Sunday, January 17, 2016

النموذج النبوي في الإدارة بناء المسجد والمؤآخاة و إصدار(الوثيقة) الدستور و تشكيل الجهاز الإداري (الكتاب)



النموذج النبوي في الإدارة بناء المسجد والمؤآخاة و إصدار(الوثيقة) الدستور و تشكيل الجهاز الإداري (الكتاب):
 لقد مهّد النبي محمد عليه الصلاة والسلام بهجرته إلى المدينة المنورة الطريق لإقامه وبناء الدولة الاسلامية بشكل فعلي والبدء بتنفيذ الخطوات الرئيسية لإقامتها.
وبما أن الدول لا تقوم ولا تبنى الا بشروط واضحة ومحددة ، فقد أدرك النبي محمد عليه الصلاة والسلام أن إقامتها في مكة أمر مستحيل ،لذا كان لابد من البحث عن مكان آمن ، فاختار له الله سبحانه وتعالى الهجرة إلى طيبة الطيبة المدينة المنورة التي كانت تسمى يثرب لتكون نقطة البدء في انتشار الإسلام وإقامه كيانه العزيز .
إن الأسلوب والطريقة التي استخدمها النبي محمد عليه الصلاة والسلام في بناء الدولة تدل على القيادة الادارية الناجحة الذكية.
 فقد استخدم النبي محمد عليه الصلاة والسلام أسلوبا مبنيا على التسلسل المنطقي والتدرج في البناء ليحظى بالقبول والدعم ولا يكون محل استهجان واستغراب ونفور.
و الخطوات العملية التي قام بها النبي محمد عليه الصلاة والسلام كبناء المسجد والموآخاة وإعلان الدستور وغيرها... هي  تنفيذ لمخطط إداري عظيم مبني على أسس ووظائف الإدارة كلها من تخطيط وتنظيم وتوظيف وتنسيق ...
وقد تجلت وظهرت هذة الوظائف في كافه مراحل بناء الدولة وسنرى ذلك بوضوح من خلال استعراضنا لما قام به النبي محمد عليه الصلاة والسلام من إجراءات وخطوات .
الخطوة الأولى :بناء المسجد :
أدرك النبي محمد عليه الصلاة والسلام أهميه بناء المؤسسات السياسية والادارية والاجتماعية والمالية وغيرها ،وقد أدرك النبي محمد عليه الصلاة والسلام بثاقب بصيرته أهمية المسجد كمكان للعبادة أولا لترسيخ وتقوية جذور هذا الدين الجديد في نفوس الناس و ثانيا جامعة للعلوم المختلفة ينهلون منها معارفهم وعلومهم عن دينهم ولغتهم ويستمعون فيه لمحاضرات معلمهم وأستاذهم الأول النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
إضافة إلى استخدامه كمقر ومركز لحكومته وبرلمانا للتشاور في شؤون المسلمين العامة،إضافة إلى استخدامه كمقر لقيادة الجيش الإسلامي تعقد فيه ألوية الجهاد وترسل منه البعوث والجيوش ، وكذلك كان داراً للقضاء ونزلا لاستقبال الوفود والرسل القادمين إلى رسول الله النبي محمد عليه الصلاة والسلام .
لقد كان المسجد خطوة هامة من خطوات بناء المجتمع الجديد ينصهر فيها جميع المؤمنين في بوتقة الإسلام  لا فرق بينهم إلا بالتقوى.
لقد لعب المسجد دورا سياسيا وإداريا ودينيا كبيرا يدل على أهمية رسالته ودورها في بناء الأمة،وهذا ما تحتاج إليه أمتنا في حاضرها وهو تفعيل دور المسجد كجامعة ومدرسة وأداة للنهوض بالأمة من كبوتها .
الخطوة الثانية :المؤاخاة :
إن التآلف الاجتماعي ضرورة لا غنى عنها لإقامة المجتمعات الخالية من الأحقاد والأضغان والتناحر والفرقة ،ولا يكون ذلك إلا بصهر أعضاء المجتمع كلهم في بوتقة فكرية واحدة وتلاقيهم على هدف واحد وغاية سامية مشتركة، وهذا ما أدركه النبي محمد عليه الصلاة والسلام كأساس لبناء المجتمع الجديد. 
 فعمد النبي محمد عليه الصلاة والسلام لأسلوب التآخي بين جميع أفراد المجتمع من قادمين جدد(مهاجرين )وبين أصحاب الأرض (الأنصار ) حيث أمرهم النبي محمد عليه الصلاة والسلام بذلك فقال :" تآخوا في الله أخوين " .
لقد كان لنظام التآخي فوائد جمة ساهمت في بناء وتقويه أركان الدولة الجديدة ،حيث يرى كثير من الباحثين والمؤرخين أن هذا النظام انطوى على فوائد اقتصادية وسياسية وروحية وفكرية ودينية ، إضافة إلى فائدته الاجتماعية العظيمة ،حيث شكل هذا النظام تعويضا للمهاجرين عما فقدوه من أموال ومساكن وأزواج.
وخوفا من أن تبقى في النفوس غصة من جراء ذلك فقد اقتسموا هم وأخوتهم من الأنصار الأملاك والأموال بل حتى الزوجات،وفي ذلك أيضا إيثار وتعالي على للذات وتسامي على كل الروابط إلا رابطه العقيدة التي ألفت بين الأبيض والأسود وبين العربي والعجمي فكانت هي أساس الترابط ولاشيء غيرها .
الخطوة الثالثة :إصدار(الوثيقة) الدستور :
الوثيقة (الدستور): سماها بعض المفكرين والمؤرخين (الدستور الأول) حيث لا يمكن أن تتصور دولة بلا دستور.
هذه الوثيقة نظرة ثاقبة وخطوة عظيمة لتحديد معالم النظام السياسي الجديد، هذا الدستور نظم العلاقة بين المسلمين بعضهم ببعض وكذلك علاقتهم مع غيرهم مثل اليهود.
أعطت هذه الوثيقة الرسول النبي محمد عليه الصلاة والسلام مكانة متميزة كزعيم سياسي ومرجع لكل من في المدينة.  
وبالرغم من وجود (الدستور) إلا أن الرسول  النبي محمد عليه الصلاة والسلام كان لا يستأثر برأيه لوحده حيث كان يشاور أصحابه في معظم الأمور امتثالا لقولة تعالى: "وأمرهم شورى بينهم ". 
وكذلك نظمت (الوثيقة)أمور القضاء والسلطة القضائية وكيفية حل الخلافات والمنازعات وذلك طاعة للرسول النبي محمد عليه الصلاة والسلام وامتثالا لأمر الله بطاعة رسوله وأولي الأمر.
أما أهم البنود الادارية والسياسية التي احتوتها هذة الوثيقة فهي:
1.إن المسلمين من أهل يثرب ومن قريش كل من لحق بهم أمة واحدة .
2.إن المؤمنين بعضهم موالي بعض من دون الناس .
3.إن المؤمنين كلهم يد على من بغى ولو كان ولد احدهم .
4.أنه من تبعنا من اليهود له النصرة والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم.
5.لا ينبغي لمشرك أن يجير مالا او نفسا لقريش ولا يحول دونه على مؤمن .
6.إن أي خلاف مرده إلى الله ورسوله .
هذا وقد اشتملت الوثيقة(الدستور ) أيضا على بعض البنود التي تنظم أمور الأسرى والقصاص والديه وحفظ الجوار وكيفيه التعامل مع المظلومين وعقد الصلح .... وغير ذلك من الأمور الإدارية والتنظيمية والسياسية والتي تدل على سعة أفق النبي النبي محمد عليه الصلاة والسلام واهتمامه ببناء المجتمع المنظم الذي تحكمه إدارة ناجحة كفؤة.
الخطوة الرابعة:تشكيل الجهاز الإداري (الكّتاب):  
لقد عين الرسول النبي محمد عليه الصلاة والسلام من يرعى شؤون الأمة ويقوم بإدارتها وهذا ما يسمى (بالتنظيم الإداري) الذي سمي سابقا (بالكتابة) وهي مرحلة متقدمة في بناء الدولة. وبذلك وضع الرسول النبي محمد عليه الصلاة والسلام الأسس الأولى لبناء الدولة الإسلامية الجديدة ،ونظَّم علاقات الناس فيما بينهم وجعل منهم أمة واحدة عقيدتها واحدة دينها واحد دستورها القرآن الكريم تطيع أوامر قائدها المنبثقة من وحي إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،لا ينطق عن الهوى لأنه وحي من عند الله.
وبذلك يكون الرسول النبي محمد عليه الصلاة والسلام قد أنشأ دولة الحضارة العربية الإسلامية وهو شيء لم يناله العرب من قبل. 
ولكن يجب أن لا يغيب عن بالنا بأن القائد وما يتمتع به من صفات هو علامة الدولة وميزتها الرئيسية، والدولة الجديدة برئاسة القائد العظيم محمد النبي محمد عليه الصلاة والسلام كانت سمتها الإشراق والعظمة نظراً لما يتمتع به قائدها من صفات لم يتمتع بها أحد قبله ولا بعده.
ومن الأشياء التي كان لها كبير الأثر في صنع الدولة الإسلامية - وهي جزء مما كان يتمتع به محمد النبي محمد عليه الصلاة والسلام - هو الحق الذي ساد في أرجاءها والعدل والمساواة واحترام حقوق الناس والابتعاد عن التعصب والغلو والتطرف وغيرها الكثير،من الصفات والمعاني التي اتسمت بها الدولة الإسلامية والفكر السياسي الإسلامي الأول وهي أيضا جزء مما نادى به الإسلام كأسس قوية لبناء أي دولة أو نظام سياسي.
المصادر والمراجع:
- محمد سليم العوا ، في النظام السياسي للدولة الاسلاميه ، المكتب المصري الحديث ، ط3 ،1979.
- توفيق سلطان اليوزبكي، دراسات في النظم العربية والإسلامية ،جامعه الموصل ،1988.
- فوزي كمال ادهم ، الإدارة الاسلاميه ، دار النفائس ، 2001.
- انظر: نص الوثيقة في: د. نزار عبد اللطيف الحديثي، محاضرات في التاريخ العربي، بغداد، 1979، ص97-101.
- عبد السلام أبو قحف ،أساسيات التنظيم والإدارة ، دار الجامعه الجديدة ، الإسكندرية ،2003.
- عبد المعطي محمد عساف،  مبادئ الاداره ،المفاهيم والاتجاهات ألحديثه، مكتبة المحتسب ، عمان ، 1994.
-زهاء الدين عبيدات ،القيادة والإدارة التربوية في الإسلام ، دار البيارق ، عمان ، 2001.
- أساسيات في القيادة والإدارة النموذج الإسلامي في القيادة والإدارة هايل عبد المولى طشطوش،دار الكندي،الطبعة الأولى 2008.

2 comments :



  1. Hi,

    i'm imane from Neuvoo i already contaced you about discussing with you if there is a possibility to add our link om.neuvoo.com on your website.

    Neuvoo is a job search engine that offers over 19 000 jobs in UAE and 49 other contries for free ,and it will help you to increase your website's traffic and give more service to your visitors

    please let me kow if you are interessted and feel free to contact me any time if you need some help.

    Have a Wonderful day and I am looking forward to hear from you soon!

    Best regards,

    Imane ELMKADEM
    call's agent Neuvoo
    Phone: +41 21 5880667
    Mail: imane@neuvoo.com

    ReplyDelete