Sunday, December 24, 2017

مفهوم التنشئة الاجتماعية وتعريفها



مفهوم التنشئة الاجتماعية:
 تدل التنشئة الاجتماعية في معناها العام على العمليات التي يصبح بها الفرد واعيا ومستجيبا للمؤثرات الاجتماعية ، وما تشمل عليه هذه المؤثرات من ضغوط ومن واجبات على الفرد حتى يتعلم كيف يعيش مع الاخرين .
وهي في معناها الخاص نتاج العمليات التي يتحول بها الفرد من مجرد كائن عضوي الى شخص اجتماعي ، وتصل تلك التنشئة الى اقصاها في مرحلة الطفولة ،وشبه علماء النفس الطفل بكتلة لينة يمكن للوالدين او المربين تشكيلها على النحو الذي يختارونه وان كان ينبغي على كل مجتمع ان يصل الى ثلاث حلول لقضايا هامة تواجهه بخصوص الاطفال هي طرق رعايتهم ، وترسيخ القواعد التي تتحكم في كيفية تفاعلهم مع الاخرين، ونقل المهارات والقيم من الكبار اليهم .
   وأزاء اامطالب الاخيرة  واجهت المجتمعات مصاعب متباينة ، معتمدة في ذلك على عملية تعليم وتعلم تقوم على التفاعل  الاجتماعي، وتهدف الى اكتساب الاطفال  سلوك ومعايير واتجاهات مناسبة لادوار اجتماعية معينة، تمكنهم من مسايرة الجماعة والتوافق الاجتماعي أي تكسبهم  طابع اجتماعي وتيسر لهم الاندماج في الحياة الاجتماعية . 
ان  الامر هنا ينطوي على ما يعرف ( بعملية التنشئة الاجتماعية ) او ما تسمى احيانا بعملية التطبيع الاجتماعي انها عملية تعلم القصد منها ان ينمى لدى الطفل الذي يولد ولديه امكانيات هائلة ومتنوعة ان يسلك سلوك فعلي مقبول  ومعتاد وفق معايير الجماعة التي ينتمي اليها.
فعملية التنشئة الاجتماعية تبدا منذ الولادة ،وتتم من خلال عملية التفاعل الاجتماعي بهدف اكساب الطفل معايير المجتمع وتوقعاته،ومساعدته على تذويب هذه المعايير ليصبح قادرا على الاندماج في مجتمعه ويعني (التذويب) استدخال معايير المجتمع وقيمه وتبنيها من قبل الفرد لتصبح جزءا من مكونات الذات الاساسية وتصبح ضوابط للسلوك لا يجوز انتهاكها . 
وان اية مخالفة لها ستؤدي الى الشعور بالذنب ،فهي تلعب دورا هاما في تطور سلوك الفرد ومبادئه الاخلاقية . 
والتنشئة الاجتماعية ليست فقط عملية تعلم اجتماعي بل هي ايضا عملية نمو يتحول من خلالها الافراد من اطفال اعتماديين متمركزين حول ذواتهم الى كبار ناضجين يدركون معنى المسؤولية الاجتماعية او التبعية الاجتماعية، يضبطون انفعالاتهم ويتحكمون في الحاح الحاجات ويشبعونها بما يتفق مع قيم المجتمع.                                        
وللتنشئة الاجتماعية خاصية الاستمرارية، فهي لاتقتصر على مرحلة الطفولة فقط بل تستمر في المراحل الاخرى  كالمراهقة حتى الشيخوخة ،لان الفرد في كل من هذه المراحل ينتمي الى جماعات من نوع جديد يبدو فيها بدور جديد ويعدل من سلوكياته ويكتسب انماطا مستحدثة من السلوك  وهذا ما يدفع لتقديم معنى التنشئة الاجتماعية على انها عملية تعتمد على التلقين والمحاكاة والتوحد مع الانماط العقلية والعاطفية والاخلاقية لدى الطفل والراشد ،هادفة الى ادماج عناصر الثقافة في نسق الشخصية ،وتبدا من الميلاد داخل الاسرة وتستمر باتساع اتساق التفاعل كلما كبر المرء ،وتعبر عن نشاط البناء الاجتماعي بمختلف ميادينه (الاسرة،الدين،السياسة،التعليم،المهنة،الاقتصاد) الذي يضغط على الفرد لكي يتوافق مع غيره. 
وهذا ما يضفي على عملية التنشئة مفهوم الديناميكية لان الفرد في تفاعله مع غيره من افراد الجماعة يأخذ ويعطي في ضوء المعايير والادوار الاجتماعية ويؤثر ذلك مع عوامل اخرى على نمو الشخصية لكل فرد، ولعملية التنشئة وظيفة ظاهرة تنحصر في تدريب الطفل على اداء انماط معينة يرضى عنها المجتمع، ويتخذهاالشخص دعامة لسلوكه اثناء حياته، كما ان لها وظيفة مستمرة تهدف الى توحد الطفل مع مجموعة من الانماط الثقافية للمجتمع تعرف بأسم القيم الاجتماعية التي تتكون منها.
تعريف التنشئة الاجتماعية :-
تعرف التنشئة الاجتماعية عدة تعريفات منها :
1-هي عملية اكتساب الفرد لثقافة مجتمعه ولغته،والمعاني والرموز والقيم التي تحكم سلوكه،وتوقعاته وسلوك الغير ،والتنبؤ باستجابات الاخرين،وايجابية التفاعل معهم.
 2-انها عملية التفاعل الاجتماعي التي يكتسب فيها الفرد شخصيته الاجتماعية التي تعكس ثقافة مجتمعه.
3-هي عملية تربية وتعلم وتتم من خلال التفاعل الاجتماعي .وتؤدي الى اكساب الفرد المعايير والعادات والتقاليد و الادوار الاجتماعية الضرورية التي تمكنه من مسايرة الجماعة والاندماج معها وتساعده على تحقيق التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه .
4- هي عملية تتم بين الطفل والقائمين على رعايته من خلال مجموعة من الاساليب التي يتشربها ويتأثر بها ، وتهدف تلك العملية الى تربية هذا الطفل ومساعدته على ان ينمو طبيعيا في حدود ما تؤهله له قدراته العقلية والجسمية والعاطفية والاجتماعية والروحية .

No comments :

Post a Comment