Sunday, March 16, 2014

إنسانية المرأة في الإسلام وتمتعها بالحقوق والكرامة


إنسانية المرأة في الإسلام وتمتعها بالحقوق والكرامة:
الإسلام دين عظيم، أعرض عن مَن لم يفهمه، أو ذاك الذي يعرفه حقا لكن بالحقد والكراهية ناصبه العداء، أو هذا المخدوع بالغرب وبهرجته وبظاهرية الغرب المزين وهو في الحقيقة يعاني من أمراض اجتماعية فتاكة وأسقام مجتمعية قاتلة وآلام كبيرة وعميقة لا يشعر بها هو أو المفتون به لتكبر الأول وضعف وتخاذل الثاني.
الإسلام من منطلق الفطرة البشرية متوافق مع النفوس متآخ مع الأرواح متعانق مع العلم والمعرفة والمنطق والعقل.
ومن هنا فإن الإسلام أعطى للمرأة إنسانيتها ورفع من شانها ووقف معها مدافعا عنها، مشرعا لها ما يحميها وما يكون درعا لها من عوادي الزمن ومن شهوات الرجال المفسدين ومن أفكار طفولية المغرضين.
ولو أن الذي ينقد الإسلام بتعامله مع المرأة نقده على منهج الإنصاف ودرب الحق وقبول الحقيقة لزال عنه غشاوة الوهم المعشعش في عقله الذي أصابه صدأ الشبهات العقيمة الدليل التي لا وزن لها في ميزان الصواب والقسطاس.

وهنا سؤال يتعلق بالمرأة في الإسلام وهو:   
ما هو حال المرأة في الإسلام وما الذي صنع الإسلام لها ؟
ينبغي على كل امرأة مسلمة وعلى كل مسلم أن يعلم انه لم ولن تعرف المرأة كرامتها إلا في الإسلام فقد  أعاد الإسلام لها إنسانيتها وأعاد لها كرامتها في مواضع كثيرة :
أولاً :- في وحدة الأصل والمنشأ :
قال الله سبحانه وتعالى (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ))
وكما قال سبحانه وتعالى (( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء )).
ثانياً:- وحدة في العمل ووحدة في الجزاء:
 (( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ))
كما أعطاها الإسلام الأهلية في التصرف والتملك إذ قال تعالى (( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن )).
لاكما يفعل مَن لا دين له إذ يفرض على زوجته التي تعمل أن تعطيه راتبها لأنه أذن لها بالعمل، وهذا الأمر ليس له في الإسلام نصيب.

 من الجدير بالذكر أن الإسلام رعى المرأة في أحوالها الثلاثة بنتا وزوجة وأما :

أما كونها بنتا:
 فقد سماها رب العزة هبة وعطاء منه سبحانه وقدمها في الذكر رعاية لأمرها وصدق الله العظيم (( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور)) .
والجهلة من المسلمين في واقعنا يفعل فعل الجاهلية في تذمره وألمه إذا ولدت له أنثى؛ أو انه يهدد زوجته إذا ولدت له بنتا فهي طالق؛ ونسي هذا الإنسان أن الفعل هو فعل الله سبحانه وتعالى وليس فعل المرأة نفسها ، فليس للمرأة أي ذنب في هذا الأمر وفي هذا العطاء الذي يمنحه رب العزة سبحانه وتعالى .
 ثم ينبغي أن نعلم أن رعاية البنت باب إلى الجنة قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (( من رزقه الله أنثى ، فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها دخل بها الجنة ))  رواه أحمد وأبو داود .
كما قال عليه الصلاة والسلام:
(( من عال جاريتين حتى تبلغا كنت إنا وهو كهاتين في الجنة وجمع بين السبابة والوسطى )) رواة الترمذي ومسلم .

ثم المساواة في العطية إذ أوصى النبي علية الصلاة والسلام (( ساووا بين أولادكم في العطية ولو كنت مفضلا أحد لفضلت بين النساء )) رواة الطبراني .
 كما رعى الإسلام أمر المرأة وهي زوجة ولم يحرم إرادتها في الموافقة أو عدم الموافقة على النكاح:
 يقول النبي عليه الصلاة والسلام:" لا تنكح أي تتزوج الأيم أي الثيب حتى تُسْتَأْمَر أي يطلب أذنها ولا تزوج البكر حتى تُسْتَأْذَن قالوا يا رسول الله كيف إذنها ؟ قال أن تسكت".

 كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أعلنت البنت رفضها فالعقد باطل، على سبيل المثال جاءت إلى النبي علية الصلاة والسلام امرأة تقول (( يا رسول الله أن أبي يريد أن يزوجني من ابن أخيه ليدفع بي خسيسة - فهو أدنى منها حالا ومكانا -فجعل النبي علية الصلاة والسلام الأمر إليها فقالت: أجزت ما فعل أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للإباء من الأمر شيء".رواه أحمد وأبو داود.

 وقد أوصى الإسلام برعاية الزوجة (( أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم )) رواة الترمذي .
 وأما أن كانت المرأة أماً فحقها مقدم على حق الوالد بناءاً على قوله صلى الله علية وسلم (( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك)).
 بل جعل الإسلام الجنة عند قدم المرأة الصالحة أو الأم الصالحة ، ((جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام يسأله عن عمل يدخله الجنة ، قال ألك أم ؟ قال نعم ، قال إلزمها فإن الجنة عند قدمها تكتب لمن ذل لأمة وبر بها )) رواه الطبراني .

ما أعظم الإسلام وما أكبره وما أجله من دين .
وما أعظم محمدا وما أرأفه وما أرحمه من رسول ونبي.

لنرى عاداتنا وتقاليدنا ومعاملتنا مع المرأة فما وافق ما سبق قوله وذكره نقبله وأما ما خالف ذلك من عادات وتقاليد ورؤى وأفكار وتعامل فلنرمه جانبا ونتبع الحق ونسير على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.

No comments :

Post a Comment