Tuesday, April 8, 2014

المسلم والقرآن الكريم فضل القرآن وأهله



المسلم والقرآن الكريم :فضل القرآن وأهله :
أهل القرآن هم أولئك الذين وقفوا أعمارهم على القرآن الكريم تعلما وتعليما، دفاعا وافتخارا، نشر ودعوة.
أهل القرآن هو كل مسلم يحب القرآن الكريم، يقرأه يسمعه ينصت له، يتدبر في معانيه، يتفهم آياته، يعمل بما جاء فيه.

أهل القرآن هو كل مسلم يسمع نداء الله تعالى كمثل قوله : (يا أيها الذين آمنوا) أو(يا أيها الناس) فيقول:لبيك يا ربي أُطْلُبْ وسأنفذ، ويتبع قوله العمل.

ويسمع أوامر الله كإقامة الصلاة وصوم رمضان وأداء الزكاة و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأداء النصيحة وعمل الخير فيعمل بها ويطبقها.

ويسمع ما نهى الله عنه كالكذب والغيبة والنميمة وقول الزور والزنا وأكل مال اليتيم والسباب والسخرية والتكبر والظلم والفساد فيبتعد عنها ولا يفعلها.

ويقرأ القصص الواردة في القرآن كقصة يوسف وموسى وعيسى وأهل الكهف وأصحاب القرية وسبأ وآدم ونوح وإبراهيم وكل القصص الواردة في القرآن سواء كانت لأنبياء أم لغيرهم ، فيتمعن فيها ويتدبر ويستفيد منها في حياته وأخلاقه وتعامله ودعوته وأفعاله وتعليمه وغير ذلك.

ويقرأ الأمثال الواردة في القرآن والتي منها (ضرب الله مثلا..) و(ذلك مثل..) و(كرماد اشتدت..) و(كذلك يضرب الأمثال) و(مثل الذين..) وغير ذلك من الدلالات من التشبيه والتمثيل ، يقرأ ذالك ويتمعن بها ويفهمها لكي يستفيد منها في حياته في معيشته في دنياه في أعمالها في أفعاله في تعامله فيأخذ منها العبر والعظات، فيطبقها ويعلمها الآخرين.

إن أهل القرآن هم أولئك الذين قرؤوا القرآن بتمعن وتأمل وتدبر تقربا لله لا رياء ولا لطلب الجاه والمنصب والشهرة .

كما أن اهل القرآن هم من يقرؤون القرآن في المساجد وفي البيوت وفي أوقات فراغهم وغير ذلك لكسب الحسنات والتقرب من الله تعالى.

قال تعالى : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)
وقال : (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم). 
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((أهل القرآن أهل الله وخاصته))
فانظر إلى اختصاص أهل القرآن الذين يتلونه ويتدبرونه ويعملون به كيف نسبوا إلى الله تعالى وهذا دال على علو شأنهم ورفعة مكانهم.
وقال أيضا: ((من حفظ القرآن فقد استدرج النبوءة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه)).
ومع هذه المكرمات فينبغي على قارئ القرآن وحامله ودارسه ومعلمه أخلاق يلتزم بها وصفات يتخلق بها ومنها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي لحامل القرآن أن يجهل مع من يجهل، ولا يلعب مع من يلعب، ولا يرفث مع من يرفث،ولا يتبطل مع من يتبطل، وفي جوفه كلام الله.
وفي المقابل فعلى المسلم أن يحترم حامل القرآن :
قال صلى الله عليه وسلم "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن ...".


ويبنبغي على حامل القرآن ألا يستصغر ما يدرسه ويتعلمه من القرآن وألا يخطر في باله أن لك غير نافع في حياته فهذا تصغير من شأن كبير وإذلال لأمر عظيم.
أخرج الطبراني في معجمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعطي القرآن وظنَّ أن أحدا أُعطي أكثر منه فقد استصغر ما عظمه الله وعظم ما صغره الله)).
ومن أراد القرب من مولاه *** فليقرأ القرآن لا ينساه

قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}
وقال: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني...} الآية.
 يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان عليه رحمة الله لقد اشتغلنا كثيرا بالعلوم الفقهية والأدبية وغيرها فلما وفقنا الله للاشتغال بكتابه العزيز تفسيراً وتدريسا عمتنا الرحمات وغمرتنا البركات في كل الأوقات وفي كل المجالات مصداقا لقوله تعالى {كتاب مبارك} الآية انتهى.

وقد أكبت هذه الأمة سلفا وخلفا على هذا الكتاب العظيم والنور المبين فمنهم من اشتغل بالقراءات وأحكامها؛ ومنهم من اشتغل بالكتابة وأحكامها من رسم وضبط ومنهم من اشتغل باستخراج الأحكام الفقهية وما يتعلق بها ومنهم من اشتغل بإعرابه وما فيه من روائع البيان والبديع؛ ومنهم من اشتغل بتدريسه وتعليمه للناس  وآخرون بكتابته ونشره, وطائفة أخرى انبهرت لوعده وعيده وما أعد الله فيه للمتقين فانشغلت بتلاوته والتدبر في معانيه آناء الليل وأطراف النهار .

{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} .
والطوائف الثلاثة المعدودة في سياق الآية الكريمة كلها في الجنة بفضل الله ومنه وكرمه {جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} الآية .
فكل من اشتغل بهذا القرآن العظيم  بارك الله له في عمره وعمله وكان سعيه مشكورا إن شاء الله تعالى ويقال له يوم القيامة ((اقرأ وارق في الدرجات ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها)).
قال تعالى {بل هو آيات بينات في صدور الذين أتوا العلم}
 وقال صلى الله عليه وسلم ((اقرءوا القرآن فإنه يكون شفيعا لصاحبه يوم القيامة))
وقال: ((من حفظ القرآن ألبس الله والديه من تاج الكرامه)).
و قد ولّى أحد الموالى (إما العبيد أو واحد من غير العرب)على أهل مكة فتعجب الناس وتساؤلوا فيما بينهم عن سبب هذا الفعل فقال سيدنا عمر لأنه أحفظهم لكتاب الله تعالى  ثم قال سيدنا عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن الله سبحانه وتعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله:(من لم يقرأ القرآن فقد هجره ومن قرأ القرآن ولم يتدبر معانيه فقد هجره ومن قرأ القرآن وتدبر معانيه ولم يعمل بما فيه، فقد هجره)
ألا فلينتبه حملة القرآن {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}.
قال أحد السلف :كنا نعرف أهل القرآن بصفرة اللون من قيام الليل.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة ووقاه يوم القيامة سوء الحساب، مصداقا لقوله تعالى: (ومن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).
 قال ابن عباس: فقد ضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.
قالت أم الدرداء: دخلت على عائشة رضي الله عنها، فقلت: يا أم المؤمنين ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأه ممن دخل الجنة؟،فقالت عائشة رضي الله عنها: إن عدد درج الجنة على عدد آي القرآن فليس أحد ممن دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن.
فكلما قرأتَ آية من القرآن الكريم ارتفعت لك درجة في الجنة.
وأهل القرآن هم العلماء كما فسر ذلك بقوله تعالى : "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم".
 وكذلك "إنما يخشى الله من عباده العلماء".قالوا هم أهل القرآن.
 وقد صح عن الإمامين أبي حنيفة والشافعي أنهما قالا إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي.
قال ابن سيرين رحمه الله: البيت الذي يقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة وتخرج منه الشياطين ويتسع بأهله ويكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن تحضره الشياطين وتخرج منه الملائكة ويضيق بأهله ويقل خيره.

 ويرحم الله الامام الشاطبي حيث يقول :
وإنّ كتاب الله أوثق شافعٍ * * وأغنى غناءٍ واهبًا متفضلا
وخير جليسٍ لا يمل حديثه * * وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته * * من القبر يلقاه سنًا متهللا
هنالك يهنيه مقيلاً وروضةً * * ومن أجله في ذروة العز يجتلى
يناشده في إرضائه لحبيبه * * وأجدر به سؤلاً إليه موصلا
فـيا أيها القـاري بـه مُتَمَسكَا *** مُـجِـلاً لـه فـي كلِّ حالٍ مبجلا
هنيئاً مريئـاً والـدَاك عـليهِما *** مـلابـسُ أنـوارٍمـن التاجِ والحُلا
فما ظنُّكم  بـالنجْلِ عندَ جَزَائِهِ *** أولـئكَ أهـلُ اللهِ  والصـفوةُ الملا
أولو البرِوالاحسانِ والصبرِوالتقى *** حُـلاهم بِـهَا جَاء القرانُ مُفَصَّـلا
عَليكَ بِها ماعشـْتَ فيها مُنَافِسـاً *** وبِـعْ نفسَـكَ الدنيا بأنفاسِهَا العُلا.
والله أعلم.

المصادر:
-القرآن الكريم.
-الإتقان للسيوطي.
-جمال القراء للسخاوي.
-فضائل القرآن لابن سلام.
-أضواء البيان لمحمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي.
-التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي.
-سراج القارئ على الشاطبيه لابن القاصح.

No comments :

Post a Comment