Saturday, December 23, 2017

أداء الأمانة واعتماد العدل كأساس للقيادة والحكم والإدارة



أداء الأمانة واعتماد العدل كأساس للقيادة والحكم والإدارة:
أداء الأمانة واعتماد العدل كأساس للقيادة والحكم والإدارة، كما في قوله تعالى: }فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ{، وقوله تعالى: }إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً{، وقوله تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً {، وقوله تعالى:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{، وقوله تعالى:} لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {..
والأحكام المستنبطة من هذه الآيات كثيرة منها :
-  إن الدين يحكم حياة المسلمين أفرادا وجماعات ، فعليهم أن يكونوا شهداء لله أمام الأمم الأخرى على عظمة هذا الدين من خلال التمسك بأحكامه وتعاليمه قولا وفعلا لا أن تلهج ألسنتهم بالدين قولا ويتبعون أهوائهم ومصالحهم الذاتية أو الأسرية أو الفئوية في أفعالهم.
-  إن أداء الأمانة يمثل شرطا مهما من شروط الالتزام الديني وهي حق من الحقوق التي يجب على المسلم تأديتها – حاكما أو محكوما – سواء أكان هذا الحق مرتبط بالدين ، أو العلم ، أو الوطن ، أو المجتمع ، فالأمانة عصب الحياة وقوامها الذي لا يستقيم شئ بدونه ، وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: لو ائتمني قاتل أبي على السيف الذي ذبحه به لما خنته .. في إشارة إلى عظمة الأمانة وأهميتها، فكيف إذا كانت الأمانة مرتبطة بحكم الناس والسهر على حفظ حقوقهم وحرياتهم وضمــان مستقبــلهم ومستقبــل أجيالهم ؟ ، لابد أنها ستكون ثقيلة جدا وتحتاج إلى أهل جديرين بحملها.
إن العدل هو دليل استقامة الإنسان المسلم سواء في تمسكه بمنهج الحق وعدم الانحراف عنه بتأثير الهوى ، أو القرابة ، أو البغض ، أو الاختلاف في العقيدة الذي لا يشكل تهديدا للكيان السياسي الإسلامي . وفي ممارسته للحكم والقيادة وإدارة شؤون الناس، كون العدل خير كله . فعدل القاضي هو مساواته بين الخصمين في كل شئ ، وإعطاء كل ذي حق حقه .  أما عدل الوالي فهو باهتمامه بكل شؤون الناس كالصحة والثقافة والعيش الكريم والحرية والفرص المتكافئة للجميع ، وحمايتهم من سيطرة الطامعين سواء أكانوا من داخل الوطن أو خارجه.
المصادر:
- صايل زكي الخطايبة، مدخل إلى علم السياسة، ط1، الأردن، دار وائل للنشر والتوزيع، 2010.
- ناجي عبد النور، منهجية البحث السياسي، الأردن، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، 2010.
- سلوى السعيد فراج وريمان أحمد عبد العال، مقدمة في العلوم السياسية، القاهرة، جامعة قناة السويس، بلا تاريخ نشر.
- شريف القرشي، النظام السياسي في الإسلام، ط4، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1987.
-محمد مهدي شمس الدين، في الاجتماع السياسي الإسلامي، ط2، بيروت، المؤسسة الدولية للدراسات والنشر، 1999
- جعفر البناوي، التعايش في المجتمع الإسلامي: دراسة في العلاقات الإنسانية للمجتمع الواحد، ط1، بيروت، دار الخليج العربي للطباعة والنشر، 1999
- معتز الخطيب، في نقد القول بالوسطية والاعتدال، مقال منشور على الانترنيت على الموقع الالكتروني : www.altasamoh.net
- سيد قطب ، في ظلال القرآن ،ط15 ، المجلد الثاني ، بيروت ، دار الشروق ، 1988.
- إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ، تفسير ابن كثير ، المجلد الأول ، بيروت ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، 1986.

No comments :

Post a Comment