Friday, January 12, 2018

الإصلاح الإجتماعى



الإصلاح الإجتماعى :
    يأتى هذا المبدأ البالغ الأهمية , لأن الله سبحانه وتعالى يطلب من المؤمن أن يكون إيجابياً فى مجتمعه إذا رآى منكراً ينكره , ويوجه الواقعين فيه إلى الخلاص منه ويحذرهم من خطره , وإذا رآى معروفاً أو خيراً لايمارس يأمر بأدائه ويعرف به وفضله , فالفروض المجتمع الإسلامى إيجابياً يعمل على إصلاح مجتمعه , قال تعالى: " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ", وقال تعالى : " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ".
     فمما لاشك فيه أن أى شئ إذا أحكمت غلقه , فإنه إذا كان هناك من يحاول فتحه فمع مضى الزمن سيفتح , فالله سبحانه وتعالى كما رأينا وضع من المبادئ والاسس الإجتماعية ما يضمن بقاء الجماعة الإسلامية إلى يوم القيامة , ولكن مع وجود النفس الأمارة بالسؤ والهوى والشهوات وشياطين الإنس والجن , كل هؤلاء يدعون إلى الفساد والتحلل من تلك المبادئ والأسس , فكان لابد من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , درئاً ودفعاً للوساوس والشهوات , بحيث لو تغلب أحدهم على فرد ما وجد من يذكره ويعظه , فيفنى الخير .
     ومجتمعاً خالياً من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , فهو مجتمع يعج بالفتن والشهوات فهو كالسنبلة تأتى بها الريح وتذهب , ويصبح ذلك المجتمع عرضة للإنحراف والهلاك , وهذا ما حدث مع المجتمع المسلم , فيوم أن غاب الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر , أصابت المجتمع فتنة المال , ومن بعدها توالت الفتن تترا , فإنحط المجتمع فى وحل من الشهوات والملذات , فتداعت عليه الأمم , وزالت هيبته , واضمحت ريادته , فبعد أن كان سائداً تتبعه الأمم أصبح مسوداً تابعاً لغيره , لايملك حتى رأيه.
     ولذلك علق الله تبارك وتعالى خيرية هذه الأمة وأفضليتها على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , قال تعالى : " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ  ", فقدم الله أداتى الإصلاح الإجتماعى على الإيمان به , لانه يغيرهما لن يكون هناك إيمان , إلا بقدرة الله تبارك وتعالى .
     ونظراً لاهمية هذا الإصلاح فى المجتمع , وجه الله تبارك وتعالى رسالة إلى المربين يوجههم فيها إلى ضرورة توجيه الأولاد إلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر , أى دورهم فى اللإصلاح الإجتماعى , وجاءت هذه الوصية على لسان لقمان الحكيم وهو يوصى إبنه , قال تعالى : " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ  ".
     فيصبح لزاماً على المربين آبائاً ومعلمين , ليس فقط أن يأمروا هم أبنائهم وطلابهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر , بل يوجهونهم إلى القيام بهذا الدور , فيكونون هم آمرون وناهون , وأن يقصوا عليهم ما جاء فى القرآن من قصص تتعلق بهذا الأمر , ويظهر والهم أهميته وضرورته فى الإصلاح وفضله وثوابه عند الله , كيف أنه دور من إصطفاهم الله من رسله وأنبيائه لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور , فهم بالقيام بهذا الدور يقتدون بالرسل ويشاركونهم صفة من صفاتهم , حتى يلمس هذا السلوك شفاف قلوبهم , فيرتبطوا به ويشبوا عليه , وينفعلوا له .

No comments :

Post a Comment