Monday, January 15, 2018

الوفــاء



الوفــاء :-  
     قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ".
 من القيم الهامة التى لها أثر عميق فى العلاقات الإجتماعية والإنسانية , فهو يعمق الإحترام بين الأفراد والجماعات , وينمى المحبة ويوسع دائرة العلاقات الإجتماعية , والإخلال به , يجلب إختلال العلاقات الإجتماعية داخل المجتمع .
     وقد جاء إستعماله فى القرآن الكريم بصيغ مختلفة ومتنوعة , فتارة يأتى الوفاء بعهد الله , كما قال تعالى : " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ".
 وتارة يأتى بعموم الوفاء , كقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ".
وقال تعالى : " وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا " .
 وقال تعالى : " وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ".
     وهكذا يأتى إهتمام القرآن الكريم فى تربيتة للمسلمين بالوفاء والحث عليه وتنوع الآيات القرآنية المختصة به توحى بعموم المعنى , فلا يقتصر فقط على الوفاء بالمواعيد , والعهود , والكيل والميزان فقط , بل المعنى أشمل من ذلك , وهكذا تتجلى عظمة التربية القرآنية وروحها , ولكى يحث ويدفع الله تبارك وتعالى المسلمين إلى الوفاء لم يحذرهم من الإخلال به فقط , بل ضرب لنا أروع وأسمى نموذج فى الوفاء , قال تعالى : " وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ؟! ".
     فإحرص أيها المربى على تربية أبنائك عليه , وإذا لم تفعل فإعلم أن أول من يعانى من ضده هو أنــت .

No comments :

Post a Comment