Saturday, December 26, 2015

تنظيم القيادة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم -8- تطبيقات عملية نبوية في القيادة والأمن



تنظيم القيادة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم -8-( تطبيقات عملية نبوية في القيادة والأمن): 
لم تكن التعاليم الإسلامية ولا الإرشادات النبوية مجرد أقوال تقال وألفاظ تلفظ وأحاديث تنشر، بل كانت تطبيقا على أرض الواقع، وتعاليم مجسدة بأعمال مشاهدة محسوسة ملموسة لها آثارها المختلفة وتأثيراتها المتنوعة.
هكا هو حال التعاليم الإسلامية والنبوية طبقت في عهد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام أحسن تطبيق وحولت لأعمال مشاهدة أثرت في ذاك التاريخ وما بعده ليعصرنا هذا.
 وهذه بعض التطبيقات العملية النبوية في القيادة والأمن.

تطبيقات عملية نبوية في القيادة والأمن :
لقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قدوة لأصحابه فهو لم يأمرهم بشيء إلا كان هو أول مطبق له وما نهاهم عن شيء إلا كان من المبادرين للانتهاء عنه ، ومن الخطوات العملية التي اتبعها النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مجال القيادة و الأمن ما يلي: 

1.الدعوة السرية :
لقد بدأ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دعوته إلى الدين الجديد سرا وهذا كان السبب الرئيسي في نجاحها وتغلغلها الى أعماق المجتمع المكي رغم الصدود والمقاومة ،وما قام الصحابة الكرام من الكتمان والحرص على عدم إفشاء سر الدين الجديد يدل على ذلك ، حيث كتم على بن أبي طالب خبر إسلامه عن أبيه.وكتم عمر بن ياسر إسلامه عن والديه حتى عرفوا فأسلموا وكتموا إسلامهم، وكتم بلال الحبشي إسلامه عمن حوله، وكتم سعد بن أبي وقاص خبر اسلامه عن أهله، وكذلك فعلت فاطمة وزوجها وأخيها عبد الله ابنا عمر بن الخطاب خبر اسلامه عن أهلهم، وفعل ذلك غيرهم الكثير.

2. التخطيط السري  للهجرة  :
كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على أن يهاجر إلى المدينة دون أن يدري به أحد من كفار قريش فكان تخطيطه وتنفيذه في أعلى درجات السرية ، لدرجة أن أهل قريش تفاجئوا بالخبر وهذا ما سبب للرسول محمد صلى الله عليه وسلم النجاح في مهمته ووصوله سالما الى المدينة ، وكان كمن حوله من عائلة أبي بكر وكذلك علي بن أبي طالب أيضا شديدوا الحرص على عدم إفشاء وأذاعه أخبار الهجرة ، والقصة معروفه للجميع .

3. استخدام أسلوب الرسائل المكتومة :
وهو ابتكار نبوي هائل يدل على حرص النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على عدم إفشاء أمر المهمة حتى آخر لحظه وكذلك يدل على مبدأ الحاجة حسب المعرفة ، فلا يجوز إطلاع غير المعنيين على ما لا يهمهم من تفاصيل الخطة .
وهذا ما طبقه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما بعث سريه من المهاجرين بقيادة عبد الله بن جحش في مهمة استطلاعية وسلمه رسالة مكتومة  ومقفلة تحتوي على تفاصيل الخطة  وأمره أن لا يفتحها إلا بعد مسيرة مسافة معينه.
وهذا ما تفعله القيادات العسكرية في هذا العصر.

4.إخفاء القصد والغاية:
وهذا ما قام به النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما أراد ان يفتح مكة ، حيث أخفى الخبر عن أبي بكر وهو أقرب المقربين منه ،بل إنه أخفاه عن عائشة زوجته المقربة ،فقال لها :" جهزينا واخفي أمرك "،وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:" اللهم خذ من قريش الأخبار والعيون حتى نأتيهم بغتة " .
 وفي فتح مكة كانت إجراءات الأمن التي مارسها النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عالية المستوى،وهذا ما حقق المفاجأة للعدو وساهم في فتح مكة بسهوله ويسر ودون إراقه الدماء .  

5.استخدام العيون :
وهذا ما تم عندما أراد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن يفرق جمع القوى (قريش ، غطفان ،يهود بني قريضة) التي اتحدت ضده وتحالفت معاً على القضاء عليه في غزوة الخندق أو الأحزاب، فأرسل اليهم نعيم بن مسعود وقال له:" انما أنت رجل واحد فخذل عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة" ،فذهب إليهم نعيم بن مسعود وأخفى عنهم خبر إسلامه ،وكذلك فقد اخفى النبي الرسول القائد محمد صلى الله عليه وسلم خبر اسلام نعيم ،مما ساهم بقيامه بدوره بالتفريق بين القوى المتحدة ضد النبي ونزع ثقتهم بعضهم ، وكان لهذا الدور الأثر الأكبر في إفشال هذا التحالف.

6.دوريات الاستطلاع :
استخدم النبي الرسول القائد محمد صلى الله عليه وسلم هذه الدوريات بكثرة وذلك لأهميتها وكان مجمل واجباتها ما يلي:
- الحصول على المعلومات عن العدو.
-ومعرفه اخباره واسراره .
-  إشعار اليهود والمشركين بان المسلمين أقوياء ولديهم القدرة على الدفاع عن دينهم.
-  بالاضافه الى واجبها في التعرف على الطرق المحيطة بالمدينة والمؤدية إلى مكة وخاصة الطرق التجارية الهامة التي كانت  تستخدمها قريش في تجارتها بين الشام والحجاز .
-  بالاضافه التعرف على سكان هذه المناطق من القبائل وأقامه علاقات طيبه معها والتحالف معها وضمها الى جانب المسلمين.
 وقد كان من ابرز هذه الدوريات :
- سريه حمزة التي كان عددها 30 راكبا من المهاجرين .
- سريه عبيدة بن الحارث ،وكان قوامها 60 راكبا من المهاجرين .
- سريه سعد بن ابي وقاص، قوامها 8 أفراد من المهاجرين .
-غزوة ودان ، قوامها 200 راكب وكان قائدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
- غزوة بواط، قوامها 200 راكب والقائد هو محمد النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
-  غزوة العشيرة ، قوامها 200 راكب وقائدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
- سرية عبد الله بن جحش، قوامها 8 أفراد وقائده عبد الله بن جحش.

المصادر والمراجع:
 - رعد محمود احمد البرهاوي،  العيون والجواسيس في الدوله الاسلاميه ،  دار الكتاب ، اربد ،2005.
- محمود شيت خطاب ، الرسول القائد، منشورات مكتبة دار الحياة ،بيروت ، ط2، 1960.
- فهمي القدومي ، تنظيم القيادة في عهد الرسول ، مجله الاقصى ، العدد 773، تاريخ 1/12/1986.
- محمد جمال الدين محفوظ ، المدخل إلى العقيدة والاستراتيجية ألعسكريه الإسلامية ، الدار ألمصريه للكتاب ، القاهرة ، 1976.
-أكرم الديري، الجيش وتاثيراته في سياسه الدولة الاسلامية ،دار الكتاب الثقافي ،اربد ، 2003.

No comments :

Post a Comment