Friday, March 21, 2014

(الحمد لله) وقفة إيمانية وحقيقة واقعية



(الحمد لله) وقفة إيمانية وحقيقة واقعية :
إن نعم الله التي تغمر الإنسان كل وقته وكل عمره وكل أموره كثيرة وكثيرة جدا، والعاقل من يعترف بذلك فيحمد الله ويشكره، والحمد والشكر آكد على المسلم لأنه يعرف به جيدا ويعلم أن كل ما في الوجود فبفضل الله وكل ما يصيب المسلم فمن الله.
فيقول : الحمد لله ،لأنه عرف أن رحمة الله سارية في سائر العوالم.
 ولقد علمتَ أن كل من أنعم عليه بنعمة يشكر مسديها، فالولد يشكر أبويه على التربية، والضعيف الذليل يشكر القادر الشجاع الذي أنقذه من الذلة، والمتعلم يشكر العالم الذي أسبغ عليه نعمة المعلم.
إن الأمم كالأفراد؛ فإننا نرى كل أمة تمجد وتمدح وتحمد رجالها الذين أفادوها ورقوا صناعتها وتجارتها وثروتها في التاريخ والمجامع، وكذلك شجعانها الأبطال وأبطالها الأقوياء، وكذلك أنبيائها وحكمائها وعلمائها الذين نوروها بنعمة العلم والدين.
فهذه نعم واصلة من المحسنين والشجعان والعلماء إلى الأمم فاستحقوا بذلك الشكر على أفعالهم وأعمالهم وما قدموه.
والشكر يكون:
 بالقلب
 ثم بالجوارح، وأهمها اللسان،
فينطق بالحمد: وهو الثناء بالجميل لأجل النعمة الواصلة بالاختيار من المنعمين.
يجيش في نفس القارئ تلك الرحمات العامة، فيشكر مسديها بقلبه وجوارحه.
وهذه الرحمات قسمان:
1-رحمات واصلة على أيدي الناس: كالوالدين والشجعان والعلماء والأنبياء والمحسنين،
 2-ورحمات واصلة من غيرهم: كإشراق الشمس ونعمة السجاب وجريان الماء وعجائب النبات وجمال الطبيعة وبهاء النجوم، وهذه النعم والرحمات بقسميها ليس لها مصدر إلا الله تعالى.
ولا شك أن الحمد والشكر والثناء إنما يكون للمحسن الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى، صاحب الفضل والجود والكرم.
فإذا مدحنا الوالدين وحمدنا الشجعان وشكرنا العلماء وأثنينا على الأنبياء ، فالحمد والمدح والشكر والثناء لله تعالى لأنه مولي هذه النعم ومعطي هذا الجود.
 ومن تمعن في مخلوقات الله وتدبيره يعظم في قلب المسلم حب الله ويزداد إيمانه ويتملك عليه قلبه وروحه ونفسه.
فالحمد لله أولا وآخرا.
والله أعلم.

No comments :

Post a Comment