Thursday, March 13, 2014

واقع المرأة الغربية

واقع المرأة الغربية:
إغفال النظر في حقيقة واقع المرأة الغربية أمر يقع فيه كثير ممن يمعنون النظر في واقع المرأة العربية المسلمة، ذلك بأنهم يسيرون على طريق تغريب المرأة التي بدورها تُغَرِّب الأسرة فَيَتَغَرب المجتمع.
لقد حصلت المرأة الغربية على عدد من الحقوق في المجتمع الغربي، وهذا في نظرهم إنجاز كبير، لأن مكانتها قبل ذلك كانت في الحضيض وفي أسفل سافلين.
وبرغم ما توصلت المرأة الغربية له فإن واقعها الحقيقي ملئ بالمهانة والذل والاستقواء عليها والعبودية باسم الحرية والتحرر.

وفيما يلي عرض لذلك وبيان وتوضيح:

إن الغرب الذي ابتعد عن فطرة الله تعالى وتمرد على شرائع المرسلين تعاني فيه المرأة ظلماً عظيماً.
ولا يغرنك تطاول الأدعياء الذين يريدون للمسلمة اللحاق بنظيرتها في بلاد الغرب.
 فكم من رجل وامرأة في تلك البلاد يدعو الآن إلى عودة المرأة إلى بيتها، والالتزام بالنفقة عليها.
 وكم من مأساة تعيشها المرأة هناك!!
حوادث الاغتصاب وجرائم انتهاك العرض ـ العنف المنتظم ـ اضطرارها إلى ممارسة أعمال لا تليق بها ـ كثرة اللقطاء وأولاد السفاح ـ عقوق الأبناء للآباء والأمهات حتى قد تضطر المرأة العجوز إلى العمل في بعض المطاعم والكافيتريات لا لحاجتها إلى العمل وإنما للكلام مع الناس حتى لا تصاب بالاكتئاب!!
تقول بعض النساء الغربيات: من أهـم أسباب تفكك الأسرة في الغرب كثرة الطلاق وارتفاع نسبته، وقلة الزواج؛ فالكثير لا يتزوج، ومن آثار هذا التفكك الآثار السلبية على الأطفال الذين يقعون ضحية للطلاق، ومن مظاهر التفكك كثرة الأمهات العزاب التي يكون لديهن أطفال من غير زواج، ولكن من علاقات غير مشروعة، وعدد هؤلاء في ارتفاع مع ما يواجهن من صعوبات في تربية الأطفال وفقدان للعطف والرعاية من الآباء.(1)

إن المرأة المسلمة لا تعاني مما تعاني منه المرأة الغربية عموماً، فمشكلاتها غير مشكلاتها وواقعها غير واقعها، وأضرب على ذلك أمثلة:
- المرأة الغربية تعاني من الإهمال والعقوق إذا تجاوزت حد الشباب.  
- المرأة الغربية تعاني من عنف متعمَّد من قبل الرجال:
تقول الإحصائيات:
*تقع في الولايات المتحدة أكثر من عشرين ألف جريمة سنويّاً، بمعدل جريمة واحدة كل 25 دقيقة.
 *وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الصناعية في عدد حالات الاغتصاب المسجلة رسميّاً، أما جرائم تعاطي المخدرات: فعددها مليون جريمة سنويّاً، وتتزايد فيها حالات تعاطي الكوكايين والماراجوانا.
* كذلك تشيع في المجتمع الممارسات الجنسية غير الشرعية، إذ تصاب! فتاة واحدة من بين كل عشر فتيات بين سن الـ 15 والـ 19 بأعراض الحمل نتيجة الممارسة الجنسية غير المشروعة.
كذلك تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى من بين الدول الصناعية في عدد حالات الإصابة بالإيدز، ولقد مات بسبب هذا المرض أكثر من 130.000 أمريكي، وقبل حلول عام 1993م أصيب أكثر من 480.000 أمريكي بالمرض نفسه (2)
- المرأة الغربية قد استعملت كسلعة يستعان بها في الدعاية والإعلان والترويج للمنتجات.
- المرأة الغربية سلبت شخصيتها وقطعت نسبتها إلى أبيها وانتقلت إلى زوجها(3).
إن واقع المرأة الغربية الحقيقي هو أنها استغلت أبشع استغلال للكسب المادي والتجاري والمالي الشرعي وغير الشرعي، وأصبحت سلعة تباع وتشترى وتعرض باسم التحرر.
لا أنكر أن المرأة الغربية كسبت حقوق لها منها عدم ضربها وعقوبة ذلك إلا أن ضربها منتشر ، وكسبت العمل في الوظائف والتجارة، وهذا أيضا موجود لدى المسلمين، وكسبت المرأة الغربية الوصول إلى التوظف بالوزارة وهذا أيضا موجود عند المرأة المسلمة، و كسبت المرأة الغربية حق التعليم وحق التعبير عن الرأي وحق الأمومة وهذه موجودة أصلا عند المرأة المسلمة...

في الحقيقة نظرة الآخرين للمرأة المسلمة وتكبير الأمور الصغير وتضخيمها والبكاء عليها والصراخ والعويل إنما هو خطوة لإخراج المرأة المسلمة من العفة والطهارة إلى الإباحية والعهر وبيع الجسد، وخطوة لإخراج المرأة المسلمة من فطرتها وما خلقها الله عليها إلى عبث الشيطان وشهوات الرجال المفسدين والنساء المفسدات.

الطريق الصحيح هو قيام الرجال والنساء بأمر الله في الواجبات وإعطاء الحقوق بالعدل والإحسان والرحمة، وعدم الظلم والتعدي والإذلال.

للمرأة حقوقها في الإسلام كفلها الإسلام لها  ودعا إلى إعطائها وأوجب أن تنال المرأة حقوقها وأضاف أمورا كثيرة برعايتها وحسن التعامل معها وطيب الكلام معها وحسن معاشرتها ونصرتها على ضوء الإسلام بالشريعة المطهرة.

وما نجده من خلل في التعامل مع المرأة المسلمة ليس مرده الإسلام إنما مرده المسلمون الذين انحرفوا عن هدي القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وسيرته الشريفة .
هذا الانحراف أجلب كثيرا من التضييق والتشديد على المرأة المسلمة.
وانحراف آخر وقع به المسلمون فبدلا أن يرجعوا لصفاء السنة ولنور القرآن وعطر السيرة ولوا وجوهم تجاه الغرب فأرادوا أن يعطوا المرأة المسلمة كما للمرأة الغربية وأرادوا أن يحرروها لتصبح سلعة تعرض وتباع وتشترى وتغتصب وتمتهن وغير ذلك ...

والأولى هو إعطاء حقوق المرأة المسلمة من دينها وقرآنها وسنة نبيها وسيرته الشريفة وتعامله مع النساء ففيه أدلة كثيرة وواضحة على ذلك...
والله أعلم.

المصادر:
1- ندوة عن واقع المرأة في الغرب ـ أشرف على إعدادها وترجمتها براق البياتي ـ مجلة البيان ـ العدد 150 ـ صفر 1421
2- السقوط من الداخل/ د. محمد سعود البشر/ ص 38
3- مكانة المرأة في الإسلام،عبد الحي يوسف ص8

No comments :

Post a Comment