القراءة في المصحف أفضل أم القراءة عن ظهر قلب

القراءة في المصحف أفضل أم القراءة عن ظهر قلب:

سؤال يخطر على بال الكثيرين، وهو مهم جدا، خاصة للذين يحبون تلاوة القرآن وحفظه وتدبره.

والإسلام دين عظيم، يسهل أمور المسلمين وييسر شؤونهم، وهذا خاصية من خصائصه الفريدة التي لا توجد في غيره من الشرائع.

وإجابةً  عن هذا السؤال: 

قال النووي في التبيان:

 "القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب" ونقل الغزالي في الإحياء أن كثيرا من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقرؤون من المصحف ويستحبون النظر في المصحف كل يوم.

    وفَصَّلَ النووي رحمه الله قائلا:

 ذلك حسب ما يناسب كل شخص من الخشوع والتدبر والظاهر أن فعل السلف محمول على هذا.

وهل الأفضل كذلك الترتيل مع قلة القراءة أو السرعة مع كثرتها؟

1-ذهب ابن مسعود وابن عباس إلى أن الترتيل أفضل لقوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.

وقراءته صلى الله عليه وسلم كانت ترتيلا يقف على رأس كل آية، وقام صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى الصباح، وهي: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.

وهذا القول رجحه المحقق ابن الجزري رحمه الله قائلا: وهذا ما عليه السلف والخلف.  

2-وذهب جماعة من السلف وهو اختيار الشافعي إلى أن كثرة القراءة أفضل واحتجوا بحديث ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة)) وكذلك ثبت أن عثمان قرأ القرآن في ركعة.

 يقول ابن القيم رحمه الله معلقا:

والصواب أن أجر الترتيل أجل وأعظم؛ وثواب كثرة القراءة أكثر عددا؛ كمن تصدق بجوهرة عظيمة ومن تصدق بكثير من الدراهم.

ونقل السيوطي أحاديث ضعفها الحفاظ في أفضلية قراءة القرآن في المصحف، منها: (قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة وقراءته في المصحف تضاعف ألفي درجة).

قال ابن الجزري:

الصحيح وما عليه معظم السلف والخلف أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من السرعة مع كثرتها؛ لأن المقصود من القراءة فهم المعاني والتفقه والعمل، وقد جاء ذلك عن ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وغيرهم.

وإلى هذه المعاني يشير الإمام الخاقاني في رائيته:

وترتيلنا القرآن أفضل للذي ** أمرنا به من لبثنا فيه والفكر

ومهما حدرنا درسنا فمرخصٌ** لنا فيه إذ دين العباد إلى اليسر

والله أعلم.

المصادر:

-التبيان في آداب حملة القرآن ، ط ابن حزم.

- النشر لابن حزم.

- زاد المعاد لابن القيم،مؤسسة الرسالة.

- الإتقان للسيوطي، ط دار الحديث، القاهرة.

- نهاية القول المفيد للشيخ محمد مكي نصر بتحقيق الشيخ الضباع.

-الفتح الرباني شرح رائية الخاقاني ، مكتبة أولاد الشيخ ،مصر.