Wednesday, June 1, 2016

خصائص التنمية في الإسلام


خصائص التنمية في الإسلام
تتميز التنمية الإسلامية بعدة خصائص يمكن حصرها فيما يلى :

أولاً: التنمية فى الاسلام شاملة :-
المقصود بالتنمية الشاملة أنها تنمية لاتغفل الجوانب الروحية وتعتمد الجوانب المادية فقط . وإنما تنمية إقتصادية تشمل النواحى المادية والروحية . فالإسلام اهتم بتحقيق كافة حاجات الالمجتمع المسلم ، من مأكل وملبس ومسكن ونقل وتعليم وعبادة وشعائر الدينية ودعوة وغيرها .

فالعقيدة الاسلامية هى هدف أول للتنمية ، وهى ايضاً  الجانب الروحى الذى يمثل أهم خاصية تتميز بها التنمية الاقتصادية فى الاسلام .
 فالايمان بالله وعبادته وحفظ دينه . كلها تعتبر احد الحاجات الروحية التى يجب اشباعها جنبا الى جنب مع الحاجات المادية كلأكل واللبس والسكن وغيره .

 ثانياً: التنمية فى الاسلام متوازنة :-
إن المقصود بالتوازن في التنمية الاقتصادية فى الاسلام : أن تتوازن جهود التنمية على مستوى المناطق وعلى مستوى القطاعات .

ففى المناطق يجب عن لاتستأثر منطقة بالتنمية على حساب منطق أخرى . بل تشمل التنمية كل مناطق الدولة .. ولاياتها ومدنها وقرها وريفها ، كلها تحظو بالتنمية على سواء فهى تنمية لاتميز بين المدن والقرى . ولا تميز بين السكان بسبب الجنس أو الون أو الدين أو الجهة .

وفى القطاعات يجب أن لا تغفل التنمية أى قطاع من قطاعات الاقتصاد . كأن تستأثر الصناعة بالتنمية دون الزراعة ، أو التجارة دون البنيات الأساسية .. أو تسبق الصناعة الثقيلة أو المستوردة الصناعات التحويلية المحلية , أو أن يركز على المباني الفخمة والمنشآت المتطورة دون توفير المرافق العامة والتجهيزات الأساسية . ويتم ضبط هذا التوازن فى التنمية عبر نظام دقيق للتخطيط الاقتصادى انتاجا وتوزيعا .  

ثالثاً:التنمية فى الاسلام عادلة :-
التنمية الاقتصادية الإسلامية لا تستهدف زيادة الإنتاج فحسب وإنما تستهدف عدالة التوزيع .
قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ..).

والعدل المقصود هو : أن يتحصل كل فرد وكل سكان فى أقليم أو مدينه أو قرية أو ريف أو منطقة على حد الكفاية . والإسلام إذا تطلب زيادة الإنتاج يستلزم في الوقت نفسه عدالة التوزيع . لأن وفرة الإنتاج مع سوء التوزيع هو احتكار لا يقره الإسلام ، كما أن عدالة التوزيع دون إنتاج هو توزيع للفقر والبؤس يرفضه الإسلام .

 لذلك أقام الإسلام أحكامه على مبدأ العدل بين الناس . وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل في كثير من الآيات وقال تعالى (ِانَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

فقد حرص التشريع الإسلامي على تحقيق العدالة بين الناس . ففرضت على الاغنياء قدراً محدوداً من المال يدفع للفقراء حقاً لهم ، وهذا القدر ليس كثيراً ولا قليلاً بل يكفي الفقراء ولا يلحق الضرر بالاغنياء تحقيقا للعدل . وحثت على الانفاق التطوعى من العفو .

رابعاً : توفير الضروريات من أولويات التنمية فى الاسلام :-
هنالك أولويات انتاج للتنمية فى الاسلام . فدائما ما تبدا بانتاج الضروريات كمرتبة أولى فى نظام الانتاج . 

والضروريات كما سبق هى : الأشياء التي لا يمكن أن تقوم بدونها الدين ، كماهي ضرورية لقيام حياة الناس . ولا بد منها لاستقامة مصالحهم .

ثم تاتي مرتبة الحاجيات،وهى : الاشياء التي يمكن تحمل الحياة بدونها ولكن بمشقة زائدة . فهي أشياء يحتاج اليها الناس لرفع الحرج والمشقة عنهم .

ثم أخيراً تاتي المرتبة الثالثة وهي مرتبة التحسينات أي الاشياء التي تجعل حياة الناس أكثر يسراً وسهولة ومتعة دون إسراف أو ترف . 

والحاجات الضرورية لا تشمل الجانب المادي فقط من مأكل ومشرب وملبس ومأوي ووسيلة أنتقال وخدمات منزلية وتعليمية وصحية وفرص عمل وزواج وغيرها . وإنما أيضاً الجانب المعنوي والروحي من جهاد ودعوة لحفظ الدين والقيم الاخلاقية .

المصادر والمراجع:
-الغزالي عبد الحميد ،الإنسان أساس المنهجح الإسلامي في التنيمة الاقتصادية –منشروات مركز الاقتصاد الإسلامي – المصرف الإسلامي الدولي – القاهرة -1988م.
- كمال اغا – إدارة التنمية مفاهيم وقضايا – مجلة تنمية المجتمع – القاهرة .مؤسسة فريد رش – ايبرت – مايو 1978.
-السيد عطية عبد الواحد ، مبادئ الاقتصاد الإسلامي ، دار النهضة العربية ، مصر ، ط1.
-شوقي دنيا ، نظرات اقتصادية في القرآن الكريم ، المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب ، جدة ، ط1 ، 2007م
- صالح حسن الفضالة ، الدلائل الاقتصادية في القرآن والسنة النبوية ، غراس ، الكويت ، ط1 ، 2003م

1 comment :