Tuesday, November 24, 2015

معنى القيادة في الإسلام،الامامة، الولاية، الأمير،السلطان،االقائد،أولو الأمر



معنى  القيادة  في الإسلام:
يحمل معنى القيادة في الفكر الإسلامي بعضا من المعاني المتعلقة بهداية الناس وإرشادهم وتولي أمورهم، ومن معانيها ما يلي:
-            الإمامة:
ويؤخذ منها ( الإمام )، وتعني:" من يأتم الناس به من رئيس أو غيرة ، ومنه إمام الصلاة "، ويعني أيضا : الخليفة.( والامامه) تعني:" رياسة المسلمون".
وتعني (الإمامة) أيضا : " التقدم والقصد إلى جهة معينة " وكذلك " الهداية والإرشاد " وكذلك " الأهلية لان يكون المرء قدوه" .
والإمام يعني هنا : من يؤم الناس ويقتدى بة في أمور الدين والدنيا وهو أيضا  قائد المسلمين وهاديهم ومرشدهم  وزعيمهم  ورئيسهم الأعلى وحاكمهم ، والدليل على أن منصب الإمام في الإسلام أمر لا غنى عنة ويستحيل انتفائه، هو أن صلاتهم لا تصح بدون (إمام ) ، فلا بد من شخص يتولى إمامتهم في الصلاة وعليهم أن يطيعوه ويقتدوا بة ولا يجوز مخالفته وعصيانه .
قال تعالى :"وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون " .
وقال أيضا :" من يطع الرسول فقد أطاع الله " .
قال تعالى : مخاطبا إبراهيم علية السلام :" إني جاعلك للناس إماما ".
-            الإمارة:
      وتعني في اللغة:" منصب الأمير، ومنها ( أمر) فلانا : أي كلفه شيئا، وأولوا الأمــر : أي الرؤساء والعلماء – ومن يتولى قيادة الناس - .
 ومنها ( الأمير) : أي من يتولى الإمار.
 ومنها أمراء ، وأمير المؤمنين ، وهو لقب خليفة المسلمين ، واشتق منه ( المأمور ) وهو احد رجال الإدارة .
وقد وردت عبارة أولوا الأمر في القران الكريم في أكثر من موضع ، حيث قال تعالى:"وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم .." .
 وقال تعالى في موضع أخر:" يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم".
قال رسول الله محمد صلى الله عليه  وسلم  :من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني ".
   وكان رسول الله محمد صلى الله عليه  وسلم  يأمر أصحابة إذا خرجوا في سفر وكان عددهم يزيد عن الثلاثة ان يؤمروا احدهم عليهم ، حيث يقول رسول الله محمد صلى الله عليه  وسلم  :" إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا احدهم ".
  وروى الإمام احمد عن عبد الله بن عمر أن النبي رسول الله محمد صلى الله عليه  وسلم  قال :" لا يحل لثلاثة أن يكونوا بفلاة من الأرض إلا أمروا  عليهم احدهم " .
ويعلق ابن تيمية رحمة الله على ذلك بقوله :" فأوجب  صلى الله علية وسلم تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيها على سائر أنواع الاجتماع " ثم يقول :" فالواجب اتخاذ الإمارة قربه يتقرب بها إلى الله ، فان التقرب إليه فيهما بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات " .
  وهذا دليل على ضرورة أن يكون لكل جماعة من يرعى شانها ويتولى أمرها ويشرف على أمورها ، ويكون هاديا وقائدا ومرشدا لهذه الجماعة . وفي هذا إرشاد للأمة جمعاء بضرورة تولية قائد يقودها وأمير يرعى شؤونها ويتولى أمرها، وعلى الأمة إطاعته واحترامه والالتفاف حوله.
-            الولاية:
- وتعني في اللغة " السلطان "ومنها الولي وهو كل من ولي أمرا أو قام به، وكذلك الوالي أي الذي يتولى أمر البلاد والعباد ويرعى شؤونهم .
والوالي هو القائد والمتصرف بشؤون الناس والقائم على رعايتهم وإرشادهم ، وفي ذلك يقول رسول الله محمد صلى الله عليه  وسلم :" كلكم راع ومسئول عن رعيته" رواة البخاري.
مما سبق يبدو لنا أن القيادة في الإسلام تعني في جملتها : كل من يتولى شيئا من أمر المسلمين العامة ، فالإمام قائد ، والأمير قائد ،  والمرأة في بيتها قائدة لأسرتها ، والعبد الذي يرعى مال سيدة قائد ، والموظف العام قائد في إدارته ومكتبة ، ورب الأسرة قائد لأسرته ، وقائد الجيش والشرطة قائد ،... الخ، فالقيادة هنا المسؤولية التي توجب على من يحملها ان يقوم بها بأمانة وإخلاص ويرعاها حق رعايتها ،وصولا بهذه ألمجموعه التي يتولى شانها الى الأهداف التي تطمح الوصول إليها .
  هذا وقد ارتبطت القيادة في الإسلام بالجندية ارتباطا وثيقا  لان أمر الجيش يحتاج إلى قائد بارع ، محنك ، حازم  ،  كفؤ ، قوي  .
 ولذلك فان قائد الجند في الإسلام هو صاحب مدرسة ورسالة .
 حيث يقول اللواء محمد جمال الدين محفوظ في كتابه ( المدخل إلى  العقيدة والاستراتيجية  العسكرية ) :" إن القائد المسلم صاحب مدرسة ورسالة ويدرك تمام الإدراك أن قيامة بإعداد أجيال من القادة من أسمى واجبات وأمانة في عنقه ، فنراه  يقبل على الواجب وعلى الوفاء بالأمانة بكل حماس وإخلاص وحيوية دافقة ،  ولنا في رسولنا محمد (ص) القدوة الحسنة، فلقد كان الرسول الكريم هو المعلم الذي تنزل علية الوحي برسالة الإسلام ليبلغها للناس وصاحب المدرسة التي تخرج فيها قادة أمم وأبطال حرب ورجال إصلاح وعلماء وفلاسفة ورواد حضارة " .
المراجع:
-: إبراهيم مدكور ، المعجم الوجيز ، منشورات مجمع اللغة العربية ، القاهرة ،1989، ص25.
- زهاء الدين عبيدات ،القيادة والإدارة التربوية في الإسلام ، دار البيارق ، عمان ، 2001، ص 46.
- محمد جمال الدين محفوظ ، المدخل إلى  العقيدة والاستراتيجية  العسكرية ، 308.
- مارتن فان كريفلد،القيادة في الحرب ، ترجمه ،يزيد صايغ ،المؤسسه العربيه للدراسات والنشر ، بيروت ،1989  ،ص7-22.
- مهدي الحسيني ، مسؤوليات القيادة الاسلاميه ، دار المشرق العربي الكبير ، لبنان ، 1978 .

No comments :

Post a Comment