Friday, April 21, 2017

الحكمة والمناسبة في اقتران اسم الله التواب الرحيم



الحكمة والمناسبة في اقتران اسم الله التواب الرحيم:
الآيات :
       اقترن هذان الاسمان في أواخر الآيات من سورة البقرة في أربعة مواضع في الآيات الآتية :-
1- (فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)   
2- (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم).
3- (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) .  
4- (إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
معنى الاسمين:
التواب : قال أبو سليمان الخطابي : هو الذي يتوب على عبده ويقبل توبته، كلما تكررت التوبة تكرر القبول.
وقال الحليمي :  هو المعيد إلى عبده فضل رحمته إذا هو رجع إلى طاعته، وندم على معصيته، فلا يحبط ما قدم من خير، ولا يمنعه ما وعد المطيعين من الإحسان. 
وقال ابن سعدي : وتوبة الله على عبده نوعان : توفيقه أولا، ثم قبوله للتوبة إذا اجتمعت شروطها ثانياً.
الرحيم : على وزن فعيل بمعنى فاعل، أي راحم، وبناء فعيل للمبالغة عالم وعليم، وقادر وقدير. والمعنى أنه المثيب على العمل فلا يضيع لعاملٍ عملاً، ولا يهدر لساع سعياً، وينيله بفضل رحمته من الثواب أضعاف عمله.
مناسبة وحكمة اقتران الاسم التواب بالرحيم:
       إذا تأملنا الآيات السابقة وجدنا أن التوبة موضوع أساسي في هذه الآيات، وقد صرح الله بذكرها في كل الآيات، فناسب تذييل الآيات بذكر اسم (التواب)، حثاً للعباد عليها، وترغيباً لهم فيها. واقترن اسم (الرحيم) مع (التواب) لأن التوبة بقسميها، سواء كانت التوفيق للتوبة، أو قبولها، فإن ذلك كله من رحمة الله (سبحانه وتعالى) بعباده، لأن بقاءهم على الذنب من غير توبة سبب للعقوبة.
ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل التوبة سبباً لدفع العقوبة عنهم. وفي هذا يقول ابن جرير الطبري  : وأما قوله: (الرحيم) فإنه يعني أنه المتفضل عليه مع التوبة بالرحمة، ورحمته إياه إقالة عثرته وصفحه عن عقوبة جرم.
 ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه لم يعاجلهم بالعقوبة بل أمهلهم ليتمكنوا من التوبة .
    قال أبو السعود في اقتران الاسمين : ((وفي الجمع بين الوصفينوعد بليغ للتائب بالإحسان مع العفو والغفران )). ومثله قال القاسمي.
      كما أن الآيات التي اقترن فيها الاسمان في غير سورة البقرة،  لم تخرج عن المعنى المذكور، فقد كانت التوبة موضوعاً أساسياً في الآيتين، وصرح بها تصريحاً، كما في سورة التوبة الآيتان: 104، 118.

المصادر والمراجع:
-شأن الدعاء ، تحقيق أحمد يوسف الدقاق ص 91 . 
-كتاب المنهاج في شعب الإيمان ، تحقيق حلمي محمد فوده 1/206 .. 
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 1/76. 
- الخطابي، شأن الدعاء، تحقيق أحمد يوسف الدقاق ص 38، 39.
-والبيهقي، كتاب الأسماء والصفات، تحقيق عبد الله  بن محمد الحاشدي 1/1/135،137.
- وابن عثيمين، شرح العقيدة الواسطية 1/38.
-جامع البيان في تفسير القرآن 1/195.
- محمد رشيد رضا، تفسير المنار 1/321. 
- أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم  1/92. 
- محاسن التأويل  2/111.

No comments :

Post a Comment