Sunday, December 24, 2017

التفسير الإسلامي للتنشئة الاجتماعية



التفسير الإسلامي للتنشئة الاجتماعية:
    ان اساس التنشئة الاسلامية هو القران الكريم الذي يحفظه الصغار فيهذب اخلاقهم ويصفي نفوسهم ويتعودون من خلاله على مكارم الاخلاق ، وتبدأ التنشئة الاسلامية عن طريق المحاكاة والتلقين ، ذلك ان الطفل ينشأ فيرى ابويه يقران القران بالاضافة الى الشعائر الاخرى فتنطبع في ذهنه هذه الصورة .
  ولقد ضرب النبي " صلى الله عليه وسلم " المثل الاعلى في توضيح اساليب التنشئة الاجتماعية الوالدية ، فهو مثلا" يطالب بالرفق بالاطفال وعلاج اخطائهم بروح الشفقة والرأفة والعطف والرحمة ومعرفة البواعث التي ادت الى هفواتهم والعمل على تداركها .
ولم يقر " صلى الله عليه وسلم " الشدة والعنف في معاملة الاطفال ، واعتبر الغلظة والجفاء في معاملة الاولاد نوعا" من فقد الرحمة من القلب . ولقد دعا (صلى الله عليه وسلم)الى تأديب الاطفال وغرس الاخلاق الكريمة في نفوسهم وتعويدهم حسن السمات والتحلي بالصدق والامانة واحترام الكبير.
ولم يغفل الاسلام اهمية التفاعل الكامل المتكامل بين العوامل الوراثية والمثيرات البيئية في تكوين الشخصية الاسلامية وفي تدعيم تنشئتها الاجتماعية على اسس ايمانية بما يرضي الله ورسوله والمؤمنين وما يكفل طيب الاقامة في الدنيا وحسن الثواب في الاخرة ، وقد جاء صراحة في اكثر من موضوع في ايات مبينات كررها الله عز وجل في قرانه المجيد ، كما جاء ذلك صراحة في اكثر من حديث شريف روي عن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " في سنته العطرة .
  واطلق رسول الله " صلى الله عليه وسلم " وصحابته الابرار اسم " العرق " على مفهوم الجين الذي يحمل الصفات الوراثية حيث وردت احاديث كثيرة تدل على اهمية اختيار شريك الحياة الصالح حرصا" على توارث الصفات الجيدة والخصال الحميدة عبر الاجيال المتعاقبة نذكر منها على سبيل المثال قوله " صلى الله عليه وسلم" "تخيروا لنطفكم فان العرق دساس "
  كما جاء تحذير صريح من رسول الانسانية عليه افضل الصلوات في قوله الصادق " اياكم وخضراء الدمن " قيل ومن هي خضراء الدمن يارسول الله قال المرأة الحسناء في منبت السوء فانها تلد مثل اصلها وعليكم بذات الاعراق " .
وقيل عن الرسول صلى الله عليه وسلم في اختيار الزوجة اوالزوج ( الا اخبركم بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة اذا نظر اليها سرته ، واذا غاب عنها حفظته ، واذا امرها اطاعته ) .
   ومن ثم نجد ان الاسلام يحث على زواج الرجل الصالح من المرأة الصالحة لانجاب ذرية صالحة متوارثة القيم والخلق والفضائل والخصال الجيدة فالنظام الاسري الذي اقره الاسلام هو نظام (الاسرة الزوجية ) اي الاسرة التي تقوم على عقد زواج صحيح يحول العلاقة بين الرجل والمرأ من علاقة محرمة الى علاقة مشروعة تسودها المودة والرحمة وحسن المعاشرة ،فقد شرع الله تعالى الزواج ، لينظم العلاقة بين الرجل والمرأة ، فتنشأ الاسرة التي هي قوام المجتمع .
   ويحرص الاسلام على رضاعة الطفل بلبن طهور من امرأة فاضلة حسنة الخلق هادئة الطبع والمزاج  حيث يرث الطفل سماتها الطيبة من لبنها الذي يرضعه منها وهو في مرحلة المهد.
ويقول " ابن سينا " ان من حق الولد على والده احسان تسميته ثم اختيار المرضعة المؤمنة له بحيث لاتكون ذات عاهة لان اللبن يورث .
  ويؤكد الغزالي على اهمية توارث الصفات عن طريق الرضاعة حيث نصح بضرورة مراقبة الطفل وهو في مهده منذ ولادته ولا يعهد به الا الى امرأة صالحة فاضلة وان لاتأكل الاحلالا طيبا" لان اللبن الناتج عن الحرام ليس فيه بركة .
وبناء" عليه نجد  بأن الانسان يقر بأهمية توارث العوامل الوراثية وانتقال الخصائص والصفات الجسمية والعقلية والنفسية عبر الاجيال المتتالية ولا ينكر الاسلام اهمية المؤثرات البيئية وتفاعلها مع العوامل الوراثية في تكوين شخصية الفرد وتحديد سلوكه حيث تعتبر البيئة والوراثة المصدرين الاساسيين في تشكيل الشخصية الانسانية وتحديد الانماط السلوكية في مفهوم الشريعة الاسلامية.
 وقد نادى الغزالي بتكوين العادات الحسنة في الاطفال منذ الصغر بتعويدهم التبكير في النوم والتبكير عند الاستيقاظ والتشجيع على المشي والحركة وعدم البصق في المجالس او التثاؤب بحضرة الغير وتجنب الحلف بالله صادقا" او كاذبا" وان يطيعوا الابوين والمعلمين .
  اما ابن خلدون فيرى بأن القران الكريم هو اصل التعليم واساس التنشئة.
ويقول " ابن خلدون " ان الغاية من ذلك الوصول بالوليد الى رسوخ العقائد الايمانية في نفسه وغرس اصول الاخلاق الكريمة عن طريق الدين ، الذي جاء مهذبا" للنفوس ومقوما" للاخلاق باعثا" على الخير.
ويؤكد ابن خلدون على الرحمة بالاطفال والرأفة بهم والاشفاق عليهم والعمل على تهذيبهم باللين والعطف لابالشدة والعنف ، واخيرا" نقول بأن الانسان ولد على الفطرة السليمة فطرة التوحيد بالله عز وجل والتسبيح بحمده سبحانه وتعالى .
غير ان الايدي التي تتلقفه منذ ولادته ويكون في رعايتها قد  تدعم هذه الفطرة الجيدة فيه وتنميها بما يرضي الله ورسوله والمؤمنين وقد تفسدها وتضل طريقها ويصبح صاحبها من الغاوين .
ومما تقدم يتضح لنا بان عملية التنشئة الاجتماعية في الاسلام تهدف الى :
1-  نمو المشاعر الاجتماعية كالشعور بالانتماء والميل الفطري الى العيش والحياة مع الجماعة .
2-  نمو الخبرات الاجتماعية وما ينتج عنها من اساليب السلوك والتعايش ومعرفة ما تحرمه الجماعة وما تستحبه واداب الحياة المشتركة وما الى ذلك من قيم ومعتقدات .
3-  نمو التصورات الاجتماعية والافكار والاهداف المشتركة التي تنعكس في نفوس الافراد نتيجة للتربية التي يتلقونها .
 ومن مبادئ تربية الطفل في الاسلام :
1- الرفق في معاملة الطفل .
2-حق الطفل في التربية والتعليم .
3-ضرورة مراعاة طبيعة الطفل وفطرته .
4-المساواة بين الابناء .

No comments :

Post a Comment