الصبر وإحتمال الأذى :
المؤمن يتحمل ويصبر على ما يجده من إخوانه
من جفاء وغلظة , وما يلقاه منهم من أذى وإساءة سواء بالقول أو الفعل , فهو يتحمل
كل ذلك إحتساباً عند الله وحفاظاً على الأخوة , قال تعالى : " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ".
يربي الله تبارك
وتعالى المجتمع المسلم على ما يسميه أصحاب علم الإجتماع بثقافة التسامح ,
فمن أخلاق المسلمين المؤمنين أن يقابلون الإساءة بالإحسان , لانه من خصائص النفوس
الكريمة إنها تحب من أحسن إليها , وعفا عنها , وبها تزول العداوة ويصير العدو ولى
حميم .
ولما كانت هذه
الخصلة تحتاج إلى مجاهدة ومثابرة , أتبعها الله بما من شأنه أن يدفع كل
عاقل إلى الإلتزام بها والإتصاف والتمسك بها , حتى يكون من أصحاب الحظ العظيم .
وهذه الصفة من أهم الصفات والسلوكيات التى تحافظ على وحدة
المجتمع وبقاؤه متماسكاً متفاعلاً , فلو ذهب كل فرد إلى الإنتقام لنفسه ممن
إساء إليه , ويدفع السيئة بمثلها لما إنتهى الدور , وعندها صبح المجتمع فى دوامة
من البطش والعنف .
No comments :
Post a Comment