Tuesday, December 18, 2018

العمل بإيجابية وترك السلبية وأخطاء الماضي

 العمل بإيجابية وترك السلبية وأخطاء الماضي:
(وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم)
كثيرا ما كنت اقرا هذه الاية في سياق الحرب مع العدو ولكنّ الحياة فتحت نافذة اخرى للمعاني .
ما لاحظته انه اذا صرّح احد اطراف المعارضة او جهة ما تصريحا او موقفا ايجابيا نحو منافسه فانّ المنافس يسارع الى تذكيره بمواقفه السلبية السابقة وماضيه الشخصي كاثبات على احتمالية الخيانية وان هذا الموقف الايجابي ما هو إلا مناورة نفاقية.
 ماذا يقول القران ؟
(إِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
احتمالية الخيانة والخداع لاتبرر عدم قبول المواقف الايجابية من الطرف الاخر المنافس ...بدل ذلك يجب التركيز على توحيد صفك وترتيب بيتك الداخلي ..
ثم ماذا؟ ماذا لو خانوا فعلا ،ماذا لو كانت فعلا مناورة نفاقية ،لنسمع :
(وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
اذا رتبت بيتك الداخلي ،وفكرت بايجابية فسوف يمكّنك الله منهم.
اهلا بكل مبادرة ايجابية ويدنا ممدودة للسلم مع اخواننا ،لا تذكير ولا تشكيك.

الحرية والطغاة والشعب

الحرية والطغاة والشعب:
لو كانت الحرية متوقفة على سقوط طاغية لتحررنا بعد موت أي طاغية مات.
لكنها خرجت من رحم الصحوة.
الطاغية شخص وعثرة في سبيل الحرية لكنه لا يختزل القصة.
منظومة الظلم جبل من جليد ما يطفو منه ويظهر للعيان هو النظام وكلما غصنا في العمق تتسع القاعدة مع الابتعاد عن مركز التأييد.
فقط عندما قرر السعب أن يتحرر من القيود اهتزت القمة وخرّ السقف من فوقهم .
الشعب قواعد البنيان ولن يخرّ السقف ما لم نتركه
(قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون).

الأم و الشهيد والعيد


الأم و الشهيد والعيد:
الأم:
حين كنت صغيرا كانت ضحكتك السعيدة وفرحك البريء عيدي
وحين كبرت أكثر بات خلقك الطيب وروحك الجميلة عيدي
أما اليوم فتضحيتك عيدي
بني فخورة بك وببطولتك 
بني سيغلب فخري حزني وسيغلب صبري شوقي
أستودعتك أرحم الراحمين فكيف لا أكون هادئة البال ساكنة النفس
بني أعلم بأنك حي عند ربك فرح بما آتاك وكفاني ذلك عيدا و سلوانا
كل عام وأنت بخير يا مهجة قلبي
الشهيد:
أماه ما أشد حيائي من دموعك
أماه قد ربيتني على الحب والوفاء والصدق ولو ربيتني على غير ذلك لكنت الآن بين جنبات المنزل مرتعدا أو كنت في ساحات النفاق معربدا
أماه لا تحزني فخالقي قد أحسن وفادتي
أماه إني فرح مستبشر بما وجدت من كرم ربي فاستبشري 
أماه قد كنت عاهدت نفسي ألا أدخل الحزن إلى قلبك يوما... فهل أخلفت عهدي..
أماه كان دفئك وحنانك في كل عيد يعيدني ذلك الطفل الصغير الذي لا يعلم من العالم إلا صوت أمه وقبلاتها وهدهداتها وقد كان ذلك أجمل ما في عيدي... في كل مرة كنت أتمنى أن أرتمي بين يديك طفلا فتحمليني وترمقيني بنظراتك الحنونة...وقد كنت تحققين لي أمنيتي في كل مرة...
أماه أيتها الملاك سامحيني... سأبقى طفلك المدلل... سأفتقد عيدي الصغير بين أحضانك... 
أماه...سيتحرر الوطن ممن قتلني ... عندها ستكون كل فرحة طفل وأم وأب وجد هي فرحة لي ولك...هي فرحة صنعناها معا..

أصحاب المبدأ والمنحرفين

أصحاب المبدأ والمنحرفين:


في كل مرة ينحرف اصحاب المبدا عن روح النص الى القشور عن المعاني الى الحرفية فالتحريف.
وفي كل مرة كانت تتحقق وعود الله كان الموعودون هم اول المحاربين للوعد لانهم لم يستطيعوا الخروج من سجن الحرف الى رحب المعاني .
قرأنا كيف حارب بنو اسرائيل عيسى عليه السلام لان حرفية النبوءة تقول ان ابن عمران هو النبي الموعود وعمران جائته بنت انثى.
كذلك فعلوا مع محمد عليه السلام عندما جاء من سلالة اسماعيل وقد كانوا يستفتحون على الذين كفروا من قبل فلما جائهم ما عرفوا صدقه وكرهوا اختلافه عن سجن اهواءهم وحرفيتهم كانوا اول كافر به.
واليوم تتكرر القصة فعاشوراء مخضبة بالدم هذا العام والذين يبكون على عاشوراء التاريخ وينسبونها لأنفسهم كفروا بها اليوم واتبعوا يزيد الواقع ونصبوه حسينا لهم.

الخوف والضيق والاستيئاس والثورة

الخوف والضيق والاستيئاس والثورة:
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ اِذْ اَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ،فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً ، وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الاَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ، ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِين ، ثُمَّ اَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ على رسولهِ وعلى المؤمنين ، واَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا ، وَعَذَّبَ الذينَ كَفَرُوا ، وذَلِكَ جَزَاءُ الكافرين ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلكَ على مَنْ يَشَاءُ ، واللهُ غَفُورٌ رحيم "
في ذروة الخوف والضيق والاستيئاس ....حيث لا حلول قريبة تلوح في الأفق ...والأبواب مسدودة ..
ولكن هل هذا كل شيء ؟
طبعا لا ..لا تطوى صفحة الثورة هنا ..كلما ارتفعت درجة حرارة الثورة كان ذلك إيذانا ومساهما باستواءها وبإنضاجها ..وبالتالي ..نصر من الله وفتح قريب ..
عند جهر النبي والصحابة بالدعوة كانو 30 فردا !! هنا كان أسوأ أنواع التعذيب يصب عليهم ...
وعند الهجرة إلى المدينة كانوا حوال 70 فردا !!
وعادوا لمكة بالآلاف ...
إيماننا وتعلقنا بـ "الحرية " التي وهبها الله لنا كافية بأن توصلنا لبر الأمان "رغم أنف الجاحدين" ، حتى لو وصلنا مثخنين بالجراح والآلام فستكون مرفقة بالعزة والكرامة ..
وهيهات من المذلة ..
هيهات من المذلة ..
هيهات من المذلة 

العقل والطغاة والنهاية


العقل والطغاة والنهاية:
العاقل من اتعظ بغيره ، والخاسر من ولىّ وأدبر ، يسير الطغاة على نفس الطريق إلى الهاوية ، يرون بعضهم يهوون دون أن يكترثوا أنهم على نفس الدرب يسيرون...
يتقزم الشعب في عين طاغيته ..،فلا يبدو ذا قيمة..،ولا يزداد عدده في عين الحاكم إلا في مهرجان يمجد صفاته الخلاقة ،أو في مسيرة مؤيدة يخرجها ليتباهى أمام الغرب ...
ويكبر الحاكم بنفسه ..ليختزل الوطن ..ويكون هو الرمز ..،هو الغاية والمنطلق..كل يدور في فلكه ..،وكل مسخر لخدمته
يسوم الطغاة شعوبهم سوء العذاب ..، يذبحون أحلامهم ..، ويستحيون شقاءهم ، وهم من غير أن يشعروا يربون الشعب ليكون 
الغرب الذي سيحاربهم يوما ما..
هاهي الشعوب العربية تنتفض ...، لتكسر القيد ..، وترفض الظلم ، بنبل ونصح الأنبياء تتوجه إلى الحكام ،وبقوة السيل العارم تحذرهم ...
الشعب الثائر الواحد سيخاطب حكامه الذين صارت قلوبهم شتى :
إن حقدكم الدفين ..، وكرهكم لشعبكم ..،قد أغفل عنكم مصيركم المحتوم ، اتعظوا بما حدث لمن كان قبلكم وما مصيركم عنهم ببعيد..
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ)
صدق الله العظيم.

حكاية من التراث الشعبي:


حكاية من التراث الشعبي:

انا ابن الشهيد واخو المعتقل،امي مصابة واختي مهددة ،
سمعت انهم  يوزعون الخبز ...تركت بقايا طفولتي في البيت وحملت الجوع والرجولة ىوخرجت 
صرخت ،توسلت،دفعت وضربت حتى حصلت على بضعة  أكياس،
حضنت الخبز بيدي ثم اطلقت العنان لقدمي‘لان السماء بدات تمطر رصاصا ولا بد من الاستعجال حتى لا يتبلل خبزي بدمي ،لا ادري !
هل حملني حذائي ام حملتني الريح فلم اعد اشعر بانفاسي المقطوعة ...
فجاة 
توقف الزمن ...
انزلقت اكياس الخبز من يدي المتعرقتين ....
وكأن كل الصراعات التي إقتاتت على طفولتي لم تكفني حتى جائني الصراع بين الجوع 
والموت.
لم افكر كثيرا ..ان عدت بلا خبز فنحن ميتون لا محالة
 وان توقفت  فقد يخطاني وابل الرصاص.
حملت الخبز مرة اخرة ثم غبت عن الزمن في طريق بيتي الطويل.
هذه ليست فصلا من قصة البؤساء يا اخوة وانا لست كوزيت او بائعة الكبريت .
(فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسئلن المرسلين فلنقصن عليهم بعلم وما كنا  غائبين )

المتفرجون والصمت


المتفرجون والصمت:
استولى الطاغية على حريتهم وانسانيتهم... حزنوا بصمت...
قتل الطاغية شركاءهم في الوطن... واصلوا الصمت...
أذل الطاغية الجار والصديق والزميل... صامدون صامتين..
خرج الأحرار متظاهرين وقد أحسوا بالنفحة الألهية التي تسكنهم... بقوا جامدين...
أضرب الثوار وقرروا العصيان.... الصمت أسلم...
تحرر الوطن أخيرا بهمة الأحرار... ابتسامة باهتة بلهاء فرحا بالسلامة التي ضاعت كل الفرص للسمو بالروح أمام رجليها...
الأحرار يعيشون حلمهم يبثون الحياة في الوطن يعمرونه بعد الخراب.... ماشي الحال...
الأحرار يروون أجمل الملاحم لابناءهم.... أنا قليل الكلام يا أولادي...

سيق الثوار إلى جنتهم ... وسيق الطغاة إلى الجحيم... ظنوا أنهم سيبقون متفرجين كما هي العادة لكنهم كبكبوا فيها مع المجرمين...

معنى خوف موسى على نفسه من القتل


 معنى خوف موسى على نفسه من القتل :
لم يكن خائفا على نفسه بل على المسؤولية التي القيت على عاتقه ...على الرسالة التي حملها.. ليس هذا فقط فهو لا ينسب سبب قتله لعمله في سبيل الرسالة بل لخطا اقترفه وهو قتل الشبيح ... يذهب ابعد من ذلك يطلب شخصا يشاركه القيادة ولا يريد ان يستفرد بالبطولة لكي لا تموت الرسالة بسبب ذنب اقترفه لا يتعلق بها... وصايا من ذهب احذر ان توتى من اخطاء غير مبدئية واشرك اخرين معك لتستمر المسيرة اخيرا لا تخف على نفسك لانك القائد الذي لا يعوض بل خف على الرسالة التي ستضرر بسبب اخطاءك.

الطريق للنصر


الطريق للنصر:
عند احتدام المعركة تتزلزل القلوب... ويصبح الخيار مصيريا الموت أو المذلة... الاختيار ليس بتلك السهولة... القلب والعقل في اضطراب... الخيار الأول يرى من خلفه السجن والتعذيب ومفارقة الأهل والبكاء والعويل... والخيار الثاني خيار من الجبن والذل والعار... ولكن وفي لحظة الاختيار الصحيح... في لحظة اختيار التضحية... تنقلب الأجواء تماما... سكينة وراحة وهدوء بدل الاضطراب والقلق والخوف... سكينة لم تعد معنية بحسابات الاعتقال والتعذيب... فهي أقوى منها بكثير... الروح انتقلت إلى مستوى مختلف تماما... بات السؤال الآن ماهي تضحيتي التالية ... روح باتت كلمة التقوى تحكم قرارها مع العدو قبل الصديق... وفي هذه اللحظة لحظة نزول السكينة... النصر قريب جدا... السكينة هي النصر الحقيقي للثائر ... أما النصر المادي فتحصيل حاصل... ولن يكون ذا معنى لدى من لم يقرر بعد ومن لا زالت روحه معلقة بين الموت والمذلة...
قرر التضحية... اخترها طواعية... وستتنزل عليك السكينة وستنسى حساباتك القديمة...

السكينة في القرآن هي مكافأة من الله لمن اختاروا الوقوف مع الحق في المعركة بكل طاقاتهم
السكينة بعد أن تتنزل تتلوها دائما في القرآن آيات التأييد بجنود الله أو الفتح
أما أعداء الحق ففي مقابل السكينة تسكن قلوبهم حمية الجاهلية هي التي تعمي على قلوبهم فيرتكبون الحماقات والفظاعات

لنرتل معا آيات السكينة..

(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا الفتح ).
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا الفتح).
(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا الفتح).

(ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين التوبة ).
(الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمه الذين كفروا السفلى وكلمه الله هي العليا والله عزيز حكيم التوبة).


هو قرارك وهو بالتأكيد الأصعب.

في بلادي ..التاريخ مجددا


في بلادي ..التاريخ مجددا..
هابيل يذبح بيد قابيل ..ستظل كامراتنا تلاحقك يا قابيل ..
إبراهيم يكسر الأصنام ...فأين المفر يا نمرود ..
موسى يفلق بحر الحرية "بعصاه" الثورية ..فيغرق فرعون و ملأه في الدماء ..
المسيح يدعوا بإبعاد شبح الطائفية عن الناس ..ويعلم حوارييه التسامح ..
المصطفى يقول ..صبراً آل ياسر ..فإن موعدكم الجنة ..
صبرا يا أحرار .. صبرا يا ثوار ..يوم الفتح قريب ..
أما حسين كربلاء ..فيقتل يوميا ..في سوريا ..في العراق ..في بورما ..في تركتسان الشرقية، في اليمن، في ليبيا، في مصر، في كل مكان فيه مسلمين ...ولكنه يصر " الموت ولا المذلة " ..
استغرابنا هو بتمسك البعض بالأسماء التاريخية ..وستر عوراتهم اللامبدأية بها ..والتعامي عن الرسالة والروح والجوهر .. 
"
لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون "

سورة القصص ...قصة للثورة والثائرين

سورة القصص ...قصة للثورة والثائرين...
يسوق الله اياتها اية تلو اخرى لقوم يؤمنون حيث يتقدم الايمان ويخنس العقل ....
فرعون أي دولة جعل اهلها شيعا وطوائف بينها حساسيات وثارات ...
لكنه استضعف طائفة واحدة الطائفة التي قالت :لا ..
قتلها ...شردها ..هجرها ..لا رحمة ولا تهاون ...لأنه يخشاها ويحذر ان يمتد عدواها لبقية الشعب ...
تلك الفئة المستضعفة سيمنّ عليها الله ويجعلها قائدة لبلدها ويورث الشعب قصور وكنوز حاكميه وسوف يريهم من الشعب ما كانوا يحاولون تجنبه طيلة اربعين عام من الفساد والخطيئة ....
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) 

Monday, December 17, 2018

تفسير القرآن الكريم والسلف الصالح

تفسير القرآن الكريم والسلف الصالح:
الأصل أن لا يفسر القرآن الكريم إلا من تأهل للتفسير وتوفرت فيه الشروط التي لابد منها للمفسر قال تعالى:{ولا تقف ما ليس لك به علم{ (الإسراء، آية36) ووردت أحاديث تحذر من تفسير القرآن بغير علم قال: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار"([1] وقال: "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ"([2]).
      قال ابن عطية في تفسيره: "وكان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعاً واحتياطاً لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم".
      وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا([3]) على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم([4]).
      وقال تقي الدين ابن تيميه: "فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام"([5]).
      وبعد أن أورد الأحاديث السابقة قال: ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به كما روى شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر قال:  قال أبو بكر الصديق: "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم"([6]).
      وروى أيضاً أن عمر قرأ على المنبر: (وفاكهة وأبا) فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني، هذه الفاكهة عرفناها فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر([7]).
      وروى ابن جرير بسنده أن ابن عباس: سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها فأبى أن يقول فيها، وسأل رجل ابن عباس عن يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فقال له ابن عباس: فما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟ فقال الرجل إنما سألتك لتحدثني فقال: ابن عباس: هما يومان ذكرهما الله في كتابه، الله أعلم بهما فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم.
      وكانوا إذا  سألوا سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام كان أعلم الناس، فإذا سألوه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
      فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعاً فلا حرج عليه ولهذا روى عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى: }لتبيننه للناس ولا تكتمونه{(آل عمران،187) 
ولما جاء فيالحديث من طرق: "من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار"([8])
لقد كان لهذه الآثار التي مرت بنا والتي تخوف من القول على الله بغير علم آثار شديدة على بعض الناس، فخافوا من الخوض في التفسير مطلقاً.


([1]) رواه الترمذي في كتاب التفسير
([2]) رواه الترمذي وأبوداود
([3]) من قولهم أبقيت على فلان أشفقت عليه ورحمته
([4]) تفسير ابن عطية ج1 ص18 
([5]) الفتاوى، ج13 ص370 مكتبة العارف زنقه باب شالة الغرب
([6]) مجموع الفتاوى، ج13 ص371 
([7]) قال الزركشي  في البرهان، معلقاً على هذين الأثرين : وما ذاك بجهل منهما لمعنى الأب وإنما يحتمل والله أعلم أن الأب من الألفاظ المشتركة فخشيا إن فسراه بمعنى من معانيه أن يكون المراد غيره، ولهذا اختلف المفسرون في معنى الأب على سبعة أقوال:
     أولاً: فقيل ما ترعاه البهائم وأما ما يأكله الآدمي فالحصيد
     الثاني: التبن خاصة
     الثالث: كل ما ينبت على وجه الأرض
     الرابع: ما سوى الفاكهة
     الخامس: الثمار الرطبة قال: وفيه بعد
     السادس: أن رطب الثمار هو الفاكهة ويابسها هو الأب
     السابع: أنه للأنعام كالفواكه للإنسان
     ثم قال الزركشى: ويحتمل قول عمر غير ما سبق وجهين أحدهما: أن يكون خفي عليه معناه وإن شهر كما خفي على ابن عباس معنى (فاطر السموات)
     الثاني: تخويف غيره من التعرض للتفسير بما لا يعلم كما كان يقول: أقلوا الرواية عن رسول اللهe وأنا شريككم يريد الاحتراز فإن من احترز قلت روايته
     انظر البرهان ج1 ص37 ط دار الكتب العلمية1408هـ بيروت تقديم وتعليق مصطفى عبد القادر عطا
([8]) مجموع الفتاوى ج13 ص375 والحديث رواه الإمام أحمد ج2 ص262 من المسند ورواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه