الكذب :
الكذب من كَذَبَ كِذْباً و كِذّاباً : أخبر
عن الشئ بخلاف ما هو عليه فى الواقع، وهو سلاح من أقوى وأشد أسلحة إبليس فى إفساد
بنى آدم , فهو البداية لكل معصية , فالكذوب يتعمد الكذب ليغطى ويمحو نقيصة قام بها
أو ليجمل سيئة فعلها , أو ليبرر ما يقوم به من أعمال الشيطان , لذلك فهو كما وصفة
الصادق الصدوق بأنه يؤدى إلى الفجور , لهذا فقد حاربه الاسلام وحرمه صيانه للفرد
والمجتمع من أخطارة وقضائاً على أقوى أسلحه إبليس اللعين .
وقد حرمه الله تعالى فقال : " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ",
وقال تعالى : " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا
لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ", وقال تعالى : " فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ", وقال تعالى :
" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ
كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى
لِلْمُتَكَبِّرِينَ " .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إن الصدق يهدى إلى البر , وإن البر يهدى إلى الجنه , وإن
الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً , وإن الكذب يهدى إلى الفجور , وإن الفجور
يهدى إلى النار , وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً " .
كما
أنه خصله من خصال النفاق , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً , ومن كانت فيه خصله منهن
كانت فيه خصله من نفاق حتى يدعها , إذا أؤتمن خان , وإذا حدث كذب , وإذا عاهد غدر
, وإذا خاصم فجر " .
وقيل : رأس المأثم الكذب وعمود الكذب البهتان
, أمران لا ينفكان من الكذب , كثرة المواعيد , وشدة الاعذار .
وقال الفضيل : ما من مضغة أحب إلى الله
تعالى من اللسان إذا كان صدوقاً ولا مضغة أبغض إلى الله تعالى من اللسان إذا كان
كذوباً .
لا يكـذب المـرء إلا من مـهـانـته*** أو
فـعـلـه السـؤ أو مـن قـلـه الادب
لبـعـض جـيـفـة كلب خير رائحة***من كذبة المرء
فى جد وفى لعب
ما يجوز من الكذب :
قال الامام النووى
رحمه الله :
إعلم
أن الكذب , وإن كان أصله محرماً , فيجوز فى بعض الاحوال بشروط , مختصر ذلك أن
الكلام وسيله إلى المقاصد , فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب
فيه.
وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب , ثم
إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا ، وإن كان واجبا ، كان الكذب
واجبا .
فإذا
اختفى مسلم من ظالم يريد قتله ، أو أخذ ماله وأخفى ماله وسئل إنسان عنه ، وجب
الكذب بإخفائه .
وكذا
لو كان عنده وديعة ، وأراد ظالم أخذها ، وجب الكذب بإخفائها . والأحوط في هذا كله
أن يوري .
ومعنى التورية : أن يقصد
بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذبا بالنسبة إليه ، وإن كان كاذبا في ظاهر اللفظ ،
وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب ، ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب ، فليس بحرام
في هذا الحال .
واستدل العلماء
بجواز الكذب في هذا الحال بحديث أم كلثوم رضي الله عنها، أنها سمعت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، فينمي خيرا أو يقول
خيرا )) , زاد مسلم في رواية : قالت أم كلثوم : ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول
الناس إلا في ثلاث، تعني : الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته ،
وحديث المرأة زوجها.
شركة ترميم بالرياض خدمات منزلية بالرياض شركة شحن بالرياض شركة تسليك مجاري بالرياض شركة فحص فلل بالرياض شركة فحص فلل منزلك
ReplyDelete