Thursday, March 27, 2014

(يا أيها المدثر) وقفة تأملية



(يا أيها المدثر) /المدثر:1/
نداء من الله الكريم للرسول الرحيم، نداء لبث الرحمة ونشر العلم ونثر المعرفة.
نداء لترك الأوثان الحجرية، والأوثان البشرية، والأوثان الفكرية.
نداء للسير في طريق الحق، والمشي في درب الصراط .
نداء تتصل فيه الأرض بالسماء، ويلتف حوله أخيار الأرض، ويطوف به المصطفين للدعوة ولنشر الخير.

(يا) تصل كلمة الله بقلب الرسول وعقله لينشرها بين أصحابه ويبلغها للعالمين .

(أيها) منادى للرفع من شأنه والتسامي به عن رجال الأرض المنغمسين في مصالح الدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة، والارتفاع به إلى (قاب قوسين أو أدنى)

(المدثر) الذي تدثر لجلال سماعه لكلمات الله، وأحس بجبروت الله، ولامس رحمة الله، التي بعثت به حالة نزعت عنه آثار الدنيا ليتصل بحقائق الآخرة، وأخذت به من وهم هذه الحياة ليرى حقيقة الحياة الآخرة.

(يا أيها المدثر)
اتصال ما بعده انفصال، تقوية لروابط الإيمان، وشد لحبل الإسلام.
ارتقاء من مستنقعات الأخلاق الوضيعة لأعالي الأخلاق الرفيعة
سمو بالروح من ملصقات التراب للارتقاء بعالم الحقيقة والكمال.

(يا أيها المدثر)
تنبيه لأولي الألباب بأن جند الحق تتغلب على جند الباطل.
إشارة لأولي الأبصار أن نور العلم متغلب على ظلام الجهل.
إيماء لأولي العلم أنه بدون العبادة والتعلق بالله لا معنى للعلوم والمعارف.
لفتة لقوم يعقلون بأن الله يختار من عباده لنصرة الحق ونشر الإسلام وأنه لا نصرة للباطل مهما ظهر فلا بد أن يزول.

(يا أيها المدثر)  
بلاغ للعالم أن يلتذ بكلام الله ويستعذب آيات الله ويتفكر بالقرآن ويتدبره.
بيان للعالم أن العلم بلا تقوى ولا رحمة ولا حكمة سلاح خطير يقتل ويفتك وينشر الضرر والأذى  

(يا أيها المدثر)
إضاءة للمسلم بأن لا يمل من ذكر الله وقراءة كلامه، وأن يواظب على تدبر آيات الله، حتى يشعر بعظمة الله وبجلال الله وبجبروت الله وبرحمة الله.

(يا أيها المدثر)
فتح صفحة في حياة المسلم ليتصل بربه بعبادته وبحسن معاملة أهله وبطيب معاملته لمجتمعه، وبتحمل المسؤولية، والوقوف مع المصلحين ضد المفسدين، ومعاونة المظلومين.

No comments :

Post a Comment