Friday, December 29, 2017

الذات

الذات :
    مفهوم الذات هو الطريقة التي ينظر بها الفرد الى نفسه ويكون تفكيره وشعوره وسلوكه غالبا" متسقا" ومنسجما" مع مفهومه عن ذاته ، او هو مجموعة من القيم والاتجاهات والاحكام التي يمتلكها الانسان عن سلوكه وقدراته وجسمه وجدارته كشخص ، وهو مفهوم متعلم ( مكتسب ) يتكون لدى الفرد منى خلال تفاعله مع بيئته .
وتؤكد الدراسات ان مفهوم الذات هو مفهوم اجتماعي(نتيجة التنشئة والتطبيع) يتشكل منذ الطفولة المبكرة ،عبر مراحل النمو المختلفة ،وعلى ضوء محددات معينة ،يكتسب الفرد خلالها بصورة تدريجية صورته عن نفسه ، اي ان الافكار والمشاعر التي يكونها الفرد عن نفسه ويصف بها ذاته هي نتاج انماط التنشئة الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي وخبرات النجاح والفشل السابقة .
ويتكون مفهوم الذات من افكار الفرد الذاتية المحددة الابعاد عن العناصر الختلفة لكينونته الداخلية والخارجية وتشمل هذه العناصر :
1- المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات كما تنعكس اجرائيا في وصف الفرد لذاته كما يتصورها هم(الذات المدركة).
2- المدركات والتصورات التي تحدد الصورة التي يعتقد ان الاخرين يتصورونها والتي يتمثلها الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي مع الاخرين (الذات الاجتماعية ).
3- المدركات والتصورات التي تتحدد الصورة المثالية للشخص الذي يود ان يكون (الذات المثالية)
بعض النظريات التي تفسر مفهوم الذات:
 2-نظرية الذات لروجرز:
يرى روجرز ان العوامل التي تشكل نمو الفرد مكتسبة اكثر منها حيوية (بيو لوجية)ويركز في حاجتين مكتسبتين هما الحاجة الى تقدير الاخرين ،والحاجة الى تقدير الذات .
اولا: الحاجة الى تقدير الاخرين (الاعتبار الايجابي من قبل الاخرين ):
   يشترك فيها جميع الافراد ، وتمثل حاجتنا الى الحب والحنان والاحترام والقبول من الاخرين ،وخاصة ذوي الاهمية في حياتنا كالاب والام والمعلمين ،ويتم اشباع هذه الحاجة عن طريق الاخرين ،لذلك فان الحصول عليها ليس بالامر السهل ،لان الفرد يرغب في تحقيقها عنطريق الاخرين ،ولكن هذا يتوقف على نوعية مطالب الاخرين الخاصة بهم ،فكما ان للفرد مطالب فان للاخرين مطالب ايضا، واذا تعلم الفرد ان يواجه مطالب الاخرين متبعا السلوك السوي الذي يساعده على تحقيق ذلك، فان هذا يدفع الاخرين الى معاملته بالمثل وبالتالي يحقق الفرد حاجته الى الاعتبار الذاتي.
ثانيا: الحاجة الى تقدير الذات (الاعتبار الذاتي ):
عندما يستطيع الفرد تحقيق الحاجة الى الى الاعتبار الايجابي من الاخرين يبدا في تكوين وتنمية الحاجة الى الاعتبار الذاتي التي تتمثل في نظرة الفرد الى نفسه نظرة ايجابية ،تقوم على الشعور بالرضا ،مستفيدا في ذلك مما حصل عليه من اعتبار وتقدير من قبل الاخرين ،كل ذلك تم من خلال دمج هذه الاعتبارات التي من شانها ان تسهم في تكوين مفهوم الذات لدى الفرد والذي يسهم في تحديد السلوك الخاص به.
3- نظرية الذات لجورج ميد:
 لخص جورج ميد تطور مفهوم الذات في ثلاث مراحل هي :
1- الادوار الخاصة : حيث يقوم الطفل بتجربة الادوار المختلفة للكبار منفصلة .
2- الادوار العامة : وهنا يتمكن الطفل من لعب ادوار الاخرين جميعا" في الموقف الواحد ،ويقوم بتنظيم هذه الادوار في شكل عام متماسك متكامل وفي تحديد سلوكه ودوره تبعا"لهذه الادوار .
3- الذات المنفردة والذات الاجتماعية : وفي هذه المرحلة من مراحل تطور مفهوم الذات الاجتماعية ، من خلال ما يعطيه الاخرون له من احكام عن جدارته وسلوكه.
- وجهة نظر سوليفان في تفسير الذات :
يرى سوليفان بأن تنظيم الذات لدى الفرد يحدث من خلال النشاط الوظيفي الذي يقوم به بصورة مستمرة ،فالقبول والرفض الذين يتلقاهما الطفل في مرحلة الطفولة يعمل على تسهيل اوتقييد نمو الذات.ويذكر سوليفان ثلاثة اساليب لاكتساب الطفل الخبرة في مرحلة الطفولة المبكرة وهي :
1-  الخبرة البدائية :حيث يصعب على الطفل ان يميز بين ذاته والعالم الخارجي.
2-   اكتشاف الخبرة المستمرة حيث يصبح اكثرتمييزا واكثر وعيا بالفرق الاساسي بينه وبين العالم.
3-   الخبرة المركبة :وفيها يفهم العلااقات المنطقية لمختلف رموز اللغة والجماعة .وفي هذه المرحلة يقتبس الطفل ما يسمع من الكلمات فيمتصها وتصبح جزءا من ذاته ، وبالتدريج يتعلم كيف يفكر كفرد له وجهات نظر خاصة به.
 - وجهة نظر اريكسون حول مفهوم الذات :
يرى اريكسون ان الطفل وقبل ان يتعلم اللغة يستقبل من الام احساسا" بالرضى يؤثر على مفهومه لذاته ، ويتاثر مفهوم الذات وما يدركه الطفل من اتجاهات الابوين والمعلمين نحوه .
وتشير احدى الدراسات الى اهمية الفكرة التي يكونها المعلمون في مفهوم الطفل عن ذاته.
ومن الواجبات الاساسية للتربية في البيت والمدرسة مساعدة الطفل على تكوين مفهوم موجب مناسب عن الذات .
العوامل التي تعوق تكوين مفهوم موجب عن الذات هي :
1- القصور البدني او التشوهات الجسمية او النمو البطيء .
2- ضعف الذاكرة والعجز اللغوي.
3- البيئة المنزلية المتشددة .
4- الانتماء الى جماعة الاقلية .
5- البيئة المدرسية المتشددة .

No comments :

Post a Comment