Monday, January 1, 2018

الصبر وإحتمال الأذى


الصبر وإحتمال الأذى :
     المؤمن يتحمل ويصبر على ما يجده من إخوانه من جفاء وغلظة , وما يلقاه منهم من أذى وإساءة سواء بالقول أو الفعل , فهو يتحمل كل ذلك إحتساباً عند الله وحفاظاً على الأخوة , قال تعالى : " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ".
 يربي الله تبارك وتعالى المجتمع المسلم على ما يسميه أصحاب علم الإجتماع بثقافة التسامح , فمن أخلاق المسلمين المؤمنين أن يقابلون الإساءة بالإحسان , لانه من خصائص النفوس الكريمة إنها تحب من أحسن إليها , وعفا عنها , وبها تزول العداوة ويصير العدو ولى حميم .
 ولما كانت هذه الخصلة تحتاج إلى مجاهدة ومثابرة , أتبعها الله بما من شأنه أن يدفع كل عاقل إلى الإلتزام بها والإتصاف والتمسك بها , حتى يكون من أصحاب الحظ العظيم .
     وهذه الصفة من أهم الصفات والسلوكيات التى تحافظ على وحدة المجتمع وبقاؤه متماسكاً متفاعلاً , فلو ذهب كل فرد إلى الإنتقام لنفسه ممن إساء إليه , ويدفع السيئة بمثلها لما إنتهى الدور , وعندها صبح المجتمع فى دوامة من البطش والعنف .

No comments :

Post a Comment