Thursday, December 28, 2017

نظرية اريكسون



نظرية اريكسون :
    ولد أريك اريكسون في المانيا عام 1902 والتقى في شبابه مع العالم النمساوي سيجموند فرويد واهتم بنظريته التحليلية التي تركت آثارا واضحة في تفكيره ومستقبله المهني ، ثم سافر الى الولايات المتحدة وتقلد مناصب عديدة في المؤسسات التعليمية والجامعات ومن الامريكية وما زال يعمل لحد الان أستاذا" للتطور الانساني والعلاج النفسي بجامعة هارفارد.
    يرى اريكسون ان النمو الاجتماعي ونمو الشخصية لهما صلة قوية مع بعضهما ومن خلال عملية التنشئة يصبح الفرد اكثر نضجا  من خلال مواجهات مستمرة بين احتياجاته الشخصية والظروف وتوقعات المجتمع.
 ويهتم اريكسون بشكل استثنائي بنمو الانا وخصائصها التي تنشئ في مراحل النمو المختلفة من حياة الشخص ولذلك فهو يعطي اهمية اكبر للعلاقات الاجتماعية .
وقد طور اريكسون نموذجا" للتنشئة الاجتماعية اكثر شمولا" من فرويد ويتخذ اريكسون موقفا" تفائليا" من امكانية النمو السليم ويرى ان كل كائن بشري يملك امكانية انتاج السلوك الخيروالسوي .
  ويرى اريكسون ان الانسان في اثناء حياته يتعرض لعدد كبير ومتلاحق من الضغوط الاجتماعية التي تفرضها عليه المؤسسات المختلفة كالبيت والمدرسة والجيران.
 وتشكل هذه الضغوط الاجتماعية مشكلات يتوجب على الانسان حلها ويقترح اريكسون مصطلح ازمة لكل واحدة من هذه المشكلات ويعمل جاهدا" على حل هذه الازمات حلا" ايجابيا" .
  وقد قسم اريكسون دورة حياة الانسان الى مراحل من النمو المختلفة المتزامنة مع المدى المعياري للمجموعات الى الاعمار الزمنية والاجتماعية والثقافية وعلى الفرد في كل مرحلة من مراحل النمو الثابتة ان يواجه ازمة نمو اساسية ويتغلب عليها قبل الانتقال الى المرحلة التالية اذا ما اريد لهذا النمو ان يكون سليما" .
وتشكل مراحل النمو الاريكسوني عملية دائبة ومستمرة لهذا لايملك الفرد شخصية معينة بل يقوم بتطوير هذه الشخصية على نحو مستمر ولتجاوز هذه الازمات فأن على المجتمع ان يساعد الفرد بمواجهة الاحتياجات الدقيقة المحددة للفرد وبتوفير ظروف خاصة تساعد على النمو واذا لم تكن هذه المساعدة متوافرة فأن الشخص قد يفشل في بعض مهام النمو .
المراحل الثمانية عند اريكسون :
  ان مراحل التطور في نظرية اريكسون تغطي الحياة الانسانية عند الولادة وحتى النهاية .
1- مرحلة الثقة مقابل عدم الثقة:(من الميلاد حتى العام الأول):
   في هذه المرحلة يكون اعتماد الطفل كليا" على والديه وخاصة الام في تقديم ما يحتاجه الطفل من طعام واهتمام ورعاية ، فاذا وجد الطفل طعامه جاهزا" عندما يشعر بالجوع واهتمت به امه عندما يكون بحاجة الى الاهتمام ، يتطور لديه شعور تام بالراحة والطمأنينة النفسية والجسمية وهذا ما يسميه اريكسون يشعور الثقة ، ومن العوامل الرئيسة في تنمية هذا الشعور لدى الطفل عملية الانتظام في تقديم ما يلزمه وتلبية حاجاته الملحة .  
2- تعلم الاستقلال مقابل الشعور بالخجل والشك : ( من 2-3 سنوات ) :
   تتميز هذه المرحلة بتطور كبير في قدرة الطفل على التحكم بأعضاء جسمه وعضلاته فاذا نجح الطفل بهذا التحكم فانه يكون قد طور شعورا" بالاستقلال ، انا اذا فشل الطفل في التحكم بحركات جسمه المختلفة فانه يطور شعورا" بالخجل من نفسه والشك بقدراته .
3- تعلم المباداة مقابل الشعور بالذنب : ( من 4-5 سنوات ) :
   في هذه المرحلة يطور الطفل قدرة كبيرة على التحكم بحركات جسمه وعضلاته ولابد له ان ينطلق في عالم جديد من الخبرة دون الاعتماد على الوالدين في كل ما يرغب عمله فاذا حصل ذلك يقال ان الطفل قد طور شعورا" بالمباداة ، اما اذا استمر الطفل في الاعتماد على والديه فانه سوف يشعر بالذنب .
4- تعلم الاجتهاد مقابل الشعور بالنقص : ( من 6- سن البلوغ ) :
    في هذه المرحلة يتعلم الطفل المهارات الاساسية التي تلزمهم حتى يتفاعلوا مع مجتمع الراشدين ويسهل عليهم تعلم هذه المهارات دخولهم المدرسة الذي يتزامن مع بداية هذه المرحلة وتشير مشاعر المواظبة والالتزام الى شعور الاطفال بالانجاز نتيجة تطبيقهم للمهارات الجديدة التي اكتسبوها في المرحلة السابقة في مواقف لبحياة المختلفة وحل مشكلاتها ، اما الشعور بالنقص فيشير الى مشاعر النقص والعجز عندما يشعر الاطفال بانهم لايستطيعون التعامل مع المشكلات الراهنة وحلها بشكل فاعل .
5- تعلم الهوية مقابل اضطراب الهوية : ( من 12 – 18 سنة ) :
    يطرأ في هذه المرحلة نوعان من التغيرات : تغيرات جسمية تجعل الاطفال يشعرون كأنهم كالراشدين من الناحية الجسمية على الاقل وتغيرات عقلية مثل التفكير المجرد .
6- الألفة مقابل العزلة ( من المراهقة الى الرشد ) اوائل الثلاثنيات من العمر :
     هذه المرحلة تميز فترة الرشد المبكر عند الانسان فبعد ان يكون الانسان قد طور هويته واصبح شخصا" متفردا" لابد له من اختبار هذه الهوية والاختبار يكون مشاركة شخص اخر بهذه الهوية واكثر المظاهر شيوعا" في المجتمعات الانسانية هو الزواج فاذا استطاع الشخص ان يحقق هذه العلاقة يكون قد طور شعور بالانتماء واذا فشل في اقامة علاقة مع شخص اخر فانه يشعر بالوحدة والعزلة . 
7- تعلم الانتاج مقابل الركود ( من 35 – 50 ):
    من اهم مميزات هذه المرحلة هي التخلص من الانغماس في الذاتية والاهتمام بالاخرين ورعايتهم ومن ابرز مظاهر الانتاج والرعاية في هذه الفترة رعاية الاطفال . ان الدور الاجتماعي المتوقع من الانسان في هذه المرحلة يحتم عليه ان يقوم بانتاج اطفال ومن ثم رعايتهم والاهتمام بمصالحهم فاذا نجح في ذلك فانه يشعر بالانتاج اما اذا عجز عن تحقيق ذلك يشعر بالركود والجمود .
8- تعلم التكامل مقابل اليأس ( الشيخوخة ) ( من 51 الى نهاية العمر ) :
    في هذه المرحلة اذا مر الانسان بجميع المراحل السابقة بسلام ونجاح فانه يشعر بالتكامل والرضا ، اما اذا حصل تعثر في احدى هذه المراحل فانه يشعر باليأس والاحباط .

No comments :

Post a Comment