مقاصد سورة (والعصر) وأهم ما تضمنته:
تقرر هذه السورة
وتؤكد حقيقة مهمة ، حقيقة لا تتبدل ولا تتغير مهما تغيرت الظروف والأحوال ،
والأزمنة والأمكنة ، ومهما تعاقبت القرون وتوالت الأجيال.
هذه الحقيقة هى التى أقسـم عليها رب العالمين بالعصر { إن الإنسان لفى خسر
} وجاءت السورة لتقرر وتذكر بهذه الحقيقة الثابتة وتؤكدها بالقسم وهو من أساليب
الإقناع والتأكيد والتنبيه ، بالعصر { إن الإنسان لفى خسر } ولا سبيل إلى النجاة
من هذه الحقيقة المّرة إلا بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتوصي بالصبر
، وهو الزاد الذى يستعين به المؤمن فى رحلته الشاقة المضنية المحفوفة بالعقبات
والمكاره.
ولصاحب الظلال فى هذا المقام كلام طيب :
يقول رحمه الله
{وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}
فى هذه السورة ذات الآيات الثلاث يتمثل منهج كامل للحياة
البشرية كما يريدها الإسلام ، وتبرز معانى
التصور الإيمانى بحقيقته الكبيرة الشاملة فى أوضح وأدق صورة ، إنها تضع الدستور
الإسلامى كله فى كلمات قصار ، وتصف الأمة المسلمة : حقيقتها ووظيفتها ، فى آية
واحدة هى الآية الثالثة من السورة ، وهذا هو الإعجاز الذى لا يقدر عليه إلا الله.
والحقيقة
العظيمة التى تقررها هذه السورة هى : أنه على امتداد الزمان فى جميع الأعصار ،
وامتداد الإنسان فى جميع الأدهار ، ليس هنالك إلا منهج واحد رابح ، وطريق واحد ناج
، هو ذلك المنهج الذى ترسم السورة حدوده ، وهو هذا الطريق الذى تصف السورة معالمه
، وكل ما وراء ذلك ضياع وخسار.
( وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3} )
إنه
الإيمان ، والعمل الصالح ، والتواصى بالحق ، والتواصى بالصبر.
No comments :
Post a Comment