Monday, October 21, 2024

مقاصد سورة (والعصر) وأهم ما تضمنته

 مقاصد سورة (والعصر) وأهم ما تضمنته:

تقرر هذه السورة وتؤكد حقيقة مهمة ، حقيقة لا تتبدل ولا تتغير مهما تغيرت الظروف والأحوال ، والأزمنة والأمكنة ، ومهما تعاقبت القرون وتوالت الأجيال.

      هذه الحقيقة هى التى أقسـم عليها رب العالمين بالعصر { إن الإنسان لفى خسر } وجاءت السورة لتقرر وتذكر بهذه الحقيقة الثابتة وتؤكدها بالقسم وهو من أساليب الإقناع والتأكيد والتنبيه ، بالعصر { إن الإنسان لفى خسر } ولا سبيل إلى النجاة من هذه الحقيقة المّرة إلا بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتوصي بالصبر ، وهو الزاد الذى يستعين به المؤمن فى رحلته الشاقة المضنية المحفوفة بالعقبات والمكاره.

ولصاحب الظلال فى هذا المقام كلام طيب : يقول رحمه الله

 {وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3} 

فى هذه السورة  ذات الآيات الثلاث يتمثل منهج كامل للحياة البشرية كما يريدها الإسلام ،  وتبرز معانى التصور الإيمانى بحقيقته الكبيرة الشاملة فى أوضح وأدق صورة ، إنها تضع الدستور الإسلامى كله فى كلمات قصار ، وتصف الأمة المسلمة : حقيقتها ووظيفتها ، فى آية واحدة هى الآية الثالثة من السورة ، وهذا هو الإعجاز الذى لا يقدر عليه إلا الله.

          والحقيقة العظيمة التى تقررها هذه السورة هى : أنه على امتداد الزمان فى جميع الأعصار ، وامتداد الإنسان فى جميع الأدهار ، ليس هنالك إلا منهج واحد رابح ، وطريق واحد ناج ، هو ذلك المنهج الذى ترسم السورة حدوده ، وهو هذا الطريق الذى تصف السورة معالمه ، وكل ما وراء ذلك ضياع وخسار.

  ( وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3} )

إنه الإيمان ، والعمل الصالح ، والتواصى بالحق ، والتواصى بالصبر.

وهكذا تشتمل هذه السورة على هذه المقاصد السامية والموضوعات المهمة ، الأمر الذى جعل صحابة رسول الله e  يحرصون على قراءتها عند افتراقهم وذلك لاشتمالها على منهج  متكامل وشامل للنجاة من الخسران 

No comments :

Post a Comment