Thursday, December 28, 2017

نظرية كارين هورني



نظرية كارين هورني :
اكدت هورني في نظريتها على الجانب الاجتماعي للنمو ، واظهرت مفهوما اوليا عندها وهو مفهوم ((القلق الاساسي)) حيث ترى هورني ان القلق بالنسبة للطفل ينتج عن فقدان الامن النفسي نتيجة التفاعلات المبكرة للطفل والوالدين خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتي تعوق النمو الداخلي للطفل .
وتعتقد هورني ان كل مشكلات الطفل النفسية تحدث نتيجة للعوامل البيئية المعاكسة (كالتحكم والسيطرة المباشرة وغير المباشرة ، والاهمال واللامبالاة ، وعدم احترام حاجات الطفل الفردية والافتقار الى التوجيه الحقيقي والتدليل المفرطفيه او عدمه ،والانعزال عن الاطفال الاخرين) والتي من شأنها ان تسبب للطفل القلق وينتابه احساس بالعزلة والضعف .
ونتيجة لهذه العوامل فان الطفل يحاول ان يتكيف للبيئة متخلصا من المتاعب والمشكلات النفسية التي يتعرض لها فيتخذ ثلاثة انماط من الاساليب التكيفية وهي :
النمط الاول :يحاول الطفل التحرك ضد الناس اي يميل الى العدوانية في سلوكه واتباع القوة ضد من يقف امام اشباع رغباته ،فهو بذلك يسعى لتحقيق اغراض شخصية .
النمط الثاني :يحاول الطفل التحرك بعيدا عن الناس والانعزال عنهم ، فهو بذالك يكون لنفسه صورة مثالية غير واقعية ليعوض ما يشعر به من نقص وقصور
النمط الثالث : يحاول الطفل ان يحصل على العطف والاستحسان وان يعيش داخل حدود معينة خاصة به ، وان فشل هذا النمط من تحقيق اهدافه وكسب محبة الاخرين يمكن ان يؤدي الى صراعات نفسية تقود الى سوء التكيف والامراض العصابية او الابتعاد عن الناس فمن غير الطبيعي ان يكون الطفل عدوانيا او انعزاليا .
هذا وتعتقد هورني ان الطفل يمكن ان يتجنب هذه الصراعات اذا نشأ في اسرة يتوافر فيها الحب والرعاية والاحترام والثقة والدفىء العاطفي ،كما وتؤكد هورني على اهمية المثيرات الثقافية والعوامل البيئية مثل التعاون والروح الاجتماعية والعلاقات الانسانية.
وتعد التكيف الذي يقود الى السواء وعدم التكيف الذي يقود الى مشكلات سلوكية يرجع الى عملية التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة .
وعلى وفق هذه النظرية ان التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل تعتمد اساسا على العلاقات الاجتماعية التي تربط الطفل بأسرته ، والواقع ان افضل نوع من العلاقات الاجتماعية يجب غرسه وتنميته عند الطفل لتحقيق تنشئة سليمة هو التعاون والمشاركة ،فكثير من نواحي النشاط الانساني تتطلب تعاونا لكي يقوم بها الانسان على افضل نحو .
كما وان المشاركة الاجتماعية والتعاون لن يكونا ذوي قيمة كبيرة في جو يتسم بالخضوع او السيطرة وانما يكونان ذوي جدوى اكبر في جو تسوده المحبة واالتفاهم .

No comments :

Post a Comment