Saturday, April 22, 2017

الحكمة والمناسبة في اقتران اسم الله (العليم الحكيم)



الحكمة والمناسبة في اقتران اسم الله (العليم الحكيم):
الآية :
اقترن هذان الاسمان في أواخر الآيات من سورة البقرة في آية واحدة وهي: 
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
المعنى :
العليم : قال أبو سليمان الخطابي: العليم هو العالم بالسرائر والخفيات، التي لا يدركها علم الخلق، كقوله تعالى ) إنه عليم بذات الصدور(، وجاء على بناء "فعيل" للمبالغة في وصفه بكمال العلم، ولذلك قال سبحانه :(وفوق كل ذي علم عليم)، والآدميون وإذا كانوا يوصفون بالعلم فإن ذلك ينصرف منهم إلى نوع من المعلومات ، دون نوع ، وقد يوجد ذلك منهم في حال دون حال، وقد تعترض علمهم الآفات فيخلف علمهم الجهل، ويعقب ذكرهم النسيان.
الحكيم : على وزن فعيل بمعنى فاعل، ويأتي بمعنى مفعل أي محكم من الإحكام وهو الإتقان. والحكيم من الحكمة وهي وضع الشيء في موضعه.
وقال الحليمي: معنى الحكيم الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب، وإنما ينبغي أن يوصف بذلك لأن أفعاله سديدة، وصنعه متقن، ولا يظهر العمل المتقن السديد إلا من حكيم.

المناسبة من اقتران اسم الله العليم والحكيم: 

يفيد اقتران الاسمين أن الله سبحانه وتعالى حكيم في تعليمه ما شاء لمن يشاء، ومنعه ما شاء عمن يشاء.

 وفي هذا المعنى يقول ابن كثير: (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)أي العليم بكل شيء الحكيم في خلقك وأمرك وفي تعليمك ما تشاء ومنعك ما تشاء لك الحكمة في ذلك والعدل التام.
ويقول ابن سعدي : لما خلق الله آدم، وعلمه أسماء كل شيء مما جعله الله له، وبين يديه، وعجزت الملائكة عن معرفتها، وأنبأهم آدم بها (قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ  ( 
فاعترفوا لله بسعة العلم، وكمال الحكمة.

المصادر والمراجع:
-شأن الدعاء. 
- محمد خليل هراس، شرح العقيدة الواسطية. 
-  الحليمي ،كتاب المنهاج في شعب الإيمان ، تحقيق حلمي محمد فوده.  
-  ابن كثير، تفسير القرآن العظيم . 
- القواعد الحسان لتفسير القرآن . 

No comments :

Post a Comment