Sunday, November 22, 2015

مبادئ وأسس العقيدة العسكرية الاسلاميه

مبادئ وأسس العقيدة العسكرية الاسلاميه:

العقيدة العسكرية في الإسلام فهي تختلف عن أي عقيدة أخرى في الدنيا كلها من حيث المنطلقات والثوابت والأهداف والغايات ، وذلك لأنها تنبثق من الدستور الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكذلك من ألسنه  النبوية المطهرة المفصلة والموضحة لما جاء في هذا الدستور .

لذا فان لها من المرتكزات والأسس والمبادئ ما يستحق الدراسة والتفصيل ، والبيان والتوضيح لعلها تكون الهادي والمرشد لكل من يسعى إلى قيادة راشدة ناجحة :

1. القران الكريم:
جاء القران الكريم شاملا كاملا فيه الإجابة على كل ما يحير الإنسان من أسئلة ،  وجاء بالجواب لكل ما قد يخطر على باله من أفكار وتصورات فهو دستور شامل لا يعتريه النقص أو القصور أو الخلل ، قال تعالى :" ما فرطنا في الكتاب من شيء".

لذا فلم يغفل القران الكريم ولا ألسنه المطهرة عن أن تحتوي على أسس راسخة وجذور عميقة لكل ما يتصل بالعقيدة العسكرية من مبادئ وتعاليم وثوابت انطلق منها أتباع هذا الدين الحنيف فوجدوا فيها الخير والفلاح والنجاح لهم ولغيرهم ، لأنها مبادئ تقوم على الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة الكريمة .


2.السنة النبوية المطهرة:
رسمت السنة المطهرة خطوطا عظيمة لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها في العقيدة العسكرية الاسلاميه ، كيف لا ومحمد  (صلى الله عليه وسلم) كان  خير القادة وكان سيد المقاتلين الأقوياء الرحماء  الأشداء ، حيث كانت أولى هذه الخطوط هي الرحمة التي جاء محمد من اجلها وبنى رسالته على أساسها فهو رحمه للعالمين،الذي كان يدعوا الناس باللين واللطف ويدعوا أصحابه للرحمة حتى بالحيوانات والطيور ، فكيف بالبشر ،؟
 
 لقد سبق محمد كل القوانين الدولية الانسانيه التي دعت إلى احترام الأسرى والجرحى وحماية المدنيين .

 لقد سبقها بمئات السنين مستجيبا لربه بدعوته إياه أن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنه ، وان يترك لهم حرية اختيار ما يريدون دون عنف أو قتل أو خوف ، قال تعالى :" أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " ،  لان الدعوة باللين واللطف والرحمة هي السبيل إلى الاقتناع واستماله القلوب إلى الحق والصراط المستقيم .

3. عقيدة سلمية دفاعية :

بما أن أهم مرتكزات هذه العقيدة هو القران الكريم وألسنه المطهرة فهي عقيدة سلمية – من غير ضعف- بامتياز.

 وذلك لان هذا الدين هو دين السلم والسلام،  ورسالته هدفها تحقيق الأمن والأمان لبني البشر، فهو لم يكن يوما عدوانيا إرهابيا.

   فهو لم يروع الآمنين ولم يقتل المسالمين ولم يعتدي على المطمئنين في بيوتهم، والمتعبدين في صوامعهم، لم يقطع شجرا ولم يقتل طفلا ولا امرأة،  ولم يتعرض لشيخ طاعن، لم يهدم بيتا على صاحبه، لم يغل ، ولم يغدر بأحد ، ولم ينتهك عرضا ،  ولم يمثل بقتيل  ، ولم يقتل جريح أو أسير ،  بل لم يتعرض للحيوانات والدواب التي ترعى في ارض الله وتسبح باسمه .

4. الأهداف والغايات :

إن طبيعة الأهداف تلعب الدور الأكبر في تحديد أساسيات العقيدة العسكرية لأيه أمه ، وفي الإسلام فان الأهداف والغايات هي أهداف نبيلة كريمه حددها الخالق عز وجل ، فحاشا أن يأتيها النقص أو القصور أو النقد .

 إنها أهداف ترمي إلى حماية ألامه وزيادة هيبتها ورفعه شانها لتكون مهابة الجانب تؤدي رسالتها التي طلبها الله عز وجل على أكمل وجه وأتم شكل ،بعيدا عن الاعتداء أو الإيذاء  أو الإكراه أو القوة الغاشمة الظالمة ، قال تعالى :" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين "

إذن أهدافها رد المعتدين وحماية ديار المسلمين ، وليس العدوان والتوسع واستغلال خيرات الشعوب ومقدراتها .

أهداف وغايات الدعوة الاسلاميه حددت مبادئ العقيدة العسكرية ورسمت معالمها بوضوح .

  فبنيت على التسامح والرحمة والرفق واللين والحرية المنضبطة والأخلاق العالية والتضحية بالنفس في سبيل الدين والرسالة .

 مقصدها رد العدوان وحماية ذمار المسلمين .

 تقوم على احترام الآخر ولا تلغيه، وتحاوره وتجادله بالتي هي أحسن .

 ومع ذلك فهي تمتاز بالقوة من غير ضعف وباللين من غير استكانة ومذله .

 إنها عقيدة تغرس في أتباعها عزة النفس والكبرياء وعدم الخوف إلا من الله ألعلي القدير .

 ومن يقرأ قصه ربعي ابن عامر وهو يطأ السجاد الفاخر ويغرز فيه رمحه ويأبى أن يجلس في منزل أوضع من منزله سيد القوم ، ويخاطب الحاضرين بكلمات مكتوبة بماء الذهب في أذهان من يعرفون أن الإسلام عز وفخار وقوة ، فيقول :"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام .... " 
فما من عزة ولا قوة أعظم من ذلك إن ما منحه القوة والعزة هو الإسلام .

الخلاصة:

إن هذة الأسس هي مبادئ العقيدة العسكرية الاسلاميه التي بنيت على السلم والرحمة واحترام الآخر،  بعيدا عن العدوان والظلم والتوسع والقهر والإذلال ، قال تعالى :" وما أرسلناك إلا رجمه للعالمين " .

 هذا هو القول الفصل والخطاب المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

 والذي يلخص فحوى عقيدة الإسلام العسكرية لكي لا يبقى مكان لجاحد أو منكر أو متجن أو مدع بان الإسلام هو دين التطرف والإرهاب ، بل انه دين الحوار والرحمة والتسامح والرفق.!!

No comments :

Post a Comment