يحصى من دواعي الهوى ، ونوازع الشوق .

No comments :

Post a Comment