Friday, December 18, 2015

مبادئ الاستراتيجية العسكرية الحربية الاسلامية (5):ابتكار أسلوب جديد في المناورة والدفاع والقتال والهجوم

مبادئ الاستراتيجية العسكرية الحربية الاسلامية (5) (ابتكار أسلوب جديد في المناورة والدفاع والقتال والهجوم):

ما ستقرأه في هذا الموضوع هو أدلة قوية تؤكد وتوضح وتبين الاستراتيجية العسكرية الاسلامية، وتنوع مقدرتها واختلاف أشكالها، وأنها السباقة في كثير من الأمور وأن ما يطبقه الخبراء العسكريون ويعلمونه كله قد سبقه الإسلام ورسوله في تطبيقه وتنفيذه.

وهذا يؤكد أن الإسلام صالح لكل زمان وكل مكان، وهو مراع لمصلحة العباد، كما أن الإسلام داخل في جميع أنحاء الحياة من سياسة وحكم وحكومة و عسكرية ، والقائلون بغير ذلك كلامهم كريشة في مهب ريح، أو كذبابة تريد أن تحجب ضوء الشمس الساطعة.

ومبدأ أسلوب المناورة العسكرية القتالية يؤكد ما سبق ذكره.

مبدأ :أسلوب جديد ومبتكر في المناورة والدفاع والقتال والهجوم:
  استخدم الرسول القائد في قتاله مع أعدائه أساليب جديدة لم تكن معروفه بالنسبة لعدوه مما شكل مفاجأة لهم ساهمت في تقويض قوتهم وتحقيق النصر عليهم .

 حيث طبق (صلى الله عليه وسلم) في بدر  أسلوب القتال بالصفوف بعد أن كان عدوه قد اعتاد القتال بأسلوب الكر والفر، مما وفر له مزايا كثيرة عنهم، أولها المفاجأة ،وثانيها السيطرة على القوات ، بالإضافة إلى تأمين العمق والاحتياط للقطاعات ،وهو أسلوب عصري يتفق مع أساليب القتال المعاصرة .

 واستخدم أسلوب حفر الخندق حول المدينة ، وهو بذلك يطبق أسلوب التطويق التي تستعمله القوات المحاربة في العصر الحديث.

كذلك استخدم أسلوب قتال الشوارع وقتال المناطق المبنية وقتال الغابات والأحراش في غزواته المختلفة كغزوة بني النضير وبني قريضه وخيبر .

 وقد سبق النبي (صلى الله عليه وسلم) بذلك العلوم والفنون العسكرية الحديث التي أصبحت تدرس هذه الأساليب القتالية في مدارسها العسكرية المعاصرة . 

ومارس النبي صلى الله عليه وسلم مهارة عسكريه فذة وذلك بانتخاب المكان الآمن والاستراتيجي للقيادة مراعيا شروط انتخاب المقر كما هو الحال في فنون القتال الحديثة

 ومن فنون العسكرية الفذة التي طبقها النبي (صلى الله عليه وسلم) هو تقسيم الأعمال  والواجبات على المقاتلين وتجلى ذلك بحفر الخندق.

واستخدم أسلوب الكتمان من خلال الرسائل المكتوبة الذي تمارسه الجيوش الحديثة ، وطبق فن اختيار ساعة الصفر ، حيث اختار الهجوم فجرا  في غزوة بني المصطلق ، وهذا ما تطبقه القوات المتحاربة في العصر الحديث وذلك لأهميته ودورة الكبير في تحقيق عنصر المفاجأة  للعدو .

واستخدم المسلمون في قتالهم مع عدوهم أساليب مختلفة منها : ما طبقه الجيش الإسلامي في فتح العراق والشام :
حيث استخدم مناورة خطوط العمليات التي تؤدي إلى امن الأهداف المتناوبة.

 وكذلك مناورة القتال على الخطوط الداخلية و التقدم من محاور مختلفة من أجل الاقتراب من الهدف.

أو مناورة التقدم على خطوط غير متوقعه والظهور على الهدف من أماكن غير متوقعة بالنسبة للعدو ، كما فعل خالد بن الوليد في الظهور خلف جيش الروم أثناء اشتباكه مع  جيش المسلمين .

بالإضافة إلى استخدام أساليب قتاليه جديدة كاستخدام المسلمين أسلحة جديدة لم يعرفها العدو من قبل  كالدبابات والمنجنيق وكان  لذلك الأثر الكبير في تحقيق النصر .

تتداخل مبادئ ألاستراتيجيه العسكرية الإسلامية مع مبادئ الحرب التي طبقها النبي (صلى الله عليه وسلم) في حروبه وغزواته ؛وذلك لأن الاستراتيجية ما هي إلا الأساليب والطرق التي يتم من خلالها تحقيق الأهداف والغايات التي تؤمن بها العقيدة القتالية للأمة.

المراجع والمصادر:
- محمود شيت خطاب ، الرسول القائد، منشورات مكتبة دار الحياة ،بيروت ، ط2، 1960.
- احمد العدوان ، المعنويات مسؤولية كل قائد ، مجله الأقصى ، العدد 771، تاريخ ا/10/1986.
- نزار عبد اللطيف الحديثي ، محاضرات في التاريخ العربي،بغداد 1979.
- ب.هـ.ليدل هارت ،الاستراتيجيه وتاريخها في العالم ، تقديم اكرم الديري ،ترجمه الهيثم الايوبي ،دار الطليعه ،  بيروت ،1979.
- محمد بن عبد الوهاب، مختصر سيرة الرسول (ص) ، منشورات وزارة الأوقاف السعودية ، 1418هـ.
- احمد بن عثمان المزيد ، هدي محمد(صلى الله عليه وسلم ) ، مدار الوطن ، الرياض ، 2006.
- محمد جمال الدين محفوظ ، المدخل إلى العقيدة والاستراتيجية ألعسكريه الإسلامية ، الدار ألمصريه للكتاب ، القاهرة ، 1976.
- توفيق سلطان اليوزبكي، دراسات في النظم العربية والإسلامية ،جامعه الموصل ،1988.
- عبد الرحمن العيسوي ، علم النفس العسكري ،دار الراتب الجامعية ، بيروت ، 1999.

No comments :

Post a Comment