Thursday, June 4, 2015

قصيدة ابن بهيج الإدريسي في فخر أم المؤمنين



قصيدة ابن بهيج الإدريسي في فخر أم المؤمنين:

في حب السيدة عائشة رضي الله عنها نذكر هذه القصيدة الجميلة والشيقة، إذ تذكر السيدة عائشة ومناقبها وفضائلها، والعلاقة بين الصحابة وآل البيت عليهم السلام،كما تذكر فضل أبي بكر الصديق ومزاياه:

ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي * هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي

إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِهــا * ومُتَرْجِمــاً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِـي

يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ * فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِـي

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ * بِصِفات بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِـي

وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها * فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي * فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي

زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ * اللهُ زَوَّجَنِـي بِهِ وحَبَانِي

وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِـي * فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي

أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ * وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ

وتَكَلـَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي * وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ

واللهُ خَفـَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي * وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي

واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي * بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي

واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي * إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي

إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ * ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي

واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ * وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ

وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ * مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي

أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْـتُ تَحْتَ ثِيابِهِ * فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّانـي

مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُصُحْبَتِي * ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟

وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ * وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ

وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ * فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي

والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي * حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ * وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ

نَصـَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ * وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ

ثانِيـهِ في الغارِ الذي سَدَّ الكُوَى * بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ

وَجَفـَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَا * زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ

وتَخَلَّلَتْ مَـعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا * وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ

وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ * في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ

قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ * وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ

سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى * هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ

واللهِ مااسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ * مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ

إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِها * فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ

وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ * بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ

طُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ * وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ

بَيْنَ الصَّحـابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَـةٌ * لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ

هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً * هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!

حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي * وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ

حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَـلِفْ * مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ

أَكْرِمْ بِـأَرْبَعَةٍ أَئِـمَّةِ شَرْعِنَا * فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ

نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ * فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ

اللهُ أَلَّفَ بَيـْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ * لِيَغـِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ

رُحَمَاءُ بَيْنَهـُمُ صَفـَتْ أَخْلاقُهُمْ * وَخَلَتْ قُلُوبُهُـمُ مِنَ الشَّنَآنِ

فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَـة ٌ*** وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ

جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي * واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ

وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْـدِهِ * مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!

مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي * إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي

وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمـُبْغِضِي * فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ

إنِّي لَطَيِّبـَةٌ خُلِقْـتُ لِطَيـِّبٍ * ونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ

إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمـَنْ أَبَى * حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ

اللهُ حَبَّبـَنِي لِقلبِ نَبـِيِّهِ * وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي

واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي * ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِـي

واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ * وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي

يامَنْ يلوذ بأَهل بَيـْتِ مُحَمَّدٍ * يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ

صِلْ أُمَّهَـاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ * عَنّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ

إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ * إي والـذي ذَلَّـتْ لَهُ الثَّقَلانِ

خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ * مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَـانِ

صَلَّى الإلـهُ على النَّبيِّ وآلِـهِ * فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ

No comments :

Post a Comment