Wednesday, December 27, 2017

رياض الأطفال والتنشئة الاجتماعية

رياض الأطفال والتنشئة الاجتماعية :
    ان رياض الاطفال بيئة تربوية مكملة لدور الاسرة في تنشئة الطفل وتطبيعه الاجتماعي ،وهي ظاهرة حضارية ومطلبا قوميا للمجتمعات الواعية وضرورة تمليها طبيعة نمو الطفل في هذه المرحلة . وتتلخص الوظيفة التربوية الاسلسية لرياض الاطفال في تحقيق اهداف المجتمع فيما يتصل برعاية اطفاله واتاحة الفرصة لهم للاستمتاع بطفولتهم وتحقيق النمو المتكامل لهم داخل بيئتهم . وتزويدهم من خلال الحرية والتلقائية والتوجيه السليم بالعادات السلوكية الايجابية وبالاتجاهات والقيم الخلقية والاجتماعية وبالمهارات الضرورية للعيش قي مجتمع متحضر متطور سريع التغير . وتقع على رياض الاطفال كبيئة تربوية مسؤلية كبيرة في بناءالانسان ، حيث ان مرحلة الطفولة المبكرة من اخطر المراحل في حياة الانسان ، كما سبق وان ذكرنا في مواضيع اخرى من هذا الكتاب ، ففيها تتشكل شخصية الانسان وتتحد ابعادها ، وهذا يتطلب من القائيمين على تربية هذا الطفل ادراك ابعاد هذه المسؤلية، فبدخول الطفل الروضة تحدث نقلة كبيرة في حياته من جو البيت والعلاقات الاسرية حيث تغدق الاسرة وخاصة الام حنانها على الطفل ، الى جو جديد توزع فيه المعلمة اهتمامها على مجموعة من الاطفال وفي نفس الوقت تصبح الروضة مركز للاشعاع البيئي سواء في علاقتها باسرة الطفل والتواصل معها او في علاقتها بالبيئة المحلية المحيطة ببيئة الطفل .                                                                                                                                                         
العوامل التي ادت الى تفعيل دور الروضة في مجال التنشئة الاجتماعية:
1-   كثرة وتعقد المشكلات الاقتصادية للاسرة اثر على قدرتها في القيام بدورها في تربية الاطفال ، هذا ويؤثر حجم الاسرة في اضعاف سيطرتها على الابناء.
2-   المشكلات الاجتماعية والتفكك الاسري الذي وضع الروضة في موقف يحتم عليها ان تأخذ على عاتقها مسؤولية تنمية الطفل تنمية شاملة لجميع جوانب النمو .
3-   خروج المرأة للعمل وانشغال الاباء عن ابنائهم ادى الى احداث فراغا كبيرا قي مجال التنشئة الاجتماعية للطفل .
4-   وسائل الاعلام ودورها المؤثر في تكوين شخصيات الاطفال بما تعرضه من برامج تتنافى احيانا مع ثقافتنا وعادات مجتمعنا .

وظائف رياض الاطفال كبيئة تربوية :
1-تهتم الروضة بتربية الطفل فتوفر له عوامل النمو المناسبة والعلاقات الاجتماعية والمناخ العاطفي المشابه الى حد ما لمناخ الاسرة ، حيث تتنوع المواقف والاشياء ، ويتعدد الرفاق والكبار الذين يتصل بهم ويبدا في اكتشاف ذاته من خلال تفاعله مع الاخرين في بيئة الروضة .
2-تحتل الروضة موقعا ستراتيجيا كمؤسسة تربوية تقوم بدور مكمل لوظيفة الاسرة بشكل علمي في تحقيق اهداف النمو وتشكيل شخصية الطفل في ضوء حاجاته واستعدادته وقدراته الذاتية .
3-اكتشاف الصعوبات التي قد تواجه الطفل وتعترض مسار نموه فتقدم له الساعدة المناسبة لتمكنه من القيام بوظائفه الاجتماعية بكفاءة وفعالية .
4-المحافظة على انتماء الطفل لاسرته وتنمية هذا الشعور لديه وتدعيمه وتعزيز البيئة التي يعيش فيها الطفل .
5-توفير الحماية الى جانب الاهتمام بالخدمات الوقائية والعلاجية للطفل وتوجيه الاسرة في هذا المجال .
6-توفير الرعاية والاهتمام لكل طفل ومراعاة الفروق الفردية بين الاطفال .
7-توفير الفرص المناسبة الاطفال لممارسة التجارب الشخصية المباشرة والاستمتاع بها .
8-مساعدة الطفل على النجاح في اداء ادواره الاجتماعية ، من خلال التعاون والاتصال المستمر بين الاسرة والروضة والبيئة مما يؤدي الى تشابه القيم التربوية بينها وبين السلوك البيئي . حيث ان ما تغرسه الروضة من عادات وقيم ومهارات واتجاهات وميول ومفاهيم في سلوك الطفل استجابة من جانب الاسرة لتحقيق التكامل التربوي بين المؤسستين وتجنب احداث اية فجوات تربوية للطفل نتيجة تعدد جهات التنشئة الاجتماعية .
السمات الاساسية لمعلمة الروضة:
1- حب الاطفال : وتعتبر هذه الصفة الاهم والميزة التي يجب ان تتمتع بها معلمة الروضة.
2- الثقة بالنفس وتقدير الذات : فمعلمة الروضة لابد وان تكون لديها مشاعر ايجابية تجاه مهنتها وقدراتها ودكراكها لاهمية الدور الذي تقوم به .
3- الاخلاص : ان المعلمة يجب ان تخلص في عملها داخل الروضة من خلال الاتقان في العمل واداء الانشطة وتنفيذ البرامج على الوجه الاكمل ، فالاتقان في العمل وتنفيذه في الوجه الصحيح ينعكس ايجابيا على تربية الاطفال ، فالاطفال يعتبرون المعلمة قدوة ومثل يحاولون تقليده .
4- العلم : ان معلمة رياض الاطفال يجب ان تكون مؤهلة علميا وعلى علم بالقواعد الاساسية في نمو الاطفال في هذه المرحلة العمرية وفي تربية الاطفال وكيفية التعامل معهم .
5- الشعور بالمسؤلية: وهي من الامور المهمة والتي يجب ان تتميز بها معلمة الروضة ، فعليها تقع مسؤلية كبرى في تنشئة الاطفال وتربيتهم وصقل مواهبهم وعلاج جوانب الخلل والقصور التي قد تظهر عند بعض الاطفال .
6- الحلم : يجب ان تتصف معلمة الروضة بالحلم والاتزان والسيطرة على انفعالاتها حتى ينجذب الاطفال نحوها ، وعلى المعلمة ان تتدرج في عقاب الطفل العنيد واعدواني من خلال استنفاذ جميع السبل الودية وطرق النصح والارشاد معه ثم تلجا الى التهديد ، ثم الحرمان من التدعيم المادي والمعنوي ،ثم التهديد بالعقاب وهكذا.
7- ان تكون سليمة الجسم والحواس : فمن المهم ان تكون معلمة الروضة خالية من العيوب الجسمية والنطقية .
8- الجرأة : يجب ان تتمتع المعلمة بروح الجرأة والاستكشاف ، والجرأة في المحاولة والتجربة .

No comments :

Post a Comment