Thursday, June 12, 2014

التجارة في الإسلام و ابتكار المسلمون بعض النظم المالية والتجارية

التجارة في الإسلام و ابتكار المسلمون بعض النظم المالية والتجارية:
كم ظُلِم الإسلام بسبب أكاذيب العلمانية والليبرالية.
كم ظُلِم الدين الإسلامي بسبب أغاليط ومغالطات الصهيونية والصليبية أعداء الإسلام والحاقدين عليه.
كم ظُلِمت الشريعة الإسلامية بسبب سوء فهمها وسوء تطبيقها وسوء نشرها والدعوة إليها.

الدين الإسلامي خاتم الأديان، مُلَبٍّ لفطرة البشرية، حاوٍ لمصالح الإنسانية،مُشْتَمِلٌ على ما تصبو إليه الروح وتشرئب له النفس ويطلبه القلب ويسعى له العقل.

وأنى لأعداء الإسلام أن يفهموه وفي قلوبهم ظلام الحقد منتشر، وفي نفوسهم سواد الحسد متمكن، وفي عقولهم شائعات وأفكار كاذبة مسيطرة ومتنامية.

كيف وإِنْ وكلما يظهر أعداء الإسلام إما بالقوة أو الحيلة أو المكر أو الخداع فإنهم يصوبون سهام غدرهم ويطلقون رصاص حقدهم على نقاء الإسلام ونقاوة تعاليمه حتى يتعكر في الأذهان سمو تعالميه وعلو تشريعاته.

والمنافقون من المدعين للإسلام يُكْمِلُون خطط أعداء الإسلام رغبة في المنصب وسعيا للمراتب ونيل الأموال والشهرة.

ورأينا وما نزال نرى أن كل من يحارب الإسلام من دولة أو جيش أو عسكر أو نظام أو حكومة فإنها الأقرب للغرب والأحب لليهود والمدللة لدى أعداء الإسلام.
يحاربون الإسلام بصور شتى وأهمها نشر ثقافة كره الإسلام وأن الإسلام لا علاقة له بشؤون الدولة ولا السياسة ، ومجاله فقط المساجد والمحاريب.
وهذه ثقافة خاطئة مليئة بالكذب ومشحونة بالحقد ومسربلة بالحسد.

الناظر للآيات في القرآن الكريم والمتتبع لأحاديث النبي العظيم، والقارئ لسيرة النبي وأصحابه، والمطلع على تاريخ وحضارة الإسلام ، يرى أن الإسلام اهتم بشؤون الدولة والسياسة وشؤون الناس ومعيشتهم، فنظمها وقنَّنها ورتبها،فكانت حضارة لا مثيل لها، وكان إبداع لا نظير له، وكان ابتكار لا شبيه له.

ومن ذلك التجارة وأمورها وشؤونها ، إذ بالتجارة يتعامل الناس فيما بينهم من بيع وشراء ورهن وشراكة وكفالة و مضاربة واستدانة وإدانة ووقف وهبة وشفعة وإيجار واستئجار وتوكيل وضمان واستعارة وغير ذلك .

وجد المسلمون في آيات القرآن ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يشبع لديهم الحب الفطري للمال  {.. وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ..} سورة البقرة/275.
 وهو مع هذا يهذب هذا الحب حتى لا يبلغ حد الطمع والشره والشح فيجري الإنسان وراء المال جري المسعور الذي ينسى معه الهدف الذي خلق من أجله  {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النور/ 37.
 قال قتادة : كان القوم يتبايعون ويتجرون ، ولكنهم إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع حتى يؤدوه لله !
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ ..}سورة البقرة /267
يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد عن النبي صلى الله عليه وسلم : باع واشترى ، وشراؤه أكثر ، وآجر واستأجر وإيجاره أكثر ، وضارب وشارك ، ووكل وتوكل ، وتوكيله أكثر ، ووهب واستوهب ، واستدان ، واستعار ، وضمن عاماً وخاصاً ، و وقف وشفع.
قال تعالى: " {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ..} سورة الفرقان/ 7.
وإلى جانب دعوة القرآن الكريم للسعي في طلب الرزق، كانت السنة النبوية القولية منها والفعلية تصنع الدافعية إلى العناية بهذا الجانب في الحياة البشرية ..
قال صلى الله عليه وسلم :" التاجر الأمين الصدوق مع الشهداء يوم القيامة "، وقال صلى الله عليه وسلم : " رحم الله رجلا ، سمحا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى"   ، وقال صلى الله عليه وسلم: " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل"    وقال صلى الله عليه وسلم: " لأن يأخذ أحدكم أحبلا ، فيأخذ حزمة من حطب ، فيبيع ، فيكف الله به وجهه ، خير من أن يسأل الناس ، أعطي أم منع " ، وقال صلى الله عليه وسلم: " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما "
فكانت هذه النصوص الشرعية ولا تزال لها أثرها الكبير في تنشيط الحركة التجارية زمن النبوة وبعده.
وكان الصحابة الكرام يمارسون التجارة:
جاء في البخاري في باب كسب الرجل وعمله بيديه عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما استخلف أبو بكر الصديق قال : لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤونة أهلي ، وشغلت بأمر المسلمين ، فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال ، ويحترف للمسلمين فيه "، وعند ابن ماجه أن أبا بكر خرج تاجراً إلى بصرى في عهد النبي .." .
 وكان أبو بكر تاجراً بمكة ، وكان يعتق من ماله ويعول المسلمين .
 وكان من تجار الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقبلهم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، ومنهم الزبير بن العوام ، وسعد بن الربيع الأنصاري ، وسعد بن عائذ المؤذن ، ومنقذ بن عمرو الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين .
 وفي حديث أبي هريرة عن سبب تميزه في حفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن إخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق أي التجارة والبيع والشراء ...
وكان عبد الرحمن بن عوف يذهب إلى سوق بني قينقاع .
وكان لتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم أثرها في نشاطهم التجاري ، فكان صخر الغامدي يخرج بتجارته في البكور لحديث : " اللهم بارك لأمتي في بكورها "  ،  فأثرى صخر وكثر ماله ".
وكان في سوق المدينة البزازون ( بائعو الثياب وأثاث البيت)، ومن يتجر في الصرف فعن أبي المنهال قال : سألت البراء بن عازب رضي الله عنهما و زيد بن أرقم y عن الصرف، وكل واحد منهما يقول : هذا خير مني ، فكلاهما يقول : نهى رسول الله e عن بيع الذهب بالورق ديناً  .  
وقد كبر هذا السوق زمن عثمان بن عفان فجعل له مراقبا هو الحارث بن الحكم ليراعي المثاقيل والموازين .
 وراجت وشاعت أنواع من التجارة مثل الزعفران ، والعنبر ، والمسك ، والعود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
 وبيع في أسواق المدينة الرماح حيث كان يتجر به نوفل بن الحرث كما في الاستيعاب ، وكانت تباع العقاقير ، وفي الإصابة أن أسماء بنت مخرمة كانت تبيع العطر ، وحولاء بنت ثويب كانت كذلك  ..
واشتهر سعد بن عائذ المؤذن بالتجارة في القرظ ( وهو ورق السلم يدبغ به ) .
 وكانت هناك تجارة النسيج ، وكان هناك النجارة كما في قصة صنع المنبر .
 وكانت تجارة الحلي وصياغتها وقد تميز بها يهود بني قينقاع بالمدينة .
 وكان هناك الحداد وقد اشتهر أبو سيف بذلك ، والصياغ ، والدباغ ، وجلاب البضائع كالحب ، والخواص ( ما يصنع بورق النخيل ) واشتهر بها سلمان الفارسي ، والحجام ، والحلاق ، واللحام ( الجزار ) ، وكانت هناك الماشطة ، والقابلة ، والمرضعة ، ومَن تغزل..
ازدياد النشاط التجاري في دولة الإسلام:
كان سوق المدينة المنورة مقصد التجار ، وكان النشاط التجاري يزداد ازدهارا باتساع دولة الإسلام ، فقد نشطت حركة التجار لتصل مناطق لم يصلها الفتح الإسلامي ، فامتدت إلى الشرق حتى وصلت الفلبين والصين !
وإلى الغرب حتى وصلت بلاد أوربا .
 وإلى الجنوب حتى وصلت نيجيريا والحبشة وسواحل إفريقيا .
 وإلى الشمال حتى وصلت بلاد الروس !
وكان لأخلاق أولئك التجار الإسلامية أثرها في نشر الإسلام في تلك البلدان ، فأخذت الحركة التجارية تضفي المزيد من الرقي للحياة ، الأمر الذي لم يقتصر على أجزاء العالم الإسلامي بل تعداه إلى أوربا ..
" فلقد دخلت البضائع القادمة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب الحياةَ اليومية الأوربية . ولم تقتصر على التوابل والبخور فقط ، بل تعدتها إلى الانتفاع بالحشائش الطبية ، فأصبحت هذه كلها من ضروريات الحياة لرجال الكنيسة ، ورهبان الأديرة الذين لم يمكنهم الاستغناء عنها في موائدهم ؛ فلولا الهبات التي تدفقت من الشرق العربي لكانت وقعت في حيرة من أمرها.
وتذكر زغريد هونكه :
أنه في الوقت الذي كان يزداد ازدهار النشاط التجاري في العالم الإسلامي وخاصة بتوجه التجار للمشرق باتجاه الصين والهند ، كانت أوربا تعيش عزلة نتيجة انغلاقها عن المغرب خوفاً من المد الإسلامي ؛ فنتج عن ذلك :
أن كانت المرافئ تبدو حينئذٍ مقفرة ، والمستودعات فارغة عارية ، والأقبية خالية ،فكانت الوجبات تقدم ولا طعم لها ولا نكهة ؛ بسبب إقلاع التجار عن عرضهم للتوابل أو الزنجبيل الشرقي أو الحرير نفسه ، أو أي شيء من تلك التي كانت تضفي على الحياة رونقاً وتزيدها متعة .
أجل لقد اختفى كل هذا ، واختفت أكشاك البائعين أيضاً ، ولم يعد ثمة شيء تقصد المتاجرة به ؛ وأصبح الفلاح يدفع لأخيه الفلاح حساباً قوامه البقر والحبوب ، والفضة نادراً ، وأما الذهب فقد انتفى نهائياً من بين الأيدي وأضحت الحياة فقيرة بالمرة ، وعلى جانب كبير من السذاجة والبساطة ، وقد جعلت تلك الندرة البضائع فاحشة الثمن ولا سيما في السوق السوداء ، حتى أصبح الحصول عليها أمنية يعجز عن تحقيقها الأوربي العادي.
وحين وصل الإسلام شمال إفريقيا ازدهرت الحركة التجارية مع كل من البندقية وأمالفي وبالرمو ، تَحمل إليهم السفن من القيروان وسوسة وقابس الستائرَ الحريرية النادرة ، وأكسية الهياكل ، والأوشحة السوداء والأردية ذات الألوان السماوية الجميلة لتستقر في أوربا في شبه الجزيرة الإيطالية بدليل أنها لا تزال حتى يومنا هذا .
 وكان مَن في شمال أوربا يبحث عن وسائل تمكنهم من تجاوز تهديد قيصر وتحريم البابا فيستفيدوا من تجارة المسلمين التي شملت أطراف الأرض ، والانتفاع من ثروتهم التي كانت في ازدياد مستمر .
 فقد كان التجار الأوربيون - من البندقية وجنوى-يسيحون في العالم الإسلامي ستة أشهر ويتنفسون في جو حضارة العالم الإسلامي الساحرة ، وكان يعود إلى وطنه محملا بالكثير من شحنة قطن سوري ، وقماش إنطاكية الكتاني ، و زجاج (صور) وفخارها،كان يعود بالكثير من سلال سكر طرابلس الغرب وأكياسه .
أجل كان  يعود بالكثير من التوابل ، والقرفة ، وجوز الطيب ، والكافور ، والكباب - نوع من التوابل - وحجر الشب ، وخشب الصندل ، وخشب البرازيل من مراكز التجارة المصرية.
تحول كثير من المدن الإسلامية إلى مراكز تجارية:
لقد كان من أبرز مظاهر التقدم التجاري في العالم الإسلامي وازدهاره أن تحولت كثير من المدن الإسلامية إلى مراكز تجارية ، وكان من أهم المدن : بغداد ، دمشق، البصرة ، القاهرة ، الإسكندرية ، سيراف ، أصفهان ، طرابلس ، صيدا ، وبيروت ، بل الأعجب أن كانت الإسكندرية وبغداد هما اللتان تقرران الأسعار للعالم ! في البضائع الكمالية خاصة .
ابتكار المسلمون بعض النظم المالية والتجارية:
-كما ابتكر المسلمون بعض النظم المالية والتجارية والتي عرفتها أوربا عنهم ، فقد أثبت العالم جرسهوب : أن أول من عرف نظام الحوالات المالية هم العرب ، وعنهم أخذتها أوربا في القرن العاشر عن طريق إسبانيا وإيطاليا .
-ومن مظاهر ازدهار الحركة التجارية زمن العباسيين إنشاء التجار لأول مرة نقابة مسؤولة عن مراقبة المعاملات التجارية ، ومنع التدليس ، وكان رئيسها ينتخب من بين الأعضاء الممتازين ، ويسمى رئيس التجار.
إننا عندما نعرض كيف يرتقي الإسلام بالحياة الاقتصادية للبشر لنؤكد شمولية الإسلام وتوازنه ؛ ففي الإسلام شريعة كاملة تراعي التوازن بين جميع جوانب حياة الإنسان ( الروحية والعقلية والنفسية والجسدية ) ، وتراعي التوازن بين حق الفرد وحق الجماعة التي يعيش معها !
فتشريعات الإسلام تحمي الإنسان من طغيان العملاق الميكانيكي الرهيب الذي صنعته حضارة اليوم والتي يمثل الإنسان فيها أحد أسنان عجلة آلة ضخمة ( أو مسماراً فيها ) تنحصر مهمته في أداء عمله بشكل آلي في دائرة تخصصه فلا تتهيأ له إلا أقل الفرص لإظهار فرديته !
و الدكتور اليكس كاريل ينحي باللائمة على الذين يظنون أن الاقتصاد هو كل شيء في الحياة ، وأن الرخاء والطمأنينة يمكن أن يحصل عليهما المجتمع والفرد بطريق الخطط الاقتصادية وتنمية الموارد والثروات ، حيث يقول في معرض تعليقه على حادث اقتصادي في المالية الأمريكية ، فيقول : "  ..ولهذا بدا أكثر القطيع ذكاء يرتابون ويتساءلون : هل أسباب الأزمة الاقتصادية مالية فقط ؟
ألا يجب أن نتهم أيضاً فساد وغباء الساسة ورجال المال وجهل وأوهام الاقتصاديين ؟
ألم تهبط الحياة العصرية بمستوى ذكاء الشعب كله وأخلاقه ؟
لماذا يجب أن ندفع ملايين الملايين من الدولارات كل عام لنطارد المجرمين ؟
لماذا يستمر رجال العصابات في مهاجمة المصارف بنجاح وقتل رجال البوليس واختطاف الناس وارتهانهم أو قتل الأطفال بالرغم من المبالغ الضخمة التي تنفق في مقاومتهم ؟
لماذا يوجد مثل هذا العدد الكبير من المجانين وضعاف العقول بين القوم المتحضرين ؟
ألا تتوقف الأزمات العالمية على الفرد والعوامل الاجتماعية والأكثر أهمية من العوامل الاقتصادية ؟"
حقاً إن الأمر أعمق وأكبر من مشكلة اقتصادية..إنها مشكلة الإنسان عندما يعبد غير الله ويحتكم إلى غير شرعه !
" إننا نجد تناقضاً في مجتمع يحاول أن يضع أناساً على القمر في حين أن ملايين سكانه في المدن لا يجرؤون على السير وحدهم ليلاً في الشوارع أو الحدائق المجاورة لبيوتهم "
ويقول اليكسيس دوتوكفيل عن المجتمع الأمريكي وهو النموذج الرأسمالي البارز :" رغم ما شاهدته في أميركا من حرية وثقافة يتمتع بها الكثيرون في ظروف هي خير ما يمكن أن تقدمه لهم الدنيا ، فقد كنت ألمح سحابة من الحزن مخيمة فوق جباههم ؛ حتى ظننت أن التزمت والقلق يلازمانهم في أفراحهم وأتراحهم!
" إن ابن الولايات المتحدة يتعلق بمتاع هذه الدنيا وكأنه على ثقة من أنه لن يموت أبداً ؛ فهو يتعجل اغتراف كل ما يقع في متناول يده حتى لتحسبنه خائفاً من أن لن يمتد به العمر حتى يتمتع بها كلها !
إن تذوقهم للمسرات الجسدية يجب أن يعتبر المصدر الرئيسي للقلق الخفي...إذ أن تذكره الدائم لقصر الحياة وزوالها شوكة ثابتة تخزه دوماً ".
والإسلام اليوم هو المصدر الحقيقي للحياة السعيدة للإنسان ، سواء كان في الشرق أو الغرب .
إن احتواء الإسلام على تعاليم القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية وسيرة الصحابة الكرام ، جعلت من الإسلام منبع العطاء وطريق السعادة ونبع التوازن الضروري لأي دولة ولأي حكومة ولأي أسرة ولأي إنسان,
ولذلك نجد فشل الدول العربية والإسلامية التي نبذت الإسلام واتخذت من النظم الرأسمالية أو الاشتراكية أو غيرها نظاما لها لتطبقها فزادت من الفقر وأوسعت من البطالة وازدادت مساحة الدين العام والدين القومي وازدادت الحاجة للآخرين مما جعل رقاب الحكومات تحت نعال الغرب ومما جعل هؤلاء الحكام والرؤساء دمى بأيدي الغرب وأعداء الإسلام.
فإن ظهر رئيس يسعى لعلو بلده ورفعة شأنه جاعلا الإسلام دليله وهاديه قامت عليه القيامة وأشعلوا في دولته الفتن ونشروا الشائعات وسعوا لإسقاطه ليأتي غيره يكون عبدا لهم ذليلا تابعا حقيرا يلقى الدعم منهم طالما أنه يعادي الإسلام.

وأعجب من أن بلادنا إسلامية كيف يرفضون تحكيم الإسلام وتشريعاته وكيف يحاربون ذلك محاربة شرسة، مع أن الكثير منهم منتسب للإسلام . هذا أمر عجيب.

والله أعلم

المصادر:
- القرآن الكريم.
- صحيح البخاري وسنن أبي داود وابن ماجه.
- زاد المعاد لابن القيم.
- نظام الحكومة النبوية المسمى التراتيب الإدارية ، عبد الحي الكتاني
- شمس العرب تشرق على الغرب، زغريد هونكه.
- تاريخ الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي ، د . أبو زيد شلبي
- العلمانية ، د. سفر الحوالي.

- الإنسان ذلك المجهول.

No comments :

Post a Comment