Sunday, January 21, 2018

الفرق بين النفع المتعدي والنفع القاصر وأيهما أفضل؟



النفع المتعدي: هو العمل الذي يصل نفعه للآخرين سواءً كان هذا النفع أخروياً : كالتعليم والدعوة إلى الله تعالى، أو دنيوياً : كقضاء الحوائج، ونصرة المظلوم وغير ذلك.
أما النفع القاصر: فهو العمل الذي يقتصر نفعه وثوابه على فاعله فقط، كالصوم، والاعتكاف وغيرهما.
أيهما أفضل النفع المتعدي أم النفع القاصر؟
نص فقهاء الشريعة على أن النفع المتعدي للغير أولى من النفع القاصر على النفس.
ولذا قال بعضهم: إن أفضل العبادات أكثرها نفعاً، وذلك لكثرة ما ورد في الكتاب والسنة من نصوص دالة على فضل الاشتغال بمصالح الناس، والسعي الحثيث لنفعهم وقضاء حوائجهم، ومن أبرزها ما يلي:
عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله  «فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب».
وقال  لعلي بن أبي طالب : «لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم».
عن أبي هريرة عن رسول الله قال : «من دعا إلى هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً».
كما أن صاحب العباد القاصرة على النفس إذا مات انقطع عمله، أما صاحب النفع المتعدي فلا ينقطع عمله بموته.
وقد بعث الله الأنبياء بالإحسان إلى الخلق، وهدايتهم ونفعهم في معاشهم ومعادهم، ولم يبعثوا بالخلوات والانقطاع عن الناس، ولهذا أنكر النبي r على أولئك النفر الذين هموا بالانقطاع للتعبد وترك مخالطة الناس.
وهذا التفضيل إنما هو باعتبار الجنس، ولا يعني ذلك أن كل عمل متعدي النفع أفضل من كل عمل قاصر، بل الصلاة والصيام والحج عبادات قاصرة – في الأصل – ومع ذلك هي من أركان الإسلام ومبانيه العظام.
ولذا قال بعض العلماء : (أفضل العبادات: العمل على مرضات الرب في كل وقت مما هو مقتضي ذلك الوقت ووظيفته).

Monday, January 15, 2018

الســلام



الســلام:
     جعل الله تبارك وتعالى تحية الاسلام " السلام " , تعبيراً عن هدف الاسلام ومقصده من نشر الامن والطمأنينة بين أفراد المجتمع المسلم , ودعوة للمحبه ونشر الخير وزيادة فى الالفة والمؤانسة , ونبذ الكراهية والبغضاء والتحصين ضد الحسد والحقد , وهو مجال لتوسيع العلاقات الاجتماعية وتدعيمها , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاتدخلوا الجنه حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا , أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ إفشوا السلام بينكم ", جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم شرط المحبة التى هى شرط الايمان , والايمان شرط لدخول الجنة , فكأنما جعل إفشاء السلام شرط على دخول الجنة , فالمسلمين إذا تقابلا أقرا السلام بينهما , لك منى السـلام ولى منك السلام .
      والله سبحانه شرع السلام منذ بداية الخليقة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما خلق الله آدم صلى الله عليه وسلم قال : إذهب فسلم على أولئك – نفر من الملائكه جلوس – فاستمع ما يحبونك فإنها تحيتك وتحيه ذريتك , فقال السلام عليكم , فقالوا : السلام عليك ورحمة الله , فزادوه : ورحمه الله ", بذلك يكون السلام تحية البشرية جمعاً , وليست خاصة بالمسلمين فقط .
     ويستحب أن يقول المبتدأ بالسلام : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " , ويرد عليه الاخر بقوله : " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " , وله بكل كلمه عشر حسنات , والله يضاعف لمن يشاء , عن عمران بن حصين – رضى الله عنه – قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم فرد عليه ثم جلس , فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " عشر " , ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله , فرد عليه فجلس , فقال : " عشرون " , ثمجاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , فرد عليه فجلس , فقال : " ثلاثون ". 
     والاحاديث الواردة فى بيان فضل السلام كثيره منها ما رواه عبد الله بن سلام – رضى الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يا أيها الناس أفشوا السلام , وأطعموا الطعام , وصلوا الارحام , وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنه بسلام ".

الروابط والصلات الإجتماعية



الروابط والصلات الإجتماعية :-
     عمل القرآن الكريم على ربط أفراد المجتمع المسلم مع بعضهم البعض بعدة روابط وجعل لها آداب وحقوق , وحذر قطع هذه الصلات , دفعاً لتماسك المجتمع وتقوية روابطه , وزيادة المودة والألفة .
فمنها روابط الأبوة والبنوة , قال تعالى : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا " .
 وقال تعالى : " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ".
 وأيضاً قوله تعالى : " وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا ".
 وقال تعالى : " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ".
 فلنعلم أبنائنا ونربيهم على بر الوالدين , فقد أكثر الله تعالى : من التوصية بهما خيراً , حتى أنه قرن الأمر بعبادته بالأمر بالإحسان إليهما , وقرن الأمر بشكره بالأمر بشكرهم .   
ولا تقتصر العلاقات والصلات الإجتماعية على الوالدين فقط بل تمتد لتشمل جميع الأقارب والأرحام , فقد نهى الله قطعها وأمر بوصلها , قال تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ".
 وقال تعالى : " وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ".
ويوصى أيضاً بالجار القريب , قال تعالى : " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ".
 فقد جمع الله فى هذه الآية المستحقسن للإحسان والصلة , ومنهم الصاحب .
فينبغى أن ينظم المربى أوقات للصلة والإحسان إلى هؤلاء المشار إليهم فى الآية ويطلع الصغير عليه , ويشاركه فيها , ومع مرور الوقت يحاسبه هو إذا كان يصل الأهل والأصدقاء والجيران أم لا , ويكافئ عليها .
ومن الجوانب المهمة أيضاً التربية الإجتماعية , أن يحرص المربى على تلقين الأولاد الآداب الإجتماعية , مثل الإستئذان والسلام , والتهادى وغير ذلك.

الوفــاء



الوفــاء :-  
     قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ".
 من القيم الهامة التى لها أثر عميق فى العلاقات الإجتماعية والإنسانية , فهو يعمق الإحترام بين الأفراد والجماعات , وينمى المحبة ويوسع دائرة العلاقات الإجتماعية , والإخلال به , يجلب إختلال العلاقات الإجتماعية داخل المجتمع .
     وقد جاء إستعماله فى القرآن الكريم بصيغ مختلفة ومتنوعة , فتارة يأتى الوفاء بعهد الله , كما قال تعالى : " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ".
 وتارة يأتى بعموم الوفاء , كقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ".
وقال تعالى : " وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا " .
 وقال تعالى : " وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ".
     وهكذا يأتى إهتمام القرآن الكريم فى تربيتة للمسلمين بالوفاء والحث عليه وتنوع الآيات القرآنية المختصة به توحى بعموم المعنى , فلا يقتصر فقط على الوفاء بالمواعيد , والعهود , والكيل والميزان فقط , بل المعنى أشمل من ذلك , وهكذا تتجلى عظمة التربية القرآنية وروحها , ولكى يحث ويدفع الله تبارك وتعالى المسلمين إلى الوفاء لم يحذرهم من الإخلال به فقط , بل ضرب لنا أروع وأسمى نموذج فى الوفاء , قال تعالى : " وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ؟! ".
     فإحرص أيها المربى على تربية أبنائك عليه , وإذا لم تفعل فإعلم أن أول من يعانى من ضده هو أنــت .

الإتحـاد



الإتحـاد :- 
     قال تعالى : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ". يأمر الله تبارك وتعالى فى الآية بالإعتصام وهو التمسك زالتشبث بشريعته , وشبه الشريعة بالحبل زيادة فى الإيضاح وحثاً على التمسك بها , فهى وسيلة الإتحاد والتجمع التى يستمد منها المسلمون قوتهم بالإلتفاف حولها , وتنهانا عن التفرق , التفرق يأتى الضعف والهوان , وإذلال الأمم والشعوب .
     وينبغى للمربين أن يبثوا فى نفوس أولادهم قيمة الاتحاد وأثرها على الفرد والمجتمع , والفُرقة والشتات وأثره على الفرد والمجتمع , ويعظوهم ويحثوهم بأيات الله , وقصص القرآن , قال تعالى : " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ", وقال تعالى : " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ".
     كما ينبغى أن يروى لهم ما فعله الإستعمار والغرب قديماً وحديثاً , حيث لم يستطيعوا الهيمنة على أرض الإسلام ونهب ثرواتها قديماً لاتحاد المسلمين , فأدركوا أن قوة المسلمين تكمن فى عقيدتهم التى تمدهم بالإتحاد , فحاولوا إضعاف العقيدة وتمزيق الوحدة , فحال المسلمين اليوم كما نراه , لايسر عدواً أو صديق , ومنها فهناك علاقة طردية بين إرتباط المسلمين بعقيدتهم وبين قوتهم وإزدهار حضارتهم ورقيها .
     كما ينبغى خلق المواقف التى تتطلب الإتحاد والتعاون من الآطفال وحثهم عليه ودفعهم إليه , حتى يعتادو عليه .