Saturday, March 29, 2014

قم فأنذر: وقفة تدبر وتأمل

(قم فأنذر) /المدثر:2/

(قم) أمر بالنهوض من السبات، والصعود للأعالي من وهاد الانحطاط، والترفع عن الدنايا إلى معالي الأمور.
(قم) تحتاج لهمة ترتفع بها من مستنقعات الرذيلة، وتستنهض بها نفسك من ظلمات الخطيئة، وتتزود بها وقودا للنجاح في الأمور الدنيوية والأخروية.
(قم) تتطلب منك النظر البصير الصحيح لما يجري في نفسك فتنزع عنها سيئات الأخلاق، وأوساخ الخطيئات، وتتطلب منك النظر لما حولك لترى الأخطاء فتتجنبها وتصلحها بـ(فأنذر)

(أنذر)
دعوة لرفض الفساد الخلقي والفساد الفكري والفساد السياسي والاجتماعي.
دعوة لتحرير الإنسان من أغلال الأخلاق المنحطة، ومن قيود الظلم الضيقة، ومن تقاليد المجتمع الظالمة.
أنذر الآخرين بالإيمان الصحيح وادعوهم لله تعالى وتقرب لهم بقدوة حسنة تحبب لهم دعوتك وتيسر لهم النهوض مما هم فيه.
أنذر القلب بأن تعلقه مع غير الله لا يفيد، وانذر النفس بأن استرسالها في الشهوات لا ينفع، وأنذر العقل بأن إلحاده لا يستمر.
أنذر نفسك بوجود الله وكمال قدرته وعلمه.
وأنذر أهلك بالسير على الطريق المستقيم.
وأنذر مجتمعك بالالتفاف حول معين القرآن الكريم.

(قم فأنذر)
فيها الشجاعة في قول الحق ، والوقوف بوجه الظلم.
فيها مجابهة المستبد والمنحرف ملك رئيسعالم سوء
بين (قم) و(أنذر) (فاء) وهي تدل على توالي العمل وتتابع الفعل، فلا راحة ولا ضياع وقت،فالأمر جد لا هزل فيه، والأمر صعب يحتاج لجهد، والأمر يعترضه عقبات تحتاج لإرادة وثبات لمواجهتها .

(قم فأنذر)
استجماع للقوة في محاربة العقائد الباطلة، والعادات الظالمة، والانقيادات للقادة المستبدة
(قم فأنذر)
وقوف بوجه الزعماء من ملوك ورؤساء ظالمين،سلبوا حريات الآخرين،وأودعوا المصلحين في ظلام السجون، وحاربوا الداعين للحق باتهامهم بالتخوين والإرهاب، وقاموا أمر الله بإتباعهم للنزوات والشهوات والمصالح الشخصية.

(قم فأنذر) من دون خوف،من دون رهبة، من دون تلكؤ، من دون تباطؤ، من دون تمهل.

(قم فأنذر)
بقوة وشجاعة، بحكمة وتعقل، برحمة وعطف، بحنان ورفق، بمسؤولية واعتدال.

حينما تشعر بالآلام تصيبك ، وبالأوجاع تدهمك فتذكر (قم فأنذر)
حينما تركن للراحة وتستسلم لليأس فتأمل في (قم فأنذر)

حينما تشعر بجنود الباطل وأعوان الظالم تتبعك وتهاجمك فقف أمامهم بمعاني(قم فأنذر).

No comments :

Post a Comment