مبادئ الإدارة في الاسلام والقرآن الكريم:
جاء
الإسلام دينا عاما شاملا،حيث احتوى على كل ما تحتاجه البشرية ،ماضيها وحاضرها
ومستقبلها وذلك من خلال دستورة العظيم ،كتاب الله العام الشامل المحتوي لكل تفاصيل
ودقائق الأمور ،معالجا كافه مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،فيه
من العلوم والمعارف ما يدهش الألباب ويحير العقول ،منه ما اكتشفه العلماء ومنه ما
هو مكنون ليبقى يشكل حافزا ودافعها للبشر للمزيد من العطاء والعمل والعلم والمعرفة
والتفكر في خلق الله.
إن
فيه الحلول الناجعة والوصفات الجاهزة لكل مشاكل الحياة ولكل ما يعترض حياة البشرية
من عقبات وصعاب فهو من عند خالق البشر الأعلم بأسرارهم وأحوالهم .
إن مصادر التشريع العظيم في الإسلام وخاصة
القران الكريم والسنه المطهرة قد احتوت
على كل تفاصيل نظم الحياة ومن ضمنها النظم الاداريه والقيادية ،ففيه من التنظيمات
الادارية والقيادية ما يناسب كل زمان ومكان ،بل فيه تفاصيل لمستويات إداريه متقدمه
تطمح البشرية المعاصرة الوصول إليها؛ وذلك لأن الإدارة الاسلامية هي إدارة ربانية
خالصة ليس فيها عيب ولا شائبة وفيها الحلول من كل العقبات التي تواجهها الإدارة
الحديثة.
و قيادة
الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لكل الأمور كانت قيادة إداريه وإن إدارته كانت
قيادية؛لذا يصعب فصل القيادة عن الإدارة في الإسلام من جميع النواحي والتفاصيل.
و الإدارة الاسلامية هي:تنظيم وإدارة
القوى البشرية لتحقيق أهداف الدولة الاسلامية في إطار أحكام الشرع
" .
و
ان معاني الإدارة الاسلامية قد تجلت في الصور التالية :
-التعاون في الوصول الى حكم الشرع.
- محاوله كشف الأخطاء الملازمة لإدارة .
- الوصول إلى الحل السليم فيما يستجد من
أمور.
مبادئ الإدارة في القران الكريم :
القرآن الكريم هو دستور
البشرية الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،وباستعراضنا لكثير
من آيات القران الكريم نجد أن فيها مبادئ إدارية لا غنى للإنسان عنها مهما كان نوع
المنظمة أو الشركة أو المؤسسة التي يعمل بها أو يرأسها ومهما كان حجمها.
ومن
مبادئ الإدارة الاسلامية التي نجدها في القرآن الكريم ما يمكن أن نوجزه بما يلي:
الاستقامة :
إنه
سلوك حسن ومطلب لا غنى عنه للمدير أو القائد ، وقد طلبه الله عز وجل من عباده في
آيات كثيرة محكمة في كتابه العزيز ليكون نهجهم وطريقهم في إدارة مؤسساتهم
ومرؤوسيهم ، حيث قال الله العظيم :(اهدنا
الصراط المستقيم)أي المنهج الصحيح والطريق القويم في الحكم
والإدارة والقيادة والاقتصاد والمعاملات ....الخ من مناحي الحياة المختلفة .
الاعتدال والوسطية :
انه
مبدأ الإسلام الذي أراده الله لهذه الأمة ، وهو الوسطية والاعتدال وعدم الغلو
والتطرف وعدم النزوع إلى التعصب ، ففي الإسلام لا إفراط ولا تفريط ،وفي ذلك يقول
الله الكريم :"وكذلك جعلناكم أمة وسطا "
،البقرة 143 .
الخشية من الله ومراقبته في السر
والعلن :
الخشية
:هو خلق يولد في نفس الإنسان المسلم حُسنَ أداء العمل وإتقان الواجب والبعد عن
الغش والخداع والتدليس والكذب والمراوغة؛لأنه يعلم انه سوف يحاسب على عمله أمام
الله عز وجل ، قال الله الرحيم :" الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم
وأنهم إليه راجعون " البقرة 46.
معرفه المرؤوسين ومحاسبتهم حسب
أعمالهم :
إنه
مطلب هام من مطالب الإدارة المعاصرة ، وهو ما يسمى (وضع
الرجل المناسب في المكان المناسب )
واستخدام الكفاءات القادرة النشيطة الفاعلة وذلك لزيادة الإنتاج وضمان إتقان العمل
،إضافة إلى أن المدير الناجح هو الذي يعرف أفراده ولا يكلفهم ما لا يطيقون ويحترم
قدراتهم وطاقاتهم وينمي مواهبهم ويتعامل معهم على هذا الأساس ،قال
الله الجليل :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )البقرة
286.
الإخلاص وأداء الامانه :
ان
أداء العمل بإتقان والإخلاص فيه هو أمانة ،وواجب على العامل والمدير والمسؤول
والقائد بغض النظر عن موقعه ومركزه الوظيفي؛ لأن قاعدة الإسلام هي "كلكم
راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ، قال
الله الرحمن :"ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات الى أهلها "النساء
58،وإتقان العمل والإخلاص فيه ،تعود منفعته على الجميع على المدير والعامل من خلال
زيادة الإنتاج وتحقيق المزيد من المنفعة سواء كانت منفعة مادية أم معنوية .
العدل:
العدل
صفة هامة لا غنى للمدير أو القائد عنها وهي معاملة أتباعه بالعدل وعدم التمييز
بينهم لأن في ذلك طمأنينة لنفوسهم واستقرارهم في أعمالهم وفيها احترام وتوقير لهم
وهي من الأسس الهامة التي ركزت عليها الإدارة الحديثة . قال
الله العدل :" وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل "
النساء 58،
الشورى وأخذ الرأي :
أثبتت
الدراسات الادارية بأن أفضل أنواع الإدارة والقيادة هي الإدارة الشورية
الديمقراطية التي يتطارح فيها الرئيس والمرؤوس الآراء وصولا إلى القرار الصائب
الناجح الذي يساعد على تحقيق الهدف بأقل التكاليف وبأقصر الطرق ، وقد جاء القران
الكريم بهذا المبدأ الإداري القيادي بقول
الله الخبير:" وشاورهم في الأمر " آل
عمران 159، وكذلك في قول الله الكبير:" وأمرهم شورى بينهم
" .
الرحمة ولين الجانب :
ما
أعظم هذة الصفة وما أروعها ،إن العملية الادارية تتطلب لين الجانب والبعد عن
الغلظة والجفاء ،فلا يجدر بمن حمله الله مسؤولية العباد أن يعيش بعيدا عنهم مجافيا
لهم ،بل لابد من التقرب إليهم وملاطفتهم والسؤال عن أحوالهم العائلية والاسرية
والمادية والصحية ، وفي ذلك زيادة للمحبة والتالف، قال
الله العليم :"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
الأعراف 35 .
التواضع :
إن
الرحمة تقود الى التواضع ،فالقائد صاحب القلب الرحيم اللين الجانب يكون متواضعا
لموظفيه ومرؤوسيه وعماله يجالسهم ويخالطهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم ، وهذا ما
جسده القائد العظيم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في سيرته العطرة وتعامله مع
أصحابه.
الكفآة:
لا
شك أن هذا المبدأ هو سبب تقدم وتطور وازدهار المنظمات والأعمال ، والكفاءة اليوم
هي عنصر هام من عناصر الإدارة المعاصرة لأن عالم الأعمال اليوم لا يقوم إلا بإتقان
الأعمال من خلال الخبرة والمعرفة والثقافة والتخصص فيها ، وقد ركز ديننا الحنيف
على أن يكون الشخص قادرا كفؤا في إنجاز عمله حيث يقول
الله العزيز : " ان خير من استأجرت القوي الأمين ".
الأجر على قدر العمل :
هذا
ما بدأت تنحو إليه الإدارة الحديثة ، وهو مبدأ الثواب والعقاب والمكافأة حسب
النشاط في العمل وبقدر الإنجاز الذي يتحقق ، ولهذا المبدأ في ديننا الحنيف حضور
كبير من خلال الآيات العظيمة في كتاب الله العزيز ومنها قول
الله البارئ:"ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون "
الأحقاف 19.
المصادر
والمراجع:
-فوزي
كمال ادهم ، الإدارة الاسلاميه ، دار النفائس ، 2001 .
-حزام
بن ماطر المطيري ،الإدارة الاسلاميه المنهج والممارسة ،مكتبه الرشد ،الرياض ،2004.
-محمد
سليم العوا ، في النظام السياسي للدولة الاسلاميه ، المكتب المصري الحديث ، ط3
،1979.
-نزار
عبد اللطيف الحديثي ، محاضرات في التاريخ العربي،بغداد 1979.
-المجلة
الثقافية ،العدد 70،أيار 2007 ،الجامعة الاردنيه ،عمان .
-زهاء
الدين عبيدات ،القيادة والإدارة التربوية في الإسلام ، دار البيارق ، عمان ، 2001.
-علي
محمد منصور ، مبادئ الإدارة (الأسس والمفاهيم )، مجموعه النيل العربية ، القاهرة،
1999.
-أحمد
عبد ربه بصبوص ، فن القيادة في الإسلام ، مكتبة المنار، الزرقاء الأردن ، 1989 .
-محمد
عبد الفتاح ياغي ، الأخلاقيات في الإدارة ، عمان ، 1995.
-توفيق سلطان اليوزبكي، دراسات في النظم العربية والإسلامية ،جامعه الموصل ،1988.
جزاك الله خيراً، أنصحك بالإطلاع على مبادئ علم الإدارة الحديثة، ما تقدمت به ربما يتركز حول صفات القيادة.
ReplyDeleteوتقبل مروري